في الوقت الذي تتصاعد فيه الجهود السياسية الدولية لحل الأزمة اليمنية وإنهاء العدوان السعودي الذي دخل أسبوعه الرابع دون توقف، قرر المبعوث الأممي الخاص باليمن "جمال بن عمر" تقديم استقالته، بعد أن مارست الدول الخليجية ضغوط مكثفه عليه زعمًا بأنه يحابي لجماعة "أنصار الله" المعارضة. أعلن مسئول في الأممالمتحدة أن وسيط الأممالمتحدة في اليمن "جمال بن عمر" الذي يواجه مشكلات صعبة خصوصًا مع غياب أجواء الثقة بين الأطراف المتنازعة، قدم استقالته مع استمرار العدوان السعودي على اليمن، وقال المسئول إن "بن عمر" أعرب عن رغبته في ترك منصبه كمستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى اليمن". أثار "بن عمر" غضب السعودية ودول خليجية أخرى مؤخرًا بسبب طريقته في معالجة محادثات السلام بين جماعة "أنصار الله" المعارضة والحكومة اليمنية، والتي لم تحقق نجاحاً إلى الآن، حيث تشعر الدول الخليجية التي تشارك في ضربات جوية تقودها السعودية على اليمن بأن "بن عمر" كان متساهلا مع حركة "أنصار الله" المعارضة والتي تعتبر العدو اللدود للسعودية والدول الخليجية، ولفت دبلوماسيون إلى أن "بن عمر" تعرض خلال الأسابيع الماضية لانتقادات حادة من أنصار الرئيس المتراجع عن استقالته "عبد ربه منصور هادي" وحلفائه في مجلس التعاون الخليجي خصوصًا من قبل السعودية. يشار إلى أن "جمال بن عمر" هو دبلوماسي مغربي مخضرم يبلغ من العمر 58 عامًا، وقد عينه رسميًا الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" في منصبه أغسطس 2012، وحاول القيام بدور الوساطة في الأزمة اليمنية بعد سقوط الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح" تحت ضغط الشارع لكنه فشل. من جانب آخر قال مسئول أممي إن "من بين المرشحين المحتملين لخلافة بن عمر هناك بشكل خاص رئيس بعثة الأممالمتحدة لمكافحة مرض إيبولا الموريتاني اسماعيل ولد شيخ أحمد". يتمتع "ولد شيخ أحمد" بخبرة تمتد لأكثر من 27 عامًا بالأممالمتحدة في مجال التنمية والمساعدة الإنسانية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وفي الآونة الأخيرة، شغل منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشئون الإنسانية وممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي المقيم في سوريا من 2008 إلى 2012 وفي اليمن في الفترة من 2012 إلى 2014، وشغل أيضًا عدة مناصب في صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" بما في ذلك منصب مدير إدارة التغيير في نيويورك، ونائب المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في نيروبي، والممثل في جورجيا. وحصل "ولد شيخ أحمد" على درجة الماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة "مانشستر" بالمملكة المتحدة، ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة "مونبلييه" بفرنسا، وشهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية من جامعة ماستريخت بهولندا، وعين "ولد شيخ أحمد" نائبًا لمبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا مطلع 2014، ثم كلف في ديسمبر الماضي برئاسة بعثة الأممالمتحدة الخاصة بمكافحة فيروس إيبولا. من جانبها اعترضت روسيا على تعيين المبعوث الجديد في اليمن "ولد شيخ"، وأعلنت تمسكها بالمغربي "جمال بن عمر"، وهو ما يجعل تعيين "ولد شيخ" ليس مؤكدًا، ففي العادة عندما يتعلق الأمر بتعيين مسئول كبير، يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بعرض الأسماء المقترحة على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وفي حالة الموريتاني "ولد الشيخ"، فقد وافقت 4 دول عليه، لكن روسيا رفضت.