برلماني : كلمة الرئيس باحتفالية عيد تحرير سيناء كشفت تضحيات الوطن لاستردادها    مساعد التعليم : 8236 مشروعا لمواجهة الكثافة الطلابية ب127 ألف فصل    المؤتمر : الحوار الوطني يحقق طموحات الجمهورية الجديدة    سعر البيض الأحمر والدواجن اليوم في البورصة للمستهلك بعد الارتفاع المتتالي    برلماني: انقطاع الكهرباء يمتد لثلاث ساعات في القرى    بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة في الدقهلية    تنفيذ 15 حالة إزالة في مدينة العريش    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    بايدن يعلن استعداده مناظرة ترامب    شولتس يدعو لزيادة دعم أوكرانيا في مجال الدفاع الجوي    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    عاشور والشحات وتاو| شاهد غرفة ملابس الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    أسوان .. عاصفة ترابية شديدة بمناطق مختلفة |شاهد    كان بيستحمى بعد درس القمح.. مصرع شاب غرقًا في المنوفية    بالإنفوجراف والفيديو.. رصد أنشطة التضامن الاجتماعي في أسبوع    بعد صورتها المثيرة للجدل.. بدرية طلبة تنفي دعوتها للشاب حسن في زفاف ابنتها    دون سابق إنذار.. أنباء عن سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    شركة GSK تطرح لقاح شينجريكس للوقاية من الحزام الناري    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    بيراميدز يهزم الزمالك برباعية ويتوج بدوري الجمهورية    سيد رجب: شاركت كومبارس في أكثر من عمل    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    محافظ المنوفية: 25 فاعلية ثقافية وفنية خلال أبريل لتنمية المواهب الإبداعية    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    أسبوع الآلام.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بختام الصوم الكبير 2024    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    سكاي: سن محمد صلاح قد يكون عائقًا أمام انتقاله للدوري السعودي    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناجح إبراهيم: الجيش سيقضي على الإرهاب في سيناء خلال عام ونصف
نشر في التحرير يوم 22 - 11 - 2014

الجيش سيقضى على الإرهاب فى سيناء خلال عام ونصف
تنظيم بيت المقدس أكثر التنظيمات قربًا ل«داعش».. فكلاهما «سوبر» تكفير
جماعة الإخوان لا يمكن لها أن تأخذ قرارًا إلا بالرجوع إلى تركيا وقطر
مبادرة السعودية للمصالحة سببها الأداء العظيم للسيسى فى الشأن الخارجى
«حازمون» والشباب السلفى ذهبوا إلى سوريا وانضموا إلى التكفيريين
«القاعدة» تخيّر الظواهرى إما مبايعة البغدادى وإما تصفيته
«ولا يفتيك مثل خبير».. منظر الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم، يعد أفضل من يتكلم عن حالة الإرهاب التى صعّدت من خطتها فى الفترة الأخيرة، إلى استهداف القطارات ومحطات المترو.. فالرجل، الذى ابتعد عن جماعته إثر انسلاخها من مراجعاتها وسقوطها فى حضن الإخوان، خبير بخبايا الإرهاب، فكره واستراتيجياته، نقاط الضعف وأسباب الجنوح، نوافذه على الخارج، ومنابعه فى الداخل، كيفية مواجهة خطره وعمره الافتراضى.
الدكتور ناجح، فى حواره مع «التحرير» تحدث عن إرهاب الداخل، وباقى المنطقة فى الخارج العربى، وعن مظاهرات طلبة جماعة الإخوان، وعن المواجهة الأمنية للإرهاب.
■ إلى كم يمكن أن يصل عدد المصريين الذين انضموا إلى تنظيم داعش، وفق تقديرك؟
- نقطة الانطلاق إلى «داعش» هى الذهاب إلى سوريا، فتسفير الشباب المصرى إلى هناك لم يكن سريًّا، بل كان على مرأى ومسمع الجميع، فذهب قطاع كبير من «حازمون» ومن الشباب السلفى ومن بعض المسجونين الذين فروا من السجون عقب ثورة 25 يناير إلى سوريا، حتى الرئيس المعزول قال «لبيك يا سوريا» فى أثناء احتفالات أكتوبر، فجميع أجهزة الدولة كانت على دراية تامة بسفر هؤلاء الشباب، كما انتشرت الدعوات فى المساجد بمساندة الشعب السورى والقضاء على نظام بشار، حيث لم يكن قد ظهر بعد، بل كانت هناك جبهة النصرة التى استقطبت هؤلاء وقامت بتدريبهم على القتال، واعتنقوا عبرها الفكر التكفيرى، فسافر الشباب من كل بلدان العالم، فمن المغرب ألفا شخص، ومن مصر ما يزيد على ألف، وكذلك من بلدان عربية وأوروبية.. وكان هذا يتم برعاية قطر وتركيا وبعض دول الخليج وأمريكا، فأغلبية «داعش» تكوّن من منضمين إلى جبهة النصرة، وبعدها رحل التنظيم إلى العراق، فى المربع الذى كان خاضعًا لتنظيم القاعدة، الذى ورث منه «داعش» خطورته على المجتمعات العربية والأوروبية، لأنه عالمى يضم شبابًا من جنسيات مختلفة، والخطورة تكمن فى عودة هؤلاء الشباب إلى بلادهم حاملين تلك الأفكار التكفيرية الهدامة لجميع مؤسسات الدولة، على أمل تكوين جماعة موالية ومصغرة لداعش فى أوطانهم، بعد تلقيهم عديدًا من التدريب على الأعمال التفجيرية والنجاح فى غرز تكفير جميع مؤسسات الدولة.
■ هل لداعش وجود على أراضى مصر.. وأى التنظيمات أقرب إليه؟
- بالنسبة لتنظيم داعش، ليس له أفراد فى مصر، لكن الفكر نفسه له أنصار، فمنهج «داعش» يقوم على تكفير الجيش والشرطة، ولا بد من الانتقام منها، والمجتمع جاهل والحكام كفرة وعملاء، وكذلك الحال لباقى مؤسسات الدولة، غير أن هذه الأفكار انتشرت فى مصر لوجود حالة الصراع السياسى والدماء التى بطبيعتها تولد الأفكار التكفيرية والانتقام، فالجو مهيأ لهذا الفكر، وترى ذلك جليا، فمن يهلل لانتصارها ويصفقون لداعش ويشجعونه ويهاجمون من يرى أن التنظيم خطر على الإسلام والمسلمين إذن الانضمام الفكرى لداعش موجود، لكن الانضمام التنظيمى خارج الأراضى، ويعد تنظيم بيت المقدس أكثر التنظيمات قربًا لداعش، فكلاهما «سوبر» تكفير، لأنهم يكفرون الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والحكام والشعوب برمتها، فالقاعدة نفسها لم تكفر الأحزاب الإسلامية، كذلك يذبحون تحت وهم الدفاع عن الإسلام وبحجج متناقضة، ف«أنصار بيت المقدس» لم تذكر إسