كتبت- سارة نور الدين: جولة خليجية جديدة لوزير الخارجية سامح شكرى خلال اليومين الماضيين، أتت وسط تطورات مهمة تشهدها الساحة العربية على رأسها إبرام اتفاق البرنامج النووى الإيرانى وعودة ممثلى الحكومة اليمنية لممارسة عملهم داخل عدن، فى الوقت الذى وصفت مصادر دبلوماسية وسياسية هذه الجولة بأنها تعيد العلاقات «المصرية- الخليجية» إلى الدفء الذى افتقدته فى الآونة الأخيرة. شكرى استهل زياراته الخليجية بالمملكة العربية السعودية للقاء ولى العهد محمد بن نايف، وولى ولى العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير، فى مدينة جدة، فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية، فى الوقت الذى يتوجه فيه عقب انتهاء زيارته لجدة، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يُجرى مباحثات ثنائية مع نظيره عبدالله بن زايد. مصدر دبلوماسى سعودى، رفض الكشف عن اسمه، قال إن المباحثات بين شكرى والمسؤولين السعوديين تناولت تطورات ملف الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى وتأثيراته على المنطقة، مشيرا إلى أن بحث الأوضاع فى اليمن ودعم القاهرة للشرعية ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادى وحكومة خالد البحاح كانت على رأس القضايا التى تناولتها الزيارة. وأكد المصدر فى تصريحات خاصة ل«التحرير» أن الساحة اليمنية شهدت تطورا مهما وإيجابيا عقب تحرير مدينة عدن من سيطرة جماعة الحوثى وهو ما تناوله اللقاء بين المسؤولين السعوديين والوفد المصرى، متابعا أن المملكة وحليفتها مصر على توافق تام فى هذا الصدد. لقاء الجبير وشكرى تناول دعم مصر لمواقف السعودية فى اليمن، حسب الدبلوماسى السعودى، الذى أوضح أن اللقاء تناول بحث الوضع السورى والعراقى والليبى، وسبل دعم جهود مصر فى الحرب ضد الإرهاب. المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى، قال إن الزيارة تأتى فى إطار التنسيق المشترك لرؤى البلدين على المستوى الإقليمى والدولى خصوصا فى ظل التهديدات والمخاطر القائمة فى المنطقة، وأشار إلى أن موقف القاهرةوالرياض فى الأزمة اليمنية موحَّد وداعم للشرعية. من جانبه، قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور أنور ماجد عشقى، إن لقاءات شكرى مع المسؤولين السعوديين ثم توجهه إلى أبوظبى للقاء مسؤولين إماراتيين تأتى فى إطار تنسيق المواقف العربية بعد اتفاق إيران النووى، مشيرا إلى أنها القضية الأهم فى الوقت الراهن. عشقى أضاف فى تصريحات خاصة من الرياض ل«التحرير»، أن المملكة السعودية تدرك ضرورة تنسيق الجهود مع مصر لمواجهة التحديات، موضحا أن المشاورات الجارية بين شكرى ونظرائه فى الخليج جاءت عقب لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مع وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر، أول من أمس (الخميس). واستبعد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أن يكون للقاء الملك سلمان مع وفد حركة حماس الأسبوع الجارى أى أهمية فى هذه اللقاءات، قائلا: «السعودية ومصر تهتمان بإرساء السلام فى المنطقة وتنسيق المواقف العربية لمواجهة التحديات المشتركة، ولا أعتقد أن اجتماع الملك بحماس كان له أى ذكر فى اللقاء». وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، أكد أن المباحثات الثنائية مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى تناولت الوضع فى اليمن وموقف مصر الداعم للشرعية، مشيرا إلى أن الرياض كانت على علم تام بالاجتماعات التى جرت فى القاهرة بين وفود يمنية من المؤتمر الشعبى العام، الذى يتزعمه على عبد الله صالح، ومسؤولين مصريين. الجبير شدد خلال المؤتمر الصحفى المشترك أمس بمدينة جدة، على أن مصر جزء أساسى من تحالف إعادة الشرعية فى اليمن، متابعا: «لا نشك فى موقف مصر على الإطلاق، وقد دعمت التحالف عسكريا وسياسيا وهى ملتزمة بدعم الشرعية ولا تغيير فى مواقفها»، مضيفا أن المباحثات الثنائية تناولت ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، مؤكدا أن الحل يجب أن يشمل رحيل بشار الأسد، لافتا إلى دعم الرياض الكامل للقاهرة فى الحرب ضد الإرهاب، قائلا إن «التعاون مع مصر فى هذا الإطار قوى جدا». وأعرب الجبير عن قلق المملكة من التدخلات الإيرانية فى الشأن العربى، مضيفا ان إيران تدعم الشغب فى المنطقة، قائلا: «نرحب بأى اتفاق يحول دون امتلاك إيران الأسلحة النووية».