بعنوان "التحالف السني..صياغة التطبيع في الشرق الأوسط" ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم السبت إنه "في هدوء شديد، ورغم أنف الإيرانيين، تتوثق وتتوطد العلاقات بين إسرائيل وبين مصر والأردن والسعودية ودول الخليج. وأوضحت أنه "في العامين الماضيين التقى سرًّا وبعيدًا عن أعين الناس ثلاثة إسرائيليين مع نظراء لهم من السعودية، وهي اللقاءات السرية التي عقدت في كل من روما والتشيك والهند"، مضيفة أن ال6 تحدثوا عن انفتاح كبير فيما يتعلق بالتحديات المشتركة التي تواجه تل أبيب والرياض، وتناولوا إيران بوصفها العدو المشترك قبل أن يتطرقوا في حديثهم إلى الاستقرار بالمنطقة.
الجانبان تأثرا ببعضهما وتوافقا في النظرة للعالم وقالت الصحيفة إن دوري جولد مدير عام الخارجية الإسرائيلية وشمعون شابيرا المسؤول الكبير بالوزارة، كانا من بين المشاركين في هذه اللقاءات، ومن الجانب السعودي كان الدكتور أنور العشقي السفير السعودي السابق بواشنطن والمقرب من البلاط الملكي. ونقلت عن أحد المشاركين قوله: "لا يتاح لك أن تلتقي بالسعوديين يوميًّا، لقد وجدت نفسي أمام أشخاص متوقدي الذكاء، يدركون طبيعة العالم، هم أيضًا تأثروا جدا حين رأوا إسرائيليين يتحدثون معهم ويتفقون معهم في نفس النظرة للأمور، هذا جعلني أرى أن اتفاقًا للسلام مع الرياض لم يعد بعيدًا".
سفير السعودية السابق صافح مدير خارجية إسرائيل ولفتت معاريف إلى أن "اللقاءات التي بدأت سرية أصبحت علنية؛ وذلك عندما صافح مدير خارجية إسرائيل دورى جولد سفير السعودية أنور العشقي خلال تواجدهما في مؤتمر لمعهد واشنطن للأبحاث، وتحدث خلاله السفير السعودي السابق عن التعاون مع تل أبيب والمصالح المشتركة بين المملكة وإسرائيل، وبعدها قام العشقي بزيارة للقدس بدعوة من السلطة الفلسطينية ليؤدي الصلاة في المسجد الأقصى.
وأشارت إلى أن "اللقاءات بين مسئولي الجانبين تأتي وسط تطور المصالح بين إسرائيل ومصر والأردن والسعودية ودول الخليج، في الوقت الذي يتجول فيه مسئولو تل أبيب في العالم العربي بشكل غير مسبوق"، ضاربة المثال على ذلك بزيارة يتسحاق مولخو مستشار نتنياهو للقاهرة عدة مرات، وافتتاح مدير عام الخارجية الإسرائيلية سفارة تل أبيب قبل شهور، ولقاء الرئيس السيسي بوفد من القياديات اليهودية، وإبلاغ القاهرة تل أبيب مسبقا عزمها إعادة جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وزير الطاقة الإسرائيلي التقي مسئولين إماراتيين وعن اللقاءات بين مسؤولي الخليج وإسرائيل، قالت الصحيفة العبرية إن يائير لابيد الوزير الإسرائيلي السابق ورئيس حزب يش عاتيد اليهودي، التقى في نيويورك بتركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق، كما التقى الأخير بموشي يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر ميونخ للأمن الذي أجري قبل شهور. وأشارت إلى أن يوفال شطاينتس وزير الطاقة الإسرائيلي التقي بداية هذا العام في أبو ظبي بمسئولين إماراتيين كبار، كما تحدثت تقارير غربية عن انطلاق رحلتين جويتين أسبوعيتين بين أبو ظبي وتل أبيب، ومشاركة لاعبي كرة طائرة إسرائيليين في ألعاب أقيمت بقطر".
وزير إسرائيلي: إيران عدونا وعدو الخليج المشترك ونقلت الصحيفة عن زئيف الكين وزير الاستيعاب الإسرائيلي، قوله "إيران تشكل الآن العدو المشترك لإسرائيل ودول الخليج"، موضحًا بقوله "نحن لا نخلق شرق أوسط جديدًا بل نحارب الأعداء المشتركين، وهذه الحروب لا تؤدي دائمًا لتعاون شامل بل لتعاون يتعلق بقضايا محددة". ونقلت الصحيفة عن يوئال جوزنيسكي الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي قوله "الخوف من المد الإيراني وعدم تحمس دول الخليج لموقف واشنطن من طهران، أديا إلى التعاون مع إسرائيل، وما يحدث هذه الأيام هو عملية تدريجية استمرت لسنوات"، لكنه أضاف "هناك الكثير جدًّا مرتبط بالفلسطينيين، فإذا استؤنفت الاتصالات بيننا وبين الفلسطينيين فإن علاقاتنا بالدول السنية ستشهد طفرة، وفي المقابل تصعيد الانتفاضة وقتل الفلسطينيين سيؤثر سلبا على علاقاتنا بالعالم العربي ".
مئات الإسرائيليين يحلقون على خطوط قطر الجوية وأشارت إلى أن "مئات الإسرائيليين يحلقون سنويًّا على متن طائرات الخطوط الجوية القطرية (قطر اير ويز)؛ حيث يهبطون في الدوحة بجوازات سفرهم الإسرائيلية ويمكثون فيها عدة ساعات دون أن يشعروا بأي خوف". ونقلت أيضًا عن مصدر رفيع ببورصة الألماس الإسرائيلية، قوله إن "العلاقات مع دول الخليج فيما يتعلق بمجال تجارة الألماس والجواهر قائمة ومضبوطة وتجري في الدوحة التي نرتبط معها بعلاقات تجارية"، وبدوره كشف يتسحاق جال الخبير الاقتصادي بجامعة تل أبيب ل"معاريف" عن بيع تل أبيب بعض السلع لدول الخليج.