قال الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن جزيرتي تيران وصنافير «مصريتان إلى الأبد». وكتب «النجار» على صفحته على «فيسبوك»، صباح الثلاثاء، تحت عنوان «تيران وصنافير مصريتان إلى الأبد»: «الوطن: أرض وحدود وعَلَم وبشر، صخر وجبال ورمال وشجر، تفاصيل عمرها الحب والدفء والحماس والضجر.. مرابض للمدافعين حين تلوح نذر الخطر، نقوش بالدم تروي قصص التاريخ والحضارة والقدر، الوطن ليس غرفة للإيجار أو محطة سفر، الوطن لا يُعار في الوغى ويُستعاد في السمر، الوطن المزروع فينا لن تقتلعه توقيعات من حبر على ورق». وأضاف: «المسألة ليست رأيًا بل حقائق وقواعد لملكية الأوطان، وغدا أكتب موقفي على ضوء الحقائق التاريخية والقواعد المؤسسة للأوطان». وكانت جريدة "الأهرام" قد خرجت أمس الإثنين، تحمل اعتذارًا منه، عن كتابة مقاله اليومي، وجاءت افتتاحية جريدة الأهرام، تحت عنوان "وعادت الوديعة لأهلها"، للتأكيد على أن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان خضعتا للسيادة المصرية رسميا عام 1950. وكانت آخر تدوينة كتبها الدكتور أحمد النجار، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" عن جزيرتي تيران وصنافير، قائلًا: "سلاما لحدود مصر من جزر تيران وصنافير إلى السلوم، الشعب المصرى العظيم بذل أذكى الدماء وأنبل الأرواح دفاعًا عن استقلاله الوطني وحدوده من حلايب وشلاتين وجزر تيران وصنافير وطابا ورفح شرقًا إلى السلوم والعوينات غربًا، ومن أبو سمبل جنوبًا إلى البحر المتوسط شمالًا، وما زال مستعدا للبذل والعطاء بلا حدود من أجل صون كنانته وسيدة حضارات الدنيا". وتابع: "تبقى أم الرشراش جوهرة مسروقة، ويقيني أننا سنستعيدها يومًا، ومن بين مناطق الحدود تبرز جزر تيران كجوهرة دافعت عنها مصر ببسالة استثنائية وبذلت الدماء والأرواح، لأنها المضايق التي يمكن أن تحكم خليج العقبة في لحظات المصير، سلامًا لكل مفردات حدودنا الوطنية غير القابلة للمساس، لأنها لحم ودم مصر وخريطة بطولات شعبها وحدود وجودها الباقي إلى الأبد". وعلمت "التحرير" من مصادر مقربة من رئيس مجلس إدارة الأهرام، طلبت عدم ذكر اسمها، أن اعتذار النجار عن كتابة مقاله أمس، وإغلاقه حسابه على "فيسبوك"، يرجع إلى موقفه الرافض لتحرك الدولة الأخير بشأن إعلان تبعية جزيرتى "تيران وصنافير" للسعودية، لافتة إلى أن النجار علم باعتزام مصر إعلان تبعية الجزيرتين للسعودية قبلها بساعات، وقام بكتابة تدوينته، على الرغم من مشاركته في حفل توقيع الاتفاقيات بين مصر والسعودية. وحاولت "التحرير" الاتصال بالدكتور أحمد النجار، للوقوف على أسباب موقفه الحالي وسبب تدوينته على صفحته "فيسبوك"، إلا أنه لم يرد على الهاتف. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية قد أصدرت بيانًا رسميا أكدت فيه أن جزيرتي تيران وصنافير يتبعان المياه الإقليمية السعودية، وذلك وفق الرسم الفني لخط الحدود بناء على المرسوم الملكي، والقرار الجمهوري، والذي أسفر عن وقوع الجزيرتين داخل المياه الإقليمية للمملكة. كان مركز معلومات دعم واتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، قد قال إن من بين المستندات التي استندت إليها لجنة ترسيم الحدود بين البلدين أن التسلسل التاريخي يثبت تبعية الجزيرتين لسيادة المملكة العربية السعودية، وأنه تم الاتفاق بين مصر والسعودية في عام 1950 على وضع الجزيرتين تحت الإرادة المصرية لرغبة حكومة البلدين في تعزيز الموقف العسكري العربي في مواجهة إسرائيل، نظرًا للموقع الاستراتيجي لهاتين الجزيرتين، وتقوية الدفاعات العسكرية المصرية في سيناء، ومدخل خليج العقبة.