كتب - حمادة عبدالوهاب يتوجه أكثر من 13 مليون سوداني، خلال 3 أيام، إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم التي تحدد رئيس الدولة وممثليهم بالبرلمان، في انتخابات رئاسية يتوقع أن يمدد بها الرئيس عمر حسن البشير فترة حكمه الممتد لنحو ثلاثة عقود. منافسة يتيمة وينافس البشير، 15 مرشحا أغلبهم من المستقلين وأسماؤهم غير معروفة، ما يجعل الرئيس الحالي الأوفر حظا في ظل عدم انعدام المنافسة، في انتخابات تُجرى وسط انتقادات دولية ومقاطعة واسعة من قبل الأحزاب السياسية المعارضة. ويستمر الاقتراع في ولايات السودان البالغة 18 ولاية، لمدة ثلاثة أيام، وتعلن النتائج الأولية الخميس 16 إبريل الجاري، مع منح مهلة طعون في النتائج لمدة أسبوعين. وكانت المفوضية المستقلة للانتخابات قد أعلنت أن الانتخابات ستجرى في عموم البلاد، عدا 9 مناطق في جنوب كردوفان ودارفور. مقاطعة المعارضة وبحسب مفوضية الانتخابات السودانية، فإن 44 حزبا سيشاركون فى العملية من أصل 88 حزبا معتمدا لدى مجلس شئون الأحزاب، وهو الجهة المناط بها تنظيم عمل الأحزاب فى البلاد. وتقاطع أحزاب المعارضة الرئيسية العملية الانتخابية وأبرزها حزب الأمة القومى الذى يتزعمه الصادق المهدى، بجانب حزمة من الأحزاب اليسارية المؤثرة، أبرزها الحزب الشيوعى، وحزب البعث العربى الاشتراكى وحزب المؤتمر السودانى وثلاثتها تتمتع بنفوذ فى أوساط المثقفين والمهنيين والشباب والطلاب. وتنضم للمقاطعة أيضا 4 حركات تمرد مسلحة تحارب الحكومة فى 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية 5 منها فى إقليم دارفور غربى البلاد وتعمل ضمن تحالف باسم الجبهة الثورية منذ 2011. وتعتبر حركة العدل والمساواة أقوى هذه الحركات، ودخلت قواتها العاصمة الخرطوم فى 2008 فى أجرأ هجوم لها منذ إعلان تمردها فى 2003 لكن الحكومة تصدت لهجومها. تشديد أمني وتجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية صارمة بمشاركة 75 ألف عنصر أمن، كما دفعت السلطات بتعزيزات أمنية إلى مناطق النزاعات، وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة، اللواء السر أحمد عمر، أن الشرطة هي المسؤولة عن تأمين الانتخابات"، مضيفا: "نتعامل مع كل المستجدات والمتغيرات والاحتمالات وتوفير الاعداد المطلوبة من القوات لكل الولايات"، طبقا للمفوضية القومية للانتخابات. وفتحت مراكز الاقتراع أمام الناخبين عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الخامسة توقيت جرينيتش)، حيث يتم الاقتراع في انتخابات لاختيار رئيس الجمهورية ونواب المجلس الوطني والمجالس التشريعية والولائية. الرقابة الدولية وأشار موقع المفوضية العليا للانتخابات إلى مشاركة عدد من المنظمات الدولية في الرقابة على سير العملية الانتخابية، حيث يشارك المركز الإفريقي لحقوق الإنسان، والاتحاد العربي للعمل التطوعي، والمؤتمر العالمي للعمل التطوعي، وشبكة الانتخابات في العالم العربي، والبرلمان العربي، واتحاد الشباب الأفريقي، ومنظمة إيغاد، ومجلس الشباب العربي الأفريقي، ومفوضية الانتخابات الكينية، والمحكمة العليا للانتخابات في البرازيل، والمفوضية النيجيرية المستقلة للانتخابات، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية. وتعد هذه الانتخابات التعددية الثانية في السودان منذ سيطرة البشير على الحكم في عام 1989. وفاز البشير في عام 2010 بالانتخابات الرئاسية، التي قاطعتها أحزاب المعارضة أيضًا، ولاحقتها الانتقادات بعدم احترام المعايير الدولية.