تحل اليوم، 17 مارس، الذكرى السابعة والأربعون لتولي جولدا مائير منصب رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية، حيث تقلدت هذا المنصب في مثل يومنا هذا من عام 1969، في أعقاب وفاة سلفها ليفي أشكول في شهر فبراير من نفس العام، وشهدت فترة ولايتها منعطفات خطيرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أبرزها حرب أكتوبر 1973. ولدت جولدا مائير في مدينة كييف بأوكرانيا عام 1898 وهاجرت برفقة عائلتها إلى ولاية ويسكونسن الأمريكية وعمرها 8 سنوات، حيث درست هناك ونخرجت في كلية المعلمين وعملت بالتدريس قبل أن تنضم إلى منظمة العمل الصهيوني، هاجرت بعدها إلى فلسطين، اشتغلت هناك بعدة مهن مختلفة في اتحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية، وفي عام 1949 انتخبت عضوة في الكنيست الإسرائيلي، كما شغلت وزارتي العمل والخارجية لتنتهي إلى تولي رئاسة الحكومة. اشتهرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية بتصريحات استفزازية لا تصدر إلا عن سياسية داهية، تعرف تأثير الكلمة والتوقيت المناسب لإلقائها، حيث ينسب لها تصريح قالت فيه "يمكننا أن نسامح العرب على قتلهم أطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لإجبارهم إيانا على قتل أطفالهم" وهو تصريح ربما أرادت به ستر سياسة عدوانية دموية بالتحجج بأن المسؤول عنها هم في المقام الأول العرب. وأصرت مائير على نفس التوجه إذ صرحت مرة أخرى قائلة: "سنتوصل إلى سلام مع العرب فقط عندما يحبون أطفالهم أكثر مما يكرهوننا" لتعود لتحاول مرة أخرى لادعاء أن العرب يتصفون بالعدوانية غير المبررة وهو ما يقف حجر عثرة أمام إحلال السلام، الغريب أنها ناقضت نفسها في تصريح آخر عندما قالت "أتمنى أن أصحو يومًا ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة". ووصفت مائير حادث إحراق المسجد الأقصى بأنه أسوأ يوم في حياتها إذ لم تستطع النوم طيلة هذه الليلة بسبب خوفها من أن يدخل العرب القدس أفواجًا، لكنها اطمأنت في صباح اليوم التالي عندما أشرقت الشمس ولم تجد شيئًا غريبًا فتأكدت أن باستطاعتهم أي شيئ يريدوه على حد وصفها. واستمرارًا للحرب النفسية التي كانت تجيد جولدا مائير شنها كثيرًا، تم سؤالها ذات يوم عن رأيها في أن عقيدة المسلمين تنص على اندلاع حرب بينهم وبين اليهود تكون الغلبة فيها للمسلمين قبل قيام الساعة، فأجابت بأنها تعلم ذلك لكنها شككت في أن يكون المسلمين المعاصرون لها هم أولئك المقصودون بتحقيق النصر. ووصلت إلى درجة غير مسبوقة من الاستفزاز بل وربما الوقاحة في اجتماع لها مع عدد من الكتاب الإسرائيليين عام 1970، فتحدث أحدهم واصفُا فلسطين بالعروس الجميلة لكن لديها عريس، ويقصد العرب، فأجابته بكل غرور قائلة: "وأنا أشكر الله كل ليلة لأن العريس كان ضعيفًا وأمكن أخذ العروس منه". وشهدت فترة تولي جولدا مائير مشاكل داخلية في إسرائيل لم تقل خطورة عن مشاكل الصراع العربي الإسرائيلي، أسفر عنها تعرض مائير إلى ضغوطًا انتهت باستقالتها من منصبها، وتوفيت في الثامن من ديسمبر عام 1978 ودفنت في مدينة القدس.