كتب - حمادة عبدالوهاب إسماعيل ولد الشيخ أحمد اقتصادي ودبلوماسي موريتاني، تم اختياره من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لشغل منصب مبعوث الأممالمتحدة في اليمن،في هذا الوقت الحرج في عمر الأزمة المنية، خلفا للمغربي جمال بن عمر، الذي قدم استقالتة مؤخرا، تعلم ولد الشيخ في كتاتيب ضواحي نواكشوط وجامعات فرنسا وبريطانيا وهولندا، فنقلته معارفه إلى منصات القرار بالأممالمتحدة، ليقفز إلى الواجهة مكلفا ببعض أهم الملفات الدولية. المولد والنشأة ولد إسماعيل ولد الشيخ أحمد عام 1960 بمنطقة "بيلا" التي أصبحت اليوم جزءا من العاصمة الموريتانية، حيث تربى في أسرة اهتمت بتعليمه وتربيته وفقا للتقاليد الموريتانية، مشفوعة بتعليم عصري. الدراسة تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس نواكشوط، فحصل على شهادة الثانوية العامة في العلوم الطبيعية عام 1980، ومُنح للدراسة في الخارج. درس في جامعة مونبلييه بفرنسا حتى نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وانتقل إلى جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة وحصل على شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية، ثم التحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا، فحاز شهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية. وهو يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية. الوظائف عمل ولد الشيخ أحمد بعد تخرجه موظفا بمفوضية الأمن الغذائي في موريتانيا لمدة سنتين، قبل أن ينتقل للعمل في وظائف مختلفة بهيئات تابعة للأمم المتحدة، منها تعيينه مطلع عام 2014 في منصب نائب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا. التجارب المهنية تقلد - من خلال عمله في الأممالمتحدة على مدى 28 عاما - العديد من الوظائف والمسؤوليات في مجال التنمية والمساعدة، وتنقل بين مناصب ومهمات أممية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. فقد عمل فترة طويلة في صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) وتولى منصب مدير إدارة التغيير بالصندوق في نيويورك، ثم نائب المدير الإقليمي لليونيسيف في شرق وجنوب شرق آسيا، كما شغل منصب ممثل اليونيسيف في جورجيا. وخلال الفترة (2008-2012) شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها في اليمن (2012-2014). وفي مطلع عام 2014، عين نائبا لمبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة في ديسمبر من نفس السنة ليكون مبعوثه الخاص لتنسيق جهود مكافحة فيروس "إيبولا" الذي اجتاح دولا عديدة في غرب القارة الأفريقية. صفاته يوصف ولد الشيخ بأنه تعامل في مناصبه الدولية المختلفة مع القضايا التي كلف بها بحرفية الدبلوماسي وعقلية الاقتصادي، فحقق نجاحات في بعض الملفات الكبرى، من بينها جهوده في مواجهة "إيبولا" التي ساهمت في الحد من انتشار الوباء الذي اجتاح غينيا، وليبيريا، وسيراليون، وهدد بلدانا أخرى في الغرب الأفريقي. وعُرف بين زملائه -وفقا لبعض من عملوا معه- بالقدرة على الاستماع، والبحث عن نقاط التلاقي بين الفرقاء، والصبر على التفاوض، فضلا عن إتقانه لعدة لغات أهلته لدراسة ثقافات متنوعة.