لم تكن زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي لإسرائيل التي كشفت عنها صحيفة هآرتس أول مواقفه التطبيعية مع تل أبيب؛ فالرجل يعده كثيرون همزة الوصل بين المملكة وإسرائيل؛ وقبل شهور كان عشقي أول من كشف عن أقدام بلاده على إنشاء سفارة لها في إسرائيل إذا قبلت تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002. سفارة للسعودية بإسرائل وأوضح تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أواخر أبريل الماضي، أن عشقي سُئل: متى ستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟ فأجاب: "عليك أن تسأل نتنياهو"، وأضاف أنه إذا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يقبل المبادرة العربية، فالمملكة سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب. وعشقي البالغ من العمر 73 عاما، يعمل رئيسا لمركز الشرق الأوسط في جدة للدراسات الاستراتيجية والقانونية والمستشار السابق للأمير السعودي والسفير في الولاياتالمتحدة، بندر بن سلطان. يرفض مبادرة السلام وتدعو مبادرة السلام العربية 2002 إلى حل الدولتين على أساس انسحاب إسرائيل إلى خطوط الهدنة قبل عام 1967، وجعل القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في مقابل إقامة علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع أسرار كما دعت المبادرة للتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتم الاتفاق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وكان بنبامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب قد طالب بتعديلات في هذه المبادرة مؤخرا من أجل القبول بها. لقاءات عشقي السرية مع مسؤولي تل أبيب كانت تجلي آخر لموقفه من التطبيع ونقل الرسائل بين الجانبين، وكشف تقارير غربية عن اجتماعات عقدها اللواء السعودي مع دوري جولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في يونيو الماضي، لافتة إلى أن اجتماعات مماثلة ستعقد في الفترة القادمة يشارك بها ممثلون لم يعودوا يشغلون مناصب حكومية رسمية من البلدين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وسيشارك فيه الأمير تركي الفيصل، ويعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي حيث هناك وفد سعودي في تل أبيب. وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد ذكرت اليوم الجمعة، أن ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي، عقد عدة اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين بحضور مسؤولين فلسطينين هذا الأسبوع؛ موضحة أن المسؤول السعودي التقى بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية وبرلمانيين من المعارضة الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن عشقي وصل إلى إسرائيل على رأس وفد سعودي رفيع المستوى، ضم أكاديميين ورجال أعمال؛ موضحة ان الوفد السعودي ناقش مع الإسرائيليين سبل دفع عملية التسوية في الشرق الأوسط على أساس المبادرة العربية ؛ موضحة أن العلاقة بين عشقي والحكومة السعودية والقصر الملكي غير واضحة في هذه الأيام، ورغم أن الزيارة غير رسمية، إلا أنها غريبة وغير ممكنة بدون موافقة الحكومة السعودية. ولفتت إلى أن الوفد السعودي توجه من تل أبيب إلى رام الله والتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من المسؤولين الفلسطينيين مضيفة أن عشقي التقى مسؤوليين إسرائيليين اثنين هما “جولد” و”مردخاي” في أحد فنادق القدس وليس في المؤسسات الحكومية. برلمانيو الكنيست في الرياض وأشارت إلى أن عشقي التقي الجمعة 22 يوليو بمثلين عن الأحزاب الإسرائيلية الذين بدورهم عرضوا على الجنرال السعودي السابق استقبالهم في الرياض لتطوير العلاقات بين الجانبين من أجل دفع العملية السلمية في المنطقة وإكمال ما بدأ به الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وخلال اجتماعه بأعضاء الكنيست تحدث عشقي عن علاقته بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية وذكرهم بأن الأخير أصدر كتابا قبل عقد من الزمن يهاجم فيه السعودية تحت عنوان “مملكة الشر”، وأشار عشقي إلى أن المسؤول في الخارجية الإسرائيلية اعتذر منه خلال اللقاءات وقال إنه كان مخطئا في بعض ما كتبه، وشدد على أنه يريد تعزيز العلاقات بين المملكة وإسرائيل. نتنياهو التقي بن سلمان وقبل شهور عقب موقع "عنيان مركازي" الإخباري العبري على تقارير إعلامية عربية تحدثت