كتب: كارم الديسطي ومحمود الرفاعى وعاشور ابوسالم وإسراء محارب وطارق عبد الجليل وهدى الأمير وهدير أدم وعوض سليم حالة من الغضب والاستياء، تشهدها محافظات مصر؛ بسبب تلوث المياه، وسط تجاهل المسئولين. محمد الأمير، مقيم بمنطقة الجمهورية في الغربية، قال إن مياه الشرب أصبحت المصدر الرئيسي للأمراض، حيث يعانى العديد من المواطنين بأمراض الفشل الكلوي، وأمراض الكبد بسبب تلوث مياه الشرب، وانقطاع المياه يصل إلى 5 ساعات في اليوم، مع تغير في لون المياه. أسماء رجب، طالبة جامعية، ذكرت أن مياه الشرب بالمنازل لونها دائمًا أصفر، وطعمها به مرارة, مما جعلهم يلجئون لشراء المياه الشرب وتركيب فلاتر لمياه خوفًا على الأطفال من الأمراض. فيما ذكر أحد المصادر من داخل الشركة القابضة لمياه لشرب والصرف الصحي، أن محطات المياه بمدينة المحلة الكبرى مهملة وأعمال غسيل المحطات لا يتم بالصورة الصحيحة، مما يعكر المياه. وحاولت "التحرير" الاتصال أكثر من مرة برئيس فرع شركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالمحلة العميد طارق الفولي ولكنه لم يرد على هاتفه. وفي محافظة الدقهلية تواصلت أزمة انقطاع الشرب عن قرية كفر أبو الشارب والمستمرة منذ 3 أشهر وسط تصاعد لغضب الأهالي بعد تجاهل المسئولين بمجلس مدينة ومركز المنصورة وديوان عام محافظة الدقهلية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي لشكواهم المتكررة من انقطاع المياه. إبراهيم رزق، من أهالي القرية، قال إن معاناة الأهالي مستمرة منذ أكثر من 90 يومًا بعد انقطاع المياه عن القرية بشكل كامل، ولجأ الأهالي لملأ الجراكن من قرية التسعين ومدينة المنصورة لسد حاجتهم في حين لجأ البعض إلى دق طلمبات المياه الارتوازية والتي تأتي بمياه جوفية ملوثة ومالحة مما يهدد بإصابات المئات بأمراض الفشل الكلوي. كمما شهدت عدد من قرى مركز تلا والشهداء بمحافظة المنوفية أزمة طاحنة حيث تنقطع المياه لمدة تتجاوز 8 ساعات يوميًا، وذكر الأهالي أن الشبكات جيدة ولا توجد أي مشكلات فى الشبكات كما يدعى المسئولين. وفي قنا، أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بنجع حمادي، عن عودة ضخ المياه لمدينة نجع حمادي بعد انقطاعها لمدة 24 ساعة. وقال اللواء هانىء حمدي، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا، إنه تم إعادة ضخ المياه لمدينة نجع حمادي بعد الانتهاء من أعمال صيانة خط طرد الصرف الصحي قطر 100ملي بقرية بركة لمدة تجاوزت 24 ساعة. وفي أسيوط يعاني قاطني الأدوار العليا من ضعف المياه وعدم وصولها لهم خاصة من الطابق الثالث حيث يلجأون إلى مواتير المياه كحل لهذه المشكلة إلا أنها تصطدم بضعف المياه الشديد الذي يؤدي لإحراق المواتير. وفي قرى عرب العمايم وعرب الكلابات وعرب القداديح اشتكى المواطنون من عدم وصول المياه وسوء حالته خلال الساعتين التي تصل فيهم يوميًا. وفي الوادي الجديد، حالة من الاستياء والغضب يعيشها أهالي مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد وذلك بسبب تكرار انقطاع المياه والكهرباء المتكررة بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة والتي جعلت محافظة الوداي الجديد تتحول إلى محافظة جحيم يستحيل الحياة فيها. وقالت نبيلة حسن، مدير عام مرفق مياه الشرب بالوحدة المحلية لمركز الخارجة بالوادى الجديد، إن الآبار الجوفية تشح فيها المياه خلال فصل الصيف مؤكدة أن ذلك أمر طبيعي، كما أن انخفاض الجهد الكهربائي أدى إلى عدم قدرة مواتير رفع المياه بالمحطات عن العمل، فضلًا عن زيادة استهلاك التيار الكهربائي تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة وتشغيل عدد كبير من الأجهزة في المنازل والتي تؤثر سلبًا في الشبكة العامة للكهرباء. وأوضحت أنه سيتم البدء في التشغيل الفعلي لمحطة مياه المروة وضخ المياه النقية للمواطنين، غداً الثلاثاء، بعد تغيير الفلاتر وإجراء صيانة للمحطة باعتمادات 500 ألف جنيه. وفي الأقصر، حالة من الغضب سيطرت على ساكن منطقة الحبيل بالأقصر بعدما أصبحوا أحد ضحايا مسلسل انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة خاصة خلال ساعات النهار, وهذا ما تسبب في التأثير بالسلب على حياتهم. وفي أسوان، للمرة الثالثة في أقل من شهر يتعرض سكان مناطق كيما والصداقة والسيل إلى قطع المياه عنهم لأكثر من 9 ساعات متتالية لأسباب تعود إلى انفجار أحد الخطوط الرئيسية المغذية لهذه المناطق. وقال أحمد بدوي، من سكان منطقة كيما، إنه تم قطع المياه عن المنطقة بالكامل دون سابق إنذار في مشهد متكرر لمأساة المنطقة والمناطق المجاورة شرق مدينة أسوان. واضاف بدوي أنه عقب التوجه للمسئولين لمعرفة السبب تبين أنه يتم إصلاح الخط الرئيسي المغذي لمناطق شرق أسوان والذي تعرض للكسر. وتابع أن الأهالي لجأوا لتوفير احتياجاتهم من المياه من مناطق بعيدة عن كتلهم السكنية، ومن المفترض أن تقوم شركة مياه الشرب والصرف الصحي أو الوحدة المحلية لمدينة أسوان بتدبير احتياجاتهم من المياه خلال فترة الانقطاع إلا أنها تركتهم يواجهون مصيرهم بشكل منفرد. مسئول بارز بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان أرجع السبب في كسر خط المياه المغذي لمناطق شرق أسوان إلى تهالك الخط وانتهاء العمر الافتراضي له، فضلا عن تسبب سيارات النقل الثقيل التي تنقل المواد المحجرية والتعدينية من منطقة العلاقي جنوبأسوان في الانفجارات المتكررة التي تحدث بخطوط مياه الشرب تحديدًا في مناطق شرق أسوان. وكانت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان اكتفت بالتنويه عن قطع المياه عن مناطق شرق أسوان عبر بيان إعلامي تم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة قبل قطع المياه بساعتين فقط.