التهنئة واجبة لفريق الزمالك على مواصلة انتصاراته المحلية التي تُشير إلى أن فوزة بلقب الدوري هذا العام أصبح مجرد مسألة وقت.. التحية لازمة لفريق الأهلي الذي عاد لمستواه الطبيعي بعد أن تخلص من الاستعمار الأسباني ونال استقلاله الكروي على يد المناضل الوطني فتحي مبروك. الزمالك تعامل خلال مبارياته الأخيرة بمنطق تجاري احترافي يقوم على الاهتمام بالنتيجة دون النظر إلى جودة الأداء أو حلاوة العرض وهو بالطبع تصرف مقبول من فريق لن يرحمه أحد إذا فشل في استعادة البطولة المفقودة منذ 11 عام.. الفارس الأبيض تجاوز أمس عقبة المصري الصعبة بهدف جعله يغرد في الصدارة منفردًا بعيدًا عن أقرب منافسيه بفارق كبير من النقاط جعل الجماهير الزملكاوية تعتقد وتصدق أن الحلم سيتحول قريبًا إلى علم! أبرز المشاهدات كانت: 1- الحكم محمد الحنفي تعرض لحملة تشكيك وإرهاب من محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة الأهلي الذي كتب قائلًا: (مباراة المصري والزمالك تم إسنادها للحكم محمد الحنفي المعروف بميوله البيضاء الشديدة.. اتقوا الله يا لجنة الحكام!) .. هذه التصريحات المثيرة للفتن لا تليق أن تصدر من مسؤول بارز لنادي كبير. 2- الحارس أحمد الشناوي تألق بصورة مدهشة دفعت جماهير بورسعيد إلى مهاجمته بشدة بعد أن حرمها من الفوز أو التعادل على الأقل! الجهاز الفني منحة شارة القيادة في هذا اللقاء تقديرًا لدوره. 3- فيريرا مازال يواصل أخطاءه القاتلة في التغييرات بعد أن أخرج هذه المرة اللاعب طارق حامد(مسمار خط الوسط) مما سمح للمنافس بالسيطرة على منطقة التحضير وصنع فرص كثيرة للتسجيل. 4- مصطفى فتحي لا يقل موهبة أو مهارة عن الساحر أيمن حفني، بل ربما يتفوق عليه لأنه أصغر سنًا ويجيد اللعب على الجانبين وفي القلب عكس حفني الذي يتفوق فقط عندما يأتي من الخلف. الأهلي الجديد أبدع وأقنع خلال لقائه أول أمس أمام طلائع الجيش، حتى أن الجماهير الحمراء صارت تُمني النفس بتكرار سيناريوهات المواسم الماضية التي كان الفريق يعود فيها من بعيد ليقتنص اللقب خلال الأمتار الأخيرة.. فتحي مبروك استطاع تغيير الشكل والمضمون في غضون أيام قليلة دون أن يلجأ إلى السحر والشعوذة، بل اتبع خطوات بسيطة محددة تلخصها النقاط التالية: 1- أعاد زرع ثقة اللاعبين في أنفسهم مما انعكس أيجابًا على مردود معظمهم مثل عبد الله السعيد الذي استعاد ذاكرة التسديد وحسام غالي الذي استرد مستواة العالي كذلك رجع تريزيجية إلى ما كان عليه. 2- أشرك كل لاعب في مركزه الأصلي، مع إعطاء الفرصة مجددًا لعناصر مميزة عانت التجاهل من العبقري جاريدو مثل صبري رحيل المدافع الدولي الذي تفوق على نفسة وكان شعلة نشاط في كل الأوقات. 3- لم شمل الفريق وأعاد وحدته عقب فترة طويلة من الشقاق والخلافات خلال العهد البائد.. لمسنا بوضوح روح التعاون بين الأساسيين داخل الملعب ولمحنا حالة الهدوء على الجالسين فوق مقاعد البدلاء. الزمالك على الطريق والأهلي بدأ يستفيق!