عن لقاء جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة العقبة الأردنية. ولفت الموقع إلى أن لقاء نتنياهو وسلمان يؤكد الضمانات التي حصلت عليها تل أبيب من القاهرةوالرياض بشأن اتفاقية كامب ديفيد وعدم تغير الوضع في المنطقة بعد تسليم مصر جزيرتي صنافير وتيران للسيادة السعودية، مضيفًا أن هذا اللقاء عزز تطمينات وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون بأن مصالح تل أبيب لن تمس، وأعطى لهذه التصريحات صفة الموثوقية وأنها يمكن الاعتماد عليها. سلمان سيكون الوريث الشرعي.. والتعاون يصب ضد إيران وأشار إلى أن محمد بن سلمان سيكون هو الوريث الشرعي لحكم المملكة في المستقبل، ولقائه بنتنياهو يأتي وسط العلاقات غير الرسمية القوية والوطيدة بين كل من الرياض وتل أبيب، مضيفة أن التعاون بين إسرائيل والمملكة السعودية يصب في مواجهة النفوذ الإيراني، سواء في الحلبة السورية أو اللبنانية أو حلبات أخرى في آسيا والشمال الإفريقي. وأوضح أن التحالف الاستراتيجي بين القاهرةوالرياض يضم أيضًا إسرائيل والأردن، لافتًا إلى أنه في سياق هذا التحالف، أعادت عمان مؤخرًا سفيرها من طهران بعد تعليمات من السعودية، وهو الأمر الذي جاء بعد خطوات مماثلة جرت في الماضي من قبل دول الخليج ضد إيران. وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء سري جرى بين نتنياهو ومحمد بن سلمان بمدينة العقبة الأردنية، لافتة إلى أن رئيس جهاز الموساد شارك في اللقاء المذكور، موضحة أن سلمان كان برفقة والده الملك في زيارته للقاهرة، ومن هناك توجه للعقبة للقاء الملك الأردني عبد الله. نتنياهو وسلمان ناقشا صنافير وتيران والحدود مع مصر وأضافت أنه "من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها بين الجانبين، إمكانية مشاركة السعودية في رعاية الأماكن المقدسة بمدينة القدس إلى جانب الدور الأردني"، مشيرة إلى أن اللقاء تمحور أيضًا حول العلاقات المصرية السعودية إثر زيارة الملك لمصر. وأكد الجانبان التطابق التام للأهداف التي تسعى إليها تل أبيب والرياض لتحقيقها في المنطقة ومن بين أهم هذه المحاور؛ "قضية جزيرتي تيران وصنافير وتوقيع اتفاق لتعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن". وجاء الحديث عن لقاء بين نتنياهو وسلمان وسط التقارير الإعلامية العبرية التي تحدثت عن تقارب وعلاقات خفية بين تل أبيب والرياض، علاوة على وقائع شهدتها الأعوام الماضية جمعت بين مسؤولي الجانبين، وكان أبرزها في فبراير الماضي؛ حينما انتشرت على الشبكة الإلكترونية صورة لمصافحة بين موشي يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس جهاز المخابرات السعودي تركي الفيصل، وعقَّب "يعالون" وقتها على الأمر بأن "هناك قنوات مفتوحة بين إسرائيل ودول عربية أخرى". مذكرة تعاون عسكري بين المملكة وإسرائيل بالبحر الأحمر بدوره كشف موقع «فيترانس توداي» الأمريكي، قبل شهور عن أنه تم توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري المشترك بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية في البحر الأحمر، استنادًا لوثيقة سرّبها مسئول عسكري رفيع المستوى على صلة بالحزب اليساري اليهودي ميرتس في عام 2014". وأضاف الموقع في تقريرٍ نشره، أنّ الاتفاق خلص إلى أن السعودية وإسرائيل ستديران مضيق باب المندب وخليج عدن وقناة السويس، بالإضافة إلى الدول المطلة أيضًا على البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن المعلومات المنشورة من هذا المصدر ذكرت أن إسرائيل استضافت عددًا من الضباط السعوديين للمشاركة في دورات تدريبية عسكرية في قاعدة البولونيوم من ميناء حيفا في عام 2015. ولفت الموقع إلى أن هذا التعاون السعودي الإسرائيلي يهدف إلى دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومكافحة الجماعات الإرهابية في البحر الأحمر، موضحة أن المصدر على علم بتشكيل فريق عمل مشترك من قِبَل إسرائيل والسعودية في جزيرة تيران. مصافحة بين مسؤولي الجانبين.. ونتنياهو يهاتف الملك وفي سبتمبر الماضي، قال موقع "والا الإخباري العبري" إن، "رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هاتف العاهل السعودي الملك سلمان وناقش معه الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى"، وكان المستوطنون اليهود قد شنوا في هذا الشهر هجمات على المصلين الفلسطينيين في باحات المسجد منتهكين حرمة المقدسات الإسلامية.