ترتبط السلطة الحالية بعلاقات قوية مع إسرائيل، لاتخفي الأخيرة إشادتها بها في أكثر من مناسبة، في ظل الاتصالات على أعلى المستويات بين القيادتين في القاهرة وتل أبيب. وكان لذلك دور في تقريب وجهات النظر بين السلطة في مصر والإدارة الأمريكية، بعد أن لعبت إسرائيل دور الوسيط بين الجانبين، ودعمت موقف مصر فيما يتعلق بتمرير المساعدات الأمريكية إليها. وهو الدور الذي يمكن أن تلعبه إسرائيل في أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، خاصة وأن الشركة المسئولة عن توليد الكهرباء من السد هي شركة إسرائيلية في الأساس، إضافة إلى أنه يعمل عدد كبير من مهندسيها في شركة "ساليني" الإيطالية المنفذة لعملية بناء السد. يأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى زيارة إلى إثيوبيا خلال أيام، في زيارة وصفتها سفيرة إسرائيل لدى أديس أبابا بأنها تُعد زيارة "تاريخية". وعلى الرغم من أن معظم الخبراء استبعدوا أن تقوم إسرائيل بدور الوساطة بين مصر وإثيوبيا في أزمة سد النهضة، إلا أن البعض يُجزم بأن تحسن العلاقات المصرية الإسرائيلية قد تكون سببًا في اتجاه إسرائيل للوساطة بين البلدين. من جانبه، قال العميد حسين مصطفى، الخبير المتخصص في الملف الإفريقي، إن "هناك مخطط صهيو أمريكي لتركيع مصر"، مستبعدًا أن تكون زيارة نتنياهو لإثيوبيا من ورائها أي خير لمصر. وأضاف مصطفى ل "المصريون"، أن "إثيوبيا لديها هدف للتوغل في إثيوبيا وجميع الدول التي تشرف على مجرى نهر النيل"، مستخدمًا التعبير المصري الدارج: "هل ترمي الحداية كتاكيت"؟ وتحدث عن العقيدة الإسرائيلية تجاه مصر، قائلاً: "الإسرائيليون ينظرون إلى مصر على أنها البلد المتعجرفة والمفتخرة بنيلها، وذلك موجود في سفر إشعياع، حيث يهيج المصريون ويقتلون بعضهم البعض". وأضاف: الإمبراطور الإثيوبي (هيلا سيلسي) يهودي الأصل يُطلق على نفسه الأسد القاهر لسبط (حفيد من ناحية الأم) يهوذا المختار من الله، وبالتالي فإن الجانب العقائدي لدي إسرائيل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بإثيوبيا". وتابع: "نتنياهو ذاهب للتغلغل أكثر في إثيوبيا، والحل الوحيد أمام مصر، إما أن توافق على أنها تعطي مياه لإسرائيل، أو أن إسرائيل تمارس ضغوطا على مصر أكثر". وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود بالأمم المتحدة، إن إسرائيل لن تتدخل مطلقًا لصالح مصر، خصوصًا وأنها السبب الأساسي في إقناع إثيوبيا بأهمية وجود السد. وأضاف ل "المصريون"، أن "تقارب العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية على المستوى السياسي لا يُمكن أن يصب في النهاية لمصلحة مصر، وذلك لأن إسرائيل هدفها هو المياه، وتعمل حاليًا للوقيعة بين البلدين".