مجددًا، عاد سعر العملة الخضراء للارتفاع فى السوق السوداء رغم الإجراءات المشددة التى اتخذها البنك المركزى مؤخرا، والخاصة بتحجيم عمليات التداول على الدولار فى محاولة للقضاء على السوق الموازية، إذ سجَّل سعر الدولار 7.97 جنيه، بزيادة بلغت 14 قرشا عن السعر الرسمى فى البنوك، مقارنة بمستويات فى الأيام الماضية بالسوق السوداء كانت تتراوح بين 7.92 و7.93 جنيه. نائب رئيس الشعبة العامة للصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، بلال خليل، قال ل«التحرير»، إن السوق السوداء عادت إلى نشاطها بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، نتيجة زيادة الطلب بشكل كبير على الدولار، عقب قرار الغلق والتحفظ على عدد من شركات الصرافة بالقاهرة والمحافظات، لافتا إلى أن قرار الغلق تسبَّب فى حدوث حالة من القلق الشديد لدى المتعاملين بسوق الصرافة، تخوفا من ندرة المعروض خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفع البعض إلى اللجوء إلى السوق السوداء للحصول على احتياجاتهم من العملة الخضراء وتخزينها، وبالتالى ارتفع سعر الدولار. وأضاف «خليل» أن قرار غلق الشركات أربك المستوردين الذين يعتمدون بشكل كبير على سوق الصرافة فى تدبير العملات الأجنبية، خصوصا أن البنوك لا تقوم بتوفير الدولار غير للسلع الاستراتيجية فقط، الأمر الذى اضطرهم إلى التعامل مع السوق السوداء للحصول على الدولارات اللازمة لاستيراد السلع الأخرى. سكرتير الشعبة العامة للصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، على الحريرى، قال إنه رغم أن البنك المركزى يقوم بإجراءات للقضاء على السوق السوداء غير أنها نشطت مرة أخرى بشكل مفاجئ، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه أدى إلى تراجع الكميات المعروضة منه، وهو ما أسهم فى ارتفاع أسعار الصرف فى السوق الموازية، موضحا أن البديل الوحيد للقضاء على السوق السوداء هو توفير الدولار وزيادة حجم المعروض منه، سواء فى السوق الرسمية أو غير الرسمية، لا سيما أن الباب سيظلّ مفتوحا أمام التجار والمضاربين حال استمرار شح وندرة العملة الخضراء فى السوق الرسمية، واستمرار إقبال الشركات والمستوردين على السوق غير الرسمية لتوفير مستلزماتهم من العملة الصعبة.