ضريح «المقشقش» يفرض وجوده أمام معبد الأقصر رغم هدم المسجد
حارس بالمعبد الأثري: الأشجار تخرج من داخل الضريح المليء بالصخور رغم عدم وجود مياه مرَّت 6 أعوام منذ بدأ المحافظ الأسبق سمير فرج، تنفيذ خطة تحويل محافظة الأقصر إلى متحف مفتوح، مما جعله يقرر الكشف عن طريق الكباش الذي يمتد طوله بين معبدَي الأقصر والكرنك، فقرر هدم 7 مساجد كبرى، لكي لا تعوق خطته الحضارية، ومن بينها مسجد "المقشقش" الذي مرّ على بنائه أكثر من 350 عامًا. ويقول أحمد يوسف، أحد أهالي الأقصر، إن مسجد المقشقش الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 350 عامًا هو للطبيب والولي الورع الصالح إسماعيل المقشقش الذي أسلم على يد الشيخ يوسف بن غزي الحجاج الأقصر، وصار من علماء الشريعة، حيث كان مسجده عبارة عن منزل صغير يتعبَّد فيه، وقام ببنائه توفيق باشا أندوراس شقيق يسي أندوراس صاحب القصر، الذي لا يزال موجودًا بالأقصر ولم يقم أي نظام بهدمه. وتابع يوسف بأن المحافظ الأسبق سمير فرج، كان يريد تحويل الأقصر إلى متحف مفتوح على حساب المساجد، فتحدّى الأوقاف وإرادة الأهالي الذين اعتصموا كثيرًا لعدم تنفيذ قراراته، ولكن في النهاية نفذت أوامره حتى المسجد الأثري لوجوده أمام المعبد بجانب طريق الكباش، مما أصاب الأقصر بحالة من الركود السياحي بعدها بعام. ويشير خالد عباس، أحد الحراس بمعبد الأقصر، إلى أن مسجد المقشقش كان أثريًّا ومباركًا، حيث كانت حركة السياحة كبيرة جدًّا ويشهد المعبد زحامًا كبيرًا من قبل الأجانب المترددين عليه، إذ يأتون لزيارة المسجد، ولكن الأقصر بعدما شهدت حالة هدم المساجد وقيام الثورة أصيبت بشلل تام في توافد السياح ولم نعد نرى ما شهدناه سابقًا. ويحكي عباس عن وجود ضريح داخل المعبد تحيطه بعض الأشجار بل وبداخله أيضًا رغم عدم وجود مياه في تلك المنطقة، فيقول "هذا المكان مدفون فيه إسماعيل المقشقش على بعد أكثر من 100 متر من مكان المسجد، ولم تكن هناك أشجار نهائيًّا قبل ذلك، ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة وبعد هدم المسجد خروج أشجار، وقمنا بإزالتها مرات عديدة، ولكنها تخرج كثيرًا، فضريحه فرض وجوده، وقمنا ببناء ضريح لهذا الشيخ بالطوب اللبن مغلق من الجوانب الأربعة وتم ردمه بالأحجار من الداخل، والمفاجأة أننا وجدنا خروج الأشجار مرة أخرى وبغزارة من بين تلك الحجارة، لتظلل على المكان رغم عدم وجود مياه نهائيًّا، فربما يكون هذا تحديًا من ذلك الطبيب المتوفي وإصراره على الوجود بمكانه وإصابة المعبد بحالة من الركود. وأكد جمال عوض، مدير عام جنوب الصعيد للآثار الإسلامية والقبطية، أن المسجد لم يكن مسجّلاً في أعداد الآثار الإسلامية والقبطية على الرغم من مرور 350 عامًا على بنائه، وقام المحافظ الأسبق بإزالته بعد الاتفاق مع هيئة الأوقاف، وعن وجود ضريح لأحد الأولياء فهو ليس من شئننا، لأنه لا يوجد داخل ساحة المعبد.