بخفة في الصوت والحركة.. وقفت تانيا صالح على خشبة مسرح أوبرا 6 أكتوبر.. يوم الثلاثاء 24 فبراير الماضي؛ لتقدم أولى حفلاتها في مصر لهذا العام، تانيا صالح هي فنانة تشكيلية ومؤلفة ومطربة لبنانية، قدمت ثلاثة ألبومات؛ الأول في عام 2002، والثاني في 2011، والثالث في نهاية 2014، وكتبت كلمات أغاني فيلم هلأ لوين للمخرجة نادين لبكي. وقد استطاعت "التحرير" أن تحصل على أول حوار صحفي لها مع جريدة مصرية.. من هي تانيا صالح؟ أنا إنسانة لبنانية، بحب الناس، بحب الموسيقى، بحب الفن إجمالًا، وأتطلع إلى ما أريد تقديمه، وعندي يقين بأن الإنسان جاء إلى هذه الحياة كي يترك بصمة عليها، لذلك أعمل في أكثر من مجال.. كالموسيقى والتأليف والفن التشكيلي، فأنا لا أعرف حتى الأن ماهية هذه البصمة، ربما تكون أغنية، ربما تكون لوحة فنية، ربما تكون فيلمًا. قليل من المطربين والموسيقين الذين يتعرضون لقصائد محمود درويش.. وأنتِ قدمتِ أغنية "هي لا تحبك أنت" فلنتحدث قليلًا عن تجربة غناء شعر درويش؟ هو الجريء فيما كتبه، ولكنني لم أكن أنوي تقديم أغنية لمحمود درويش، فهناك الكثير من الموسيقيين الذين قدموا قصائده، ولكن حينما سمعت القصيدة بعدما لحنها الموسيقار عصام الحاج علي، شعرت بأن أحدًا لن يتجرأ على تقديمه إلا أنا، لأنهم سيخافون من جرأة القصيدة، لأن أحد لم يتحدث عنا - نساء العالم العربي - من تلك الناحية الخاصة الحميمة، ولا يتركون لنا المجال للكلام عنها، والرد جاهز بأنها "عيب" أو "تابو"، ولكن هذا أمر واقع، نحن نشعر به، وهو موجود، والمميز بالأمر أن هذه القصيدة كتبها رجل يعبر بها عن شعور المرأة، وقلت هو كتبها وليس أنا، وكل ما قمت به هو وضعها في الإطار الموسيقي المطلوب. هل أحسست بخوف من أن يتم مقارنتك بالمطربات اللواتي غنين لدرويش سابقًا مثل أميمة خليل؟ لا إطلاقا، أميمة غنت للمقاومة والأرض والوطن، وأنا غنيت عن المرأة، فالموضوعان مختلفان تمامًا. عن تجربة كتابة أغاني فيلم هلا لوين؟ أنا كتبت الكلمات، وعلَّمتُ المغنين كيف يغنون، والألحان لخالد البنا، والتجربة كانت ممتعة لأنها أول مرة أكتب لفيلم به صور يدرك صاحب الفكرة إلى أين يأخذه وماذا يريد القول من خلاله. أول ألبوم لتانيا صالح كان في 2002.. والألبوم الثاني في 2011.. أين كنتِ طيلة تلك الفترة؟ تزوجتُ وأنجبت ولدين، وأنت تعرف الحياة ومشاغلها، وأيضًا لم يكن هناك إنتاج، كنا طيلة الوقت ندخر من أجل الألبوم الثاني، وهذا هو السبب الأساسي للتأخير، والآن أصبحت الأمور تأخذ وقتًا أقل؛ لأن أولادي كبروا، ولأني استطعت الحصول على تمويل من أجل هذا الألبوم؛ لذلك استطعت إنجازه في وقت قصير. هل تفكرين في التعاون مع شعراء مصريين والغناء باللهجة المصرية؟ أتمنى، لقد شاهدت برنامج على التليفزيون به ثلاثة شعراء شباب مصريين، "انسطلت" من جمال ما يكتبون، لكن لم يتح لي أن أغني لشاعر مصري، كل ما حدث بحياتي أن الأغاني تأتي أمامي أو أصادفها في جلسة أو لقاء، فأقرر تقديمها، ولم أذهب إلى شاعر أو موسيقي كي أطلب منه أغنية، ولكنني مدركة أن التعامل مع الشعراء المصريين سيحدث إن آجلًا أو عاجلًا، ولكنني لا أريد أن أكون مثل مطربين غيري يغنون باللهجة المصرية. أنا أغني باللهجة اللبنانية، وسيكون الاستثناء أن أغني باللهجة المصرية، لأني مش مصرية ولن يصدقني المصريون إذا استمعوا إلى مطربة غير مصرية تغني بلهجتهم، فلا أريد غناء كلام من أجل الانتشار فقط، أريد أن أغني كلام له قيمته، وليس مجرد "تك تك طم طم"، فعلى سبيل المثال.. السيدة فيروز غنت بالمصري وكانت عظيمة، وأيضا ماجدة الرومي وغيرهما، ولكنه في النهاية مجرد استثناء، فلم يغنين بالمصري من أجل الانتشار، وأغلب أغانيهن باللهجة اللبنانية.