وسط العديد من الكنوز التي توجد بالأقصر,يأتي طريق الكباش الرابط بين معبدى الأقصر والكرنك ليحوز على أهمية كبيرة, خاصة أنه ومنذ عدة سنوات تنفذ وزارة الآثار مشروعا- توقف فترة بعد ثورة يناير2011- يتضمن أعمال حفائر وإعادة ترميم للطريق, خاصة أنه من أطول الطرق التى تربط بين معبدين مصريين قديمين,ويبلغ طوله 2700 متر وعرضه 76 متراً, وكانت تتراص على جانبيه تماثيل الآلهة والملوك على هيئة أبو الهول. وتم تقسيم الطريق إلى قطاعات,الأول يقع من أمام معبد الأقصر وحتى شارع يوسف حسن ويبلغ طوله 200 متر,والقطاع الثانى يقع أمام سنترال الأقصر ويبلغ طوله 300 متر, وهو من أصعب القطاعات وذلك لمرور كابلات الكهرباء والتليفونات والصرف الصحى الخاصة بمحافظة الأقصر فى هذا القطاع. والقطاع الثالث يمتد من شارع المطحن وحتى حديقة السنترال ويبلغ طوله 650 متراَ, وكانت تشغله مساكن عشوائية كثيرة جداً وطرق أسفلتية,والقطاع الرابع يقع خلف مكتبة مبارك العامة فى المنطقة المحصورة ما بين شارع المطار وحتى شارع المطحن 600 متر، وهذه المنطقة كانت مليئة بالزراعات, أما القطاع الخامس ويمتد من شارع المطار وحتى معبد الكرنك وهو من أطول القطاعات. وقد كشفت مصادر بالآثار أنه في عام 2010 كان هناك ضريح يدعي"المقشقش" على أحد جانبي طريق الكباش وقريب منه جدا, وكان لابد من إزالته لاستكمال أعمال تطوير الطريق والكشف عن أثاره,لكن الأزمة تمثلت في أن هذا الضريح وصاحبه له مريدين وأتباع ومحبين,وثارت ثورتهم عندما علموا بقرار الأثار المتعلق بإزالة الضريح وحينها ظهرت عقبة أمام الآثار تمثلت في أن القانون يمنع هدم الأضرحة,فيما كان الحل في القانون أيضا الذي يمنع هدم الأضرحة ما لم تكن وهمية,حيث بحثت الأثار وأيقنت أن ضريح "المقشقش" وهمي ولا يوجد أحد مدفون فيه,لكنها منعا لتجمهر الأهالي وغضبهم قاموا بإزالته ليلا, وهو ما حدث أيضا مع مقام "بعيش" الذي كان يقع أمام الكرنك بالجهة الشمالية لطريق الكباش وكان لابد من إزالته ضمن مشروع تطوير الطريق, ونجحت الآثار حينها في استصدار قرار بإزالته لأنه يعيق تطوير الطريق ويشوهه. مشروع طريق الكباش كان مقررا له أن يتم الإنتهاء منه في مارس 2011,لكن ثورة يناير وما تلتها من أحداث عطلت المشروع,حيث قال الدكتور مصطفي وزيري مدير عام أثار الأقصر في تصريحات خاصة لصدي البلد أن المشروع يسير ببطئ حاليا نظرا للأزمة المالية التي تمر بها الوزارة, والعمل الذي تم في السابق خاصة قبل ثورة يناير تضمن إزالة المساكن والمحال التى كانت قائمة فوق مسار الطريق وتعويض أصحابها,وتم الكشف عن حوالى 80 % من الطريق,حيث ساهمت الأثار بملايين الجنيهات لنقل هذه المساكن وإنشاء جسر عرضى فوق الطريق لتسهيل المرور. وتابع: تقرر إنشاء كوبري عند منطقة المطحن لأن طريق الكباش سيقطع الشارع هناك ,كذلك هناك كنيستي الإنجلية والعذراء تقطعان جزءا كبيرا من طريق الكباش,وتحديدا صف الكباش الواقع غرب الطريق,وفي حال إزالتهما سنستكمل الحفائر,وبنسبة كبيرة جدا سنجد أثارا كما حدث في ما سبق من الطريق,والتعامل مع موضوع الكنيستين يتطلب قرارا من المحليات والمحافظة,لأنني كأثار أزيل وأكشف ما تحت الأرض,وما فوق الأرض مسئولية جهات أخرى. واستطرد: أزلنا من قبل جامع أحمد النجمي الذي كان يقع خلف معبد الأقصر,كذلك مسجد المقشقش الذي كان يقع في أخر طريق الكباش عند معبد الأقصر,حيث المسجد كان فوق جزء من الطريق,وقررنا إزالته وتم بناء مسجد أخر غيره تولت المحليات والمحافظة بنائه,كما أزلنا أيضا حديقة خالد بن الوليد وبيوت كثيرة وتحتها وجدنا أثارا كثيرة,حيث أن الطريق طوله 2700 متر وبه 1200 تمثال موزعة بواقع 600 تمثال علي كل جانب منه,وما بين كل تمثال وأخر مسافة 4.50متر ومر على إنشائه 3 ملوك كبار من الفراعنة. وتاريخيا يعد طريق الكباش من أهم المعالم الدينية والأثرية فى الأقصر,وهو من أقدم الطرق الدينية فى العالم ويربط ما بين معبد الكرنك شمالاً ومعبد الأقصر فى الجنوب، وكان يستخدم قديماً فى الاحتفالات الدينية خاصة"عيد الأوبت",وقد نقشت الملكة "حتشبسوت " ( 1502-1482 ق.م) على مقصورتها الحمراء أنها شيدت ستة مقاصير للإله " آمون رع " عليه,والطريق علي صورته الحالية قام بإنشائه الملك"نختنبو الأول " ( 380-363 ق.م) مؤسس الأسرة الثلاثين. وحتى الآن عثر على الاف القطع المتناثرة من رأس وجسم وذيل لعدد من هذه الكباش, كما تم الكشف أيضا عن مجموعة كبيرة من التماثيل لأبو الهول والتى كانت فى الماضى تزين هذا الطريق,ليصل إجمالى عدد التماثيل المكتشفة حتى الآن حوالي 650 تمثال من أصل 1350 تمثالاً, وبعض هذه التماثيل عثر عليه مهشم إلى أجزاء حيث أعيد استخدام الطريق فى العصور الرومانية وكذلك فى القرون الوسطى. كما تم العثور علي مجموعة من المبانى الرومانية والورشة الخاصة لصناعة الفخار, وبعض الأحجار المنقوشة من أهمها قطعة من الحجر عليها خرطوش الملكة " كليوباترا السابعة" (51-30 ق.م),كما تم العثور على بقايا واحدة من مقاصير الملكة حتشبسوت,والتى قام الملك نختنبو بإعادة استخدام أحجار أعمدتها فى بناء قواعد تماثيل أبو الهول,كذلك تم الكشف عن معاصر لإنتاج النبيذ ترجع للعصور الرومانية وكذلك صهريج ضخم للتخزين.