حوار- مصطفى القياس أحب مصر وأشعر بالأمان على أرضها وأحرص على تقديم حفلات بها لن أدخل تجربة التمثيل إلا من باب الكوميديا عمرو دياب غير معروف خارج الوطن العربى لأنه أحب مصر وشعبها، أحبّه جمهور المحروسة إيمانًا بموهبته التى كانت سببًا فى وصوله إلى قلوب محبّى النغم والصوت الجميل.الفنان وائل جسار، يسعى دائمًا لتقديم الحفلات الغنائية فى مصر مهما كانت الظروف، إذ يتمتع بقدر هائل من التفاؤل، ويؤكّد دائمًا شعوره بالأمان فى مصر. «التحرير» حاورت الفنان وائل جسار، الذى تحدَّث عن حفلاته الأخيرة فى مصر، وأصداء تجربة غناء تتر مسلسل «مريم» خلال الموسم الدرامى فى رمضان الماضى. إلى نص الحوار.. ■ ما سبب حرصك الشديد على تقديم حفلات فى مصر؟ - أنا شخص متفائل وأحب مصر للغاية، وأرى أنها تجاوزت جزءًا كبيرًا من أزماتها، والمرحلة التى يمكن أن نقول عنها صعبة، وأحب أن أتوجّه بالتحية إلى مصر وشعبها وجيشها العظيم الباسل الذى يتصدّى دائمًا لأى معتدٍ، والحمد لله الحياة مستمرة وأشعر دائمًا بالأمان حينما أقدم حفلات فى المحروسة، أو أكون موجودًا فيها على أرضها فى أى وقت، وهذا إحساس نابع من داخلى وليس مجرد كلام. ■كيف وجدت أصداء حفلتك الأخيرة فى أم الدنيا؟ - سعيد للغاية بحفلاتى فى مصر، ودائما ما تكون ردة الفعل إيجابية للغاية، وأشكر كل مَن حضروا الحفل، سواء الجمهور أو الشخصيات العامة، وأتمنى لمصر الأمن والأمان. ■ وماذا عن تتر مسلسل «مريم» للنجمة هيفاء وهبى فى رمضان؟ - كانت أصداء إيجابية، وسعيد بالغناء فى هذا العمل، والمسلسل مميز ومضمونه مختلف، وهيفاء ممثلة شاطرة، وأتوجّه بالتحية إلى كل نجوم المسلسل. ■ ما الذى يجعل تترات المسلسلات التى تشارك بها فى الصدارة.. هل أنت مُهتم بالوجود كل عام؟ - النجاح من عند الله.. لكن الفكرة فى الموضوع الذى أقدم من خلاله الأغنية، إذ يحدّد موقفى من الغناء لأى عمل، لأننى أهتم أيضًا بالحفاظ على نفسى واسمى، فأنا لا أقبل الغناء للتترات من أجل الوجود، لكن وفقًا لموضوع الأغنية وكل العناصر الخاصة بها، فإن توافرت العناصر بشكل جيد أقبل وإن لم تتوافر أعتذر. ■ ما جديدك فى عالم الغناء؟ - لدىّ ألبوم عاطفى جديد والعمل عليه مستمر، ويحمل أغنيات مختلفة ومتنوعة فى أفكارها وألوانها، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، فأنا أضع فى اعتبارى أن فكرة النجاح شىء من عند الله، ولكن هذا لا يمنع الاجتهاد فى العمل ومحاولة تقديم أفضل ما يمكن للجمهور، لمحاولة إرضائه وسعيًا للنجاح، وعلى ناحية أخرى لدىّ ألبوم غنائى كامل للأطفال انتهيت من كل التفاصيل الخاصة به منذ فترة، ولكن لم أحدّد موعد طرحه إلى الآن. ■ فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها الساحة الغنائية، كيف للفنان تقديم فن راقٍ وسط كل هذه الأعمال الرديئة؟ - لا بد أن يشعر الفنان بالعمل الذى يُقدمه، فأنا لا أسعى للغناء فقط، لكن أهتم بتوصيل رسالة إلى الناس من خلال أعمالى الغنائية، وعلى سبيل المثال أغنية «غريبة الناس» والتى حملت جانبًا إنسانيًّا ونفسيًّا ورسالة للجمهور من خلال فكرة العمل نفسه، فلا بد أن تتسم الأعمال الغنائية بالموضوعية والصدق الفنى فى المقام الأول. ■ مع تفاقم أزمة القرصنة وركود السوق.. هل ترى أن الوضع مُشجع على الوجود؟ - لا بد أن يظل الفنان موجودًا، وفوق هذا وذاك محبّة الناس، لأنها تتحكم فى وجود الفنان من عدمه، وليس من خلال الشائعات والدعاية الكاذبة، فأنا لا أحب هذا الأسلوب، ولكن أعتمد على أعمالى التى تدفعنى للوجود دائمًا. ■ هل تفكّر فى خوض تجربة التمثيل؟ - إذا قررت دخول خطوة التمثيل، فبالتأكيد سيكون ذلك من خلال عمل كوميدى أو درامى، ولكن بمجرد زوال الخوف من داخلى من خطوة التمثيل فسوف أقوم بها، خصوصًا أننى لا أستطيع القيام بأى خطوة فنية، وهناك قلق أو خوف بداخلى منها، كما أننى حاليًّا أركّز على ألبومى الجديد وأعمالى الغنائية والحفلات، ولا أعتقد أننى مستعد للتمثيل فى الوقت الحالى. ■ هُناك اتهام موجّه لك بالانحياز إلى الأغنية المصرية على حساب اللهجة اللبنانية والخليجية.. فما ردّك؟ - يُشرّفنى أن أؤدّى كل اللهجات العربية، فأنا بدأت رحلتى الفنية بالغناء المصرى، ولى الشرف أن أغنّى باللهجة المصرية، «مصر أم الدنيا واللهجة المصرية قريبة جدًّا منى»، لكن هذا لا ينفى أننى أحب لهجتى الأم بشكل كبير، ولى الشرف أن أغنيها، حيث إننى لى أكثر من عامين أو ثلاثة لا أُقدم الأغنيات إلا باللهجة اللبنانية، ولى الشرف أيضًا أن أغنى باللهجة الخليجية، وقدّمت فى ألبومى الماضى أغنيتين وحققتا نجاحًا كبيرًا، ولذلك فأنا لست مُقصرا فى حق أى لهجة على حساب الأخرى. ■ بعد شهرتك فى مصر ولبنان والعالم العربى هل تسعى لخطوة العالمية؟ - «إحنا بنضحك على نفسنا ولّا إيه».. لا بد أن نعترف بالحق الذى دائمًا ما نُنكره، فكل مئة عام أو أكثر تصل شخصية فنية واحدة إلى العالمية، ولكن فى الوقت الحالى لم يصل أى شخص من الوطن العربى إلى العالمية. ■ لكن البعض يرى أن الكينج محمد منير وصل إلى العالمية؟ - محمد منير حبيبى وصديقى وأحبّه للغاية، ولكن مَن غنّى لمحمد منير أغنياته من نجوم الغرب؟ «واسأل أى حد من الغرب على محمد منير أو وائل جسار أو عمرو دياب أو أى فنان، مش هتلاقى حد يعرفنا هناك». وليس معنى تأدية ديوهات مع فنانين أجانب من الغرب أننا بذلك قد وصلنا إلى العالمية، لأن ذلك مفهوم خاطئ للغاية، فأصبحنا نعرج من أجل الوصول للغرب من خلال الديوهات مع الأجانب، فلماذا لم نجد أى مُطرب أجنبى يركض نحونا من أجل الوصول إلى الوطن العربى؟! فلماذا نحن مُتمسكون بفكرة الوصول إلى العالم الغربى فى الوقت الذى لم نجد فيه أى مُطرب غربى يسعى وراء الغناء الشرقى أو الوصول إلى العالم العربى؟! ومع ذلك فكلنا فى العالم العربى نعرف النجوم الأجانب، وللأسف هم لا يعرفوننا ولو بنسبة 1%. ■ هل يأخذك الفن من الأسرة والعائلة؟ - بالطبع.. الفنان على عاتقه مسؤوليات كثيرة تجاه فنّه، وفى نفس الوقت تكون عليه مسؤوليات أخرى كبيرة تجاه أسرته وعائلته، خصوصًا إن كان متزوجًا، لكن لا بد أن يُعطى الفنان كل طرف حقّه ويقوم بإحداث التوازن بين كل طرف دون التقصير، وبالتالى ضرورى أن يُقدر الفنان الوقت الذى لا بد أن يوجد فيه مع عائلته ويُعطى لهم حقهم فى ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفن.