تصاعدت وتيرة التجارب النووية لكوريا الشمالية بالتزامن مع تكثيف التحركات الدولية لكبح طموح زعيمها كيم جونج أون للتسلح النووي والانتصار على القوى المعادية له وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، مما أثار الخوف من شبح الدمار النووي في الجانب الشرقي لخريطة العالم. وأفادت تقارير إعلامية بأن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية، مطلع الأسبوع يبدو أقوى مما أطلقته عام 2012، مشيرة إلى أن خبرة الدولة "المعزولة عالميا" لا تزال تنقصها لصنع صاروخ باليستي قادر على بلوغ الأراضي الأميركية، وفق ما أعلنه مسؤولون في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وأطلقت بيونج يانج صاروخا باليستيا بعيد المدى الأحد الماضي، ما أثار حفيظة الأممالمتحدة والدول الكبرى التي اعتبرت هذا التصرف استفزازيا. تطوير نووي من جهته، أعلنه منسق أجهزة الاستخبارات الأميركية جايمس كلابر في تقريره السنوي، أن كوريا الشمالية أصبحت قادرة على إنتاج كمية من البلوتونيوم في مفاعل "ينجبيون النووي"، وقد تمتلك هذه المادة خلال أسابيع أو أشهر. وأضاف كلابر: “فيما يتعلق بأسحلة الدمار الشامل، تواصل بيونج يانج إجراء اختباراتها المقلقة للولايات المتحدة، وتستمر بإنتاج مواد انشطارية وتطوير غواصة تطلق الصواريخ البالستية، وتلتزم بتطوير صاروخ مزود بالأشعة النووية قادر على تشكيل تهديد مباشر للولايات المتحدة، كما أن النظام لم يتم اختباره في الجو”. وأفادت تقارير سابقة بأن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية خامسة. تحرك دولي وكانت كوريا الشمالية أكدت يوم الجمعة الماضي أنها لم تهدد جارتها الجنوبية بضربها بقنبلة نووية، موضحة أن الهدف من امتلاكها القوة النووية هو مواجهة التهديدات النووية الأمريكية. وذكرت صحيفة "رودونج" الكورية الشمالية، أن امتلاكنا لقوة الردع النووي، ليس لتفجير قنبلة نووية على رأس شقيقتنا كوريا الجنوبية، بل أن الهدف من امتلاك القوة النووية هو التصدي لمحاولة شريرة من واشنطن التي تنتهج سياستها المعادية لنا لشن حرب نووية، وذلك من أجل تأمين السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية. وبات شبح الدمار النووي مسيطرا على شرق آسيا إذ استنكرت الخارجية الروسية، إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي جديد، مؤكدة أنه سيلحق ضررًا جديًا بأمن المنطقة وبأمن "بيونج يانج" خاصة، فيما وصفت الخارجية الأسترالية، إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى، بأنه تهديد للسلام العالمي. ويكثف قادة كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة واليابان تحركاتهم تجاه تشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد إجرائها تجربة نووية رابعة وإطلاق صاروخها بعيد المدى. ويعمل مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار جديد بفرض عقوبات على كوريا الشمالية بسبب تجربتها النووية في 6 يناير الماضي، كما أدان إطلاق صاروخ جديد بعيد المدى، متعهدًا بإصدار قرار جديد على وجه السرعة باتخاذ تدابير مهمة. تجاهل متعمد من جانبها تجاهلت بيونج يانج الانتقادات الدولية وصراخ جاراتها، وأعلنت عن تقديم موعد إطلاق صاروخ يحمل قمرًا اصطناعيًا ليصبح بدءا من نهاية الأسبوع الجاري. وكانت كوريا الشمالية، التي تخضع لعقوبات أميركية وأخرى أممية بسبب برامجها النووية والصاروخية، أعلنت يوم 6 يناير الماضي إتمامها إجراء تجربة وصفتها ب"الناجحة"، وتعد الرابعة من نوعها، لقنبلة هيدروجينية، وأدان إثر ذلك مجلس الأمن الدولي تجربة بيونج يانج الهيدروجينية، واعتبرها تمثل "تهديدًا للسلم والأمن الدوليين"، في وقت وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التجربة ب"الأمر المقلق للغاية، والذي ينتهك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي. يذكر أن كوريا الشمالية تخضع لعقوبات دولية بسبب تجارب صاروخية سابقة و3 تجارب نووية في 2006 و2009 و2013.