"هل كان القيادي السابق بحركة فتح محمد دحلان؛ وسيطا بين القاهرةوأديس أبابا في ظل اعتراضات القاهرة على سد النهضة الإثيوبي وخطره على حصة مصر من مياه النيل. ولماذا الفلسطينيون هم الخاسر الأكبر من بناء هذا المشروع والروس أحد الرابحين؟" بهذا السؤال بدأ موقع "ميدا" الإخباري العبري تقرير له اليوم. السد الإثيوبي جعل إسرائيل أقوى وبعنوان "السد الإثيوبي الذي جعل تل أبيب أقوى والفلسطينيين أضعف" قال الموقع الإسرائيلي إنه "بعد عودة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب من إفريقيا، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري للقدس"، متسائلا "هل يمكن اعتبار الأمر محض صدفة؟ بالطبع لا، ورغم أن ما تم الإعلان عنه بشأن الزيارة وأنها جاءت للحديث عن السلام بين تل أبيب ورام الله، إلا أن الموضوع الحقيقي وراء زيارة شكري كان وساطة إسرائيل في حرب المياه الدائرة بالمنطقة". النهضة أبعد مصر عن باريس وعزز تعاونها مع تل أبيب واستكمل الموقع "السد الجديد الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل تحول إلى مركز لما يحدث في المنطقة من تطورات، ويعزز ويقوي العلاقات بين مصر وإسرائيل"، لافتا إلى أن "مخاوف القاهرة من هذا المشروع، دفعتها إلى الابتعاد عن باريس والاقتراب من موسكو وتوطيد التعاون مع تل أبيب، هذا في الوقت الذي تعتبر فيه رام الله الخاسر الأكبر؛ خاصة مع انهيار مبادرة السلام الفرنسية وقيام إسرائيل بدور الوسيط في الصراعات بحوض النيل". وأضاف "سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل بتكلفة تقدر ب4٫8 مليار دولار، يقلق المصريين إلى أبعد درجة؛ هذا القلق له ما يبرره ففي العام القادم ومع اكتمال بناء الجزء الأول من المشروع، من شأن القاهرة أن تخسر ما بين 11 إلى 19 مليار متر مكعب من المياه سنويا، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقليل قدرة مصر على إنتاج الكهرباء بنسب تتراوح ما بين 25% إلى 40%". وقال إن "أزمة النيل بين إثيوبيا ومصر ليست أمرا جديدا؛ فبالنسبة للأولى يعتبر الانتفاع بمياه النهر أمر استراتيجي ذو أهمية كبرى، وبعد أن يبدأ السد في العمل، على ما يبدو في 2017، فإنه سيتيح لأديس أبابا تخزين كمية أكبر من المياه على حساب حصتي القاهرة والخرطوم". الروس قادمون وبعنوان فرعي "الروس قادمون" قال الموقع "مصر التي تعاني من قلة الأمطار، يشكل فيها النيل قضية هامة تنعكس على السياسات الخارجية والداخلية؛ في الأشهر الأخيرة ضرب الجفاف مصر، وحدث انخفاض حاد في منسوب النيل"؛ مضيفا أن "المصريين حاولوا دائما الحصول على موارد مائية، وبناء السد العالي في ستينيات القرن الماضي كانت نموذجا لهذه السياسة". السادات : الأفضل أن نموت في الحرب ولا نموت من العطش ولفت إلى أن " قضية نقص المياه تتجلى في مصر سنويا، والنيل لا يمكنه تلبيه الاحتياجات، وبينما يزداد عدد السكان، فإن المناطق الزراعة تتقلص"، مضيفة أن "الرئيس المصري أنور السادات قال في سنوات السبعينات (أفضل أن يموت الجنود المصريين في ميادين القتال الإثيوبية عن أن يموتوا من الظمأ في وطنهم)". وقال "الروس مستفيدون أيضا من الأمر؛ فقد وقعت القاهرة على اتفاق مع موسكو لإقامة مفاعل نووي بمنطقة الضبعة، وهو المشروع الذي من شأنه أن يوفر جزءا كبيرا من التيار الكهربائي الذي يحتاجة المواطنون". طاقة السد العالي ستقل والروس فهموا ذلك وأضاف "لقد أدركت موسكو أن الطاقة المتولدة من السد العالي ستقل في أعقاب بناء المشروع الإثيوبي، وليس صدفة أن الروس عرضوا على المصريين دعمهم كي تنتقل القاهرة بشكل تدريجي للطاقة النووية". واستكمل "هذه التطورات لها تأثير دراماتيكي على الدبلوماسية الإقليمية"، متسائلا "ما هو سبب اهتمام الرئيس المصري ببعث وزير الخارجية للقدس بعد عودة نتنياهو من إثيوبيا؟ هل الأمر مجرد صدفة؟ الإجابة واضحة: السيسي يرغب في الضغط على رئيس حكومة أديس أبابا بواسطة تل أبيب، وذلك للتوصل إلى شروط أفضل فيما يتعلق بسد النهضة". نتنياهو مهد الأرض لمفاوضات أوغندا وعدم المساس بمصر وأضاف "الإثيوبيون غاضبون من مصر، ورئيس حكومة إسرائيل الذي طور علاقات جيدة مع أديس أبابا يمكنه أن يكون وسيطا بين الدولتين، والتوقيت مهم؛ فبعد غد الخميس سيعقد بأوغندا مؤتمر وزراء خارجية دول حوض النيل، ونتنياهو ترك في هذه الدولة الإفريقية أرضا خصبة كي تجرى فيها مفاوضات، كما اهتم رئيس الوزراء الإسرائيلي بألا تمس المصالح المصرية نتيجة لبناء السد". وأشار إلى "المقترح المصري بعقد مؤتمر سلام إقليمي له علاقة بالأمر؛ فهذا المقترح هدفه تحييد المبادرة الفرنسية وتقليل تأثيرها في المنطقة، وهناك الكثير الذي قد تربحة القاهرة بدخول المحور الإقليمي الجديد وإقامة علاقات مع تل أبيب، على حساب الفلسطينيين". وأوضح أنه "في عام 2015، توسط محمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح الفلسطينية بين مصر وإثيوبيا والسودان، والآن أخذ نتنياهو دور الوساطة هذا". وختم قائلا "الكثير يعتقد أن مصر لن تقف إلى جانب حل الدولتين"، مضيفا "حتى إذا لم تنجح مبادرة السيسي للسلام الإقليمي، فإنه يمكن لإسرائيل أن تتوقع استمرار القاهرة في تحالفها مع الأخيرة في كل ما يتعلق بحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، والحرب ضد تنظيم داعش في سيناء، ومن هذا المنطلق يوجد الكثير مما يمكن أن تربحه القاهرة من الشراكة والتعاون مع تل أبيب".