توجه السودانيون، صباح اليوم الإثنين، إلى مراكز الاقتراع لاختيار مرشحيهم في الانتخابات العامة التي تستمر 3 أيام، وذلك في ظل مقاطعة أحزاب معارضة. حيث فتحت مراكز الاقتراع أمام الناخبين الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي، ويتم الاقتراع في الانتخابات لاختيار رئيس الجمهورية ونواب المجلس الوطني والمجالس التشريعية في عموم البلاد، عدا 9 مناطق في جنوب كردوفان ودارفور، حسب المفوضية المستقلة للانتخابات. وشارك الرئيس السوداني عمر البشير في الانتخابات، ترافقه إحدى زوجتيه، في عملية الاقتراع في مدرسة سان فرنسيس الابتدائية، بحي المطار في الخرطوم حيث بدت المشاركة ضعيفة نسبيًا في العاصمة. من جانبها، قالت نائب رئيس حزب الأمة القومي، مريم الصادق المهدي، إن قرار المعارضة السودانية مقاطعة الانتخابات لأنها لا ترقى لمعايير النزاهة، مشيرة إلى أن العملية الانتخابية في السودان لا جدوى منها، الأمر الذي دعا له رئيس الوزراء المُقال السابق "الصادق المهدي" وزعيم الحزب الحاكم السابق غازي صلاح الدين. وينافس 15 مرشحًا ليسوا معروفين في الساحة السياسية الرئيس الحالي عمر البشير، الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاماً في الحكم، حيث يتوقع مراقبون أن يحصل عليها. وتشمل الانتخابات، إضافة إلى انتخاب الرئيس لولاية من 5 سنوات، اختيار 354 عضوًا في البرلمان وأعضاء مجالس الولايات، ويتوقع صدور النتائج نهاية أبريل. وأشار موقع المفوضية العليا للانتخابات إلى مشاركة عدد من المنظمات الدولية في الرقابة على سير العملية الانتخابية، حيث يشارك "المركز الأفريقي لحقوق الإنسان، الاتحاد العربي للعمل التطوعي، المؤتمر العالمي للعمل التطوعي، شبكة الانتخابات في العالم العربي، البرلمان العربي، اتحاد الشباب الأفريقي، منظمة إيغاد، مجلس الشباب العربي الأفريقي، مفوضية الانتخابات الكينية، المحكمة العليا للانتخابات في البرازيل، المفوضية النيجيرية المستقلة للانتخابات، الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية". وكانت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور وجَهت مناشدة لكل السودانيين في كل أرجاء السودان وخارجه بالخروج في مسيرات جماعية متزامنة ابتداءًا من اليوم، لمقاومة مسرحية الانتخابات المُزورة التي يسعي النظام لإجرائها. وطالب ممثلو النازحين واللاجئين بعدم المشاركة في هذه الانتخابات التي لن تغير شيئًا من الواقع الذي فرضه نظام الإبادة الجماعية بقيادة عمر البشير المطلوب لدي العدالة الدولية بتهم وجرائم مُوثقة كالابادة الجماعية التي ارتكبها بحق مدنيين عُزَل في دارفور، والتي مازالت مستمرة. فيما أكد المنسق العام لمعسكرات النازحين بدارفور يعقوب محمد عبدالله "بأن النازحين يرفضون إجراء هذه الانتخابات التي ستزيد من مآسيهم العديدة، مضيفًا بأنهم كنازحين "يؤمنون بأنه ما لم يتم إسقاط النظام لن يستقر السودان"، ولا يمكن حل قضيتهم التي أبادهم وشردهم النظام بسببها. وتابع "عبد الله" من الواجب على الجميع مقاطعة هذه المسرحية العبثية التي تسمي بالانتخابات، مشيرًا إلى أن إسقاط نظام الإبادة الجماعية يعني إيقاف القتل والإغتصاب الجماعي التي ظل يمارسه النظام ومليشياته المختلفة في دارفور . وعبَر مواطنون عن شعورهم بالإحباط نتيجة توقع استمرار نظام البشير، فتحدث علي أحمد محمد من معسكر الحميدية بوسط دارفور، بأن النازحين هناك ليسوا معنيين بهذه الانتخابات التي تفتقد لأي نزاهة، مضيفًا "أنهم مازلوا يعانون من مآسي شتي وعمليات اغتصاب للفتيات تمارسه مليشيات النظام"، لذا طالب كل السودانيين بالخروج إلى الشوارع في وقت متزامن مع تاريخ إجراء هذه المسرحية للمطالبة باسقاط نظام المؤتمر الوطني. وقال "الطيب التاج" من معسكر زمزم بولاية شمال دارفور قرب الفاشر "إن النازحين واللاجئين وكل الشعب يجب عليهم الخروج ضد إجراء الانتخابات، مؤكدًا بأنهم كنازحين ومُشردين من قبل النظام في دارفور لن يشاركوا في تجديد رخص القتل بحقهم، مشيرًا إلى أن الأجواء التي يعيش فيها السودان "لا تسمح بقيام الانتخابات".