يتوجه الناخبون السودانيون صباح غدا الاثنين ، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة للبلاد التي يشارك فيها مرشحون يمثلون 46 حزبا لنواب البرلمان والمجالس التشريعية الولائية و 16 مرشحا لرئاسة الجمهورية ، على رأسهم الرئيس الحالي للبلاد عمر البشير مرشح حزب المؤتمر الوطني "الحاكم". ويسعى المرشحون لكسب ثقة الناخبين على مستوى رئاسة الجمهورية والدوائر الجغرافية والقوائم النسبية والمرأة ، وتجرى هذه الانتخابات تنفيذا للاستحقاق الدستوري الذي نص بإجرائها كل خمس سنوات. وأعلنت المفوضية القومية للانتخابات بالسودان ، اكتمال الترتيبات كافة ، لبدء عملية الاقتراع غدا بجميع الولايات لاختيار مرشحيهم للمجلس التشريعي ورئاسة الجمهورية ، موضحة أن عدد من يحق لهم التصويت يبلغ 13 مليونا و 642 ناخبا مقيدين بالسجل الانتخابي، موزعين على المراكز الانتخابية المنتشرة بمختلف الولايات. وأكد رئيس المفوضية القومية للانتخابات السودانية مختار الأصم ، أن المفوضية أكملت ترتيباتها لإجراء هذه العملية التي تستمر لثلاثة أيام وتنتهي عند السادسة من مساء الأربعاء، فيما ستجرى عمليات الاقتراع للسودانيين في دول المهجر اعتبارا من 17 من أبريل الجاري ولمدة ثلاثة أيام ، على أن يتم إعلان النتيجة مجتمعة في 27 من أبريل الجاري بقاعة الصداقة بالخرطوم. بدوره ، أكد الفريق شرطة الهادي محمد أحمد عضو اللجنة الفنية بالمفوضية القومية للانتخابات، أن اللجنة أكملت استعداداتها لعملية الاقتراع ، ونفذت برنامجها الخاص بتوفير مستلزمات وأدوات الاقتراع التي يتم الاطمئنان عليها بشكل دوري من خلال زيارات مراكز الاقتراع ، مشيرا إلى وجود 58 ألفا من موظفي وضباط الانتخابات ينتشرون بالولايات. وأشار إلى أن بطاقة الاقتراع للناخبين وضعت بتصميم محدد لتأمينها ولن تطرح إلا يوم بدء الانتخابات ، مشيرا إلى أن المراكز ستفتح أبوابها من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء ، وأكد أن عمل اللجنة سيستمر حتى يتم الانتهاء من مراحل العملية الانتخابية ، داعيا الناخبين للإدلاء بأصواتهم للحفاظ على حقوقهم الدستورية وبأسلوب حضاري. وسيصوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له. وتشمل عملية التصويت ثلاث بطاقات خاصة بالبرلمان الأولى للدوائر الجغرافية والثانية للقوائم الحزبية النسبية والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25% من مقاعد البرلمان بنص الدستور. علاوة على ذلك توجد ثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية. وبحسب مراسل الأناضول لا توجد مظاهر تنافس بين المرشحين في الشارع الذي تقتصر الحركة الانتخابية فيه على لجان التعبئة الخاصة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم حيث تنشط فيها أعداد مقدرة من الشباب من الجنسين. وخلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية زادت حركة لجان التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم في أحياء الخرطوم وأماكن التجمعات مقابل حركة مناهضة لشباب المعارضة الداعية إلى مقاطعة الانتخابات. ففي حي أمبدة أحد أكبر الأحياء الشعبية بالخرطوم كان حوالي 10 شباب من الجنسين يطرقون الأبواب لتوزيع قصاصات تحض على التصويت للرئيس البشير وبعضهم يرتدي قمصانا طبع عليها الرمز الانتخابي لمرشحهم وهو الشجرة. وقالت ابتسام عبد الله، التي تعمل ضمن اللجنة المناصرة للبشير، لوكالة الأناضول، "حتى لو لم نطرق الأبواب سيذهب الناس للتصويت له (البشير) لكننا نريد حشد أكبر عدد من الناخبين حتى يعرف الناس ضخامة شعبيته". ووصل البشير (71 عاما) ويتمتع الآن برتبة مشير في الجيش إلى السلطة عبر انقلاب عسكري مدعوما من الإسلاميين في 1989 وتم التجديد له في انتخابات أجريت في 2010 وقاطعتها أيضا أحزاب المعارضة. وفي فبراير/شباط الماضي دشنت فصائل المعارضة الرئيسية حملة لمقاطعة الانتخابات تحت شعار "ارحل" وتعهدت حركات التمرد المسلحة المتحالفة معها بأنها لن تسمح بإجراء الانتخابات في المناطق التي تقاتل فيها وهي 8 ولايات من اصل 18 ولاية. وبدورها تعهدت وزارتا الدفاع والداخلية التي ستنشر 70 ألف شرطي بتأمين الانتخابات وقالت إنها لن تتهاون إزاء أي محاولة "لتخريبها". والأسبوع الماضي قالت مفوضية الانتخابات إن 7 دوائر من أصل 24 دائرة بولاية جنوب كردفان لن تجرى فيها انتخابات لأسباب "أمنية" بينما ستجرى في كل الولايات الخمسة المشكلة لأقليم دارفور المضطرب غربي البلاد. ومن أكثر الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لقصاصة صغيرة تدعو لمقاطعة الانتخابات لصقت على دورية تابعة للشرطة. ومن المنتظر أن ينفذ أنصار المعارضة عشية الاقتراع اعتصاما في دار حزب الأمة القومي بمدينة أمدرمان غرب الخرطوم والذي انتشرت حوله الأجهزة الأمنية قبل ساعات من بدء الفعالية وفقا لمراسل الأناضول. ولم تعلن المعارضة بشكل رسمي عن عزمها تسيير مظاهرات في الشوارع مع بدء الإقتراع لكن هناك تسريبات بذلك. تجدر الإشارة ، إلى أن وفودا من مجلس السلم والأمن الأفريقي، ومنظمة "الإيجاد"، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، قد وصلت إلى الخرطوم مؤخرا وبدأت في توزيع مندوبيها على مختلف الولايات السودانية للمشاركة في عملية الرقابة على الانتخابات.