عذرًا سيدي فالجغرافيا حالت دون الوداع. إدوار... تَرجلْ.. ترجلْ واترك خيالكَ للريح أعتقه من سجن طينك وحرر الروحَ كي تستريحْ *** ها.. أنت الآن واقفٌ في "الزمان الآخر" خلف "حيطانك العالية" تنظر لما كُنتَه تنظرُ لنا. شتانَ بين النورِ والطين بين صليبِك المعتوقِ من وجعك وبين بداية التأريخِ في حرف النهاية. *** إدوار... قلّي ماذا رأيتَ في عكسِ دنيانا؟ في نقيضِ المادة النتنة؟ حدِّثني عن بياضِ الروحِ؟ عن غموضِ المدى؟ حدثني عن الملائكةِ الطيبين؟ عن الحساب والتسبيح حدثني عن المسيح. *** عذرًا فلم يعد أحدٌ من الأموات كي يرممَ فضولَ الغيب فينا أو حتى يواسينا. **** إدوار.. إلى من تنحازُ فيكَ؟ إلى الصعيدي؟ أو السكندري؟ أو إلى ذلك الطفلِ المُعلقِ في حبالِ الناي يَحلبُ لَحنَه ويتركُ للصبا رسمَ النهاية؟ يحلبُ لحنَه ويتركُ للعيون مساحةَ بروازِ يُحزمه السواد؟ **** إدوار... لا تنظر إلى الجسد الذي كُنتَه حين يغوصُ في زعفرانِ الطين. إنه الماضي. حَدقْ في البياض حدقْ ستجد مَنْ صنعت يداكَ من الشخوص يزرعون المدى لغةً من التسنيم. حدقْ... ستجد رامة تُروضُ تِنينَها.. ومحفوظَا يتوكأُ على ثُلاثِيته ويحيى الطاهر يَقصُّ على الأرواحِ موالَه ستجد "عبد القدوس وشلبي والغيطاني وإدريس" ستجد من سبقوكَ فراشاتٍ تُبعثرُ حروفَها نورًا على المعنى. فلا تهتم بغير مقامِك الحالي ولا تنزل من الأعلى