ربما لا يكون أمام طموح رجل الاقتصاد، زيفرين ديابري، في الوصول إلى أرفع منصب في بوركينا فاسو، عائق أكبر من انتماءه لقومية ال «بيسا»، وهم أقلية في بلد تهيمن عليه قومية ال «موسي»، ومع هذا ف «ديابري» يقف اليوم كأحد أبرز المرشحين لتولي منصب الرئاسة، في أول انتخابات حرة في بوركينا فاسو منذ 3 عقود. يحمل ديابري، 56 عامًا، وهو من الروم الكاثوليك، درجة الدكتوراه في علوم الإدارة من جامعة بوردو الفرنسية، وعمل لفترة قصيرة أستاذًا مساعدًا في جامعة واجادوجو قبل أن يتحول تماما نحو العمل الاقتصادي. وشأن منافسه الرئيسي على المنصب، كريستيان كابوري، فإن «ديابري»، تولى حقائب وزارية عدة مرات في عهد الرئيس كومباوري، الذي أجبر على التخلي عن السلطة في 2014. ويعد هذا الرجل مهندس انتقال بوركينا نحو اقتصاد سوق، بعد سنوات من الاشتراكية في عهد الزعيم الراحل، اليساري سانكارا. وكان ديابري، الذي يؤمن بالاقتصاد الحر، هو وزير الاقتصاد الذي قام بتأميم الشركات المملوكة للدولة. عمل «ديابري» مساعدًا لمدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وساعده الرئيس كومباوري، آنذاك في الوصول لهذا المنصب الرفيع. وبعدها التحق بعملاق التكنولوجيا النووية الفرنسي «أريفا»، حيث تولى إدارة فرع أفريقيا والشرق الأوسط. أما على الصعيد السياسي، فبدأ «ديابري» ينشط بشكل لافت على الساحة البوركينية في 2009، حيث أسس منظمة «منتدى المواطن للحكم البديل»، ثم كون حركة «الاتحاد من أجل التقدم والتغيير»، والتي حصلت على 19 مقعدًا في البرلمان في أول مرة تخوض فيها الانتخابات التشريعية. ويشار إلى أن هذه حركة «الاتحاد من أجل التقدم والتغيير» والتي تقوم على مباديء الليبرالية الجديدة، كانت القوة الدافعة في الجبهة السياسية التي عارضت محاولة الرئيس كومباوري لتغيير الدستور. ويطالب «ديابري» بتغيير حقيقي في هذا البلد الذي كان مستعمرة سابقة لفرنسا، ويتهم منافسه الرئيسي، كابوري، بأنه كومباوري من دون أن يكون كومباوري، وذلك في محاولة منه لحصد أصوات المؤيدين لكابوري. وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إن هجوم «ديابري» على «كابوري»، قد يجعله يكسب أصوات بعض أنصار الرئيس كومباوري، والذين يرون كابوري خائن للرجل الذي حكم البلاد ل 3 عقود.