رئيس مجلس إدارة الأهرام يؤكد: لم أتلق دعوة من السيسي لحضور اجتماع الغد بوادر أزمة بدأت تلوح في الأفق، بين الدكتور أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام (الجريدة الرسمية الناطقة بلسان الدولة)، وبين الرئيس السيسي وحكومته الحالية على خلفية التدوينات الأخيرة التي كتبها على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، بشأن موقفه من جزيرتي "تيران وصنافير" التي أعلنت السلطات المصرية في بيانات رسمية صادرة عنها تبعيتها للسلطات السعودية. ورفض الدكتور أحمد السيد النجار رئيس مؤسسة الأهرام، "التعليق" على آرائه التي أعلنها على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، قائلا: "لن أعلق على الأزمة أو أيه تفاصيل تتعلق بها، وكل ما أريد قوله كتبته على صفحتي الشخصية". وردا على تساؤل "التحرير" حول ما إذا كان سيحضر لقاء الرئيس السيسي مع ممثلي القوى الوطنية وأطياف المجتمع المختلفة غدًا "الأربعاء"، قال النجار فى تصريحات مقتضبة: "إذا دُعيت". وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر مقرب من النجار - طلب عدم الافصاح عن اسمه-، أن موقف رئيس مجلس إدارة الأهرام الأخير وتدويناته على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي يرجع لموقفه الرافض لتنازل الدولة المصرية عن "تيران وصنافير"، موضحًا أن النجار أعرب عن رفضه التام لإعلان الحكومة المصرية تبعية الجزيرتين للسلطات السعودية، مشيرًا إلى أن النجار أوضح في تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي موقفه مما أثارته الدولة مؤخرًا. وأوضح المصدر ل"التحرير"، أن موقف النجار ليس له علاقه على الإطلاق بما أثير من قبل حول وجود أزمة بينه وبين السفير السعودي أحمد عبدالعزيز القطان، قائلا: "النجار حريص على استمرار العلاقات الطيبة والمحترمة بين الدولتين الشقيقتين ولكن ما كان يرغب فيه أن تكون العلاقة قائمة أيضًا على الحق والتاريخ وأن تكون مصر هي القائدة". وأشار المصدر، أن النجار سيكتب في مقاله غدًا، كافة التفاصيل بشأن العلاقات بين مصر والسعودية فيما يتعلق بأزمة "تيران وصنافير"، وسيوضح رأيه الكامل فى هذا المقال، مضيفا أن النجار لم يتلقى دعوة مباشرة من مؤسسة الرئاسة لحضور لقاء السيسي مع ممثلي أطياف المجتمع غدًا. وكان الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، قد أكد فى تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" اليوم الثلاثاء، إن جزيرتي تيران وصنافير «مصريتان إلى الأبد»، موضحا أن «الوطن: أرض وحدود وعَلَم وبشر، صخر وجبال ورمال وشجر، تفاصيل عمرها الحب والدفء والحماس والضجر.. مرابض للمدافعين حين تلوح نذر الخطر، نقوش بالدم تروي قصص التاريخ والحضارة والقدر، الوطن ليس غرفة للإيجار أو محطة سفر، الوطن لا يُعار في الوغى ويُستعاد في السمر، الوطن المزروع فينا لن تقتلعه توقيعات من حبر على ورق». وأضاف: «المسألة ليست رأيًا بل حقائق وقواعد لملكية الأوطان، وغدا أكتب موقفي على ضوء الحقائق التاريخية والقواعد المؤسسة للأوطان». تجدر الإشارة، إلى أن النجار كان قد أغلق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كما خرجت جريدة الأهرام، أمس الاثنين، تحمل اعتذارًا منه، عن كتابة مقاله اليومي، وجاءت افتتاحية جريدة الأهرام، تحت عنوان "وعادت الوديعة لأهلها"، للتأكيد على أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان خضعتا للسيادة المصرية رسميًا عام 1950. وكانت آخر تدوينه كتبها الدكتور أحمد النجار، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" عن جزيرتي تيران وصنافير، قائلًا: "سلًاما لحدود مصر من جزر تيران وصنافير إلى السلوم، الشعب المصري العظيم بذل أذكى الدماء وأنبل الأرواح دفاعًا عن استقلاله الوطني وحدوده من حلايب وشلاتين وجزر تيران وصنافير وطابا ورفح شرقًا إلى السلوم والعوينات غربًا، ومن أبو سمبل جنوبًا إلى البحر المتوسط شمالًا، وما زال مستعدًا للبذل والعطاء بلا حدود من أجل صون كنانته وسيدة حضارات الدنيا". وتابع: "تبقى أم الرشراش جوهرة مسروقة، ويقينى أننا سنستعيدها يومًا، ومن بين مناطق الحدود تبرز جزر تيران كجوهرة دافعت عنها مصر ببسالة استثنائية وبذلت الدماء والأرواح لأنها المضايق التي يمكن أن تحكم خليج العقبة في لحظات المصير، سلامًا لكل مفردات حدودنا الوطنية غير القابلة للمساس لأنها لحم ودم مصر وخريطة بطولات شعبها وحدود وجودها الباقي إلى الأبد". وعلمت "التحرير" من مصادر مقربة من رئيس مجلس إدارة الأهرام - طلبت عدم الافصاح عن نفسها-، أن اعتذار النجار عن كتابة مقاله أمس، وإغلاقه حسابه على "فيسبوك"، يرجع لموقفه الرافض من تحرك الدولة الأخير بشأن إعلان تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، لافتة إلى أن النجار علم باعتزام مصر إعلان تبعية الجزيرتين للسعودية قبلها بساعات، وقام بكتابة تدوينته، على الرغم من مشاركته في حفل توقيع الاتفاقيات بين مصر والسعودية. وحاولت "التحرير" الاتصال بالدكتور أحمد النجار، مرارًا وتكرارًا للوقوف على أسباب موقفه الحالي وسبب تدوينته على صفحته "فيسبوك"، إلا أنه لم يرد على الهاتف. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية أصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه أن جزيرتى تيران وصنافير يتبعان المياه الإقليمية السعودية، وذلك وفق الرسم الفنى لخط الحدود بناء على المرسوم الملكي، والقرار الجمهوري، والذي أسفر عن وقوع الجزيرتين داخل المياه الإقليمية للمملكة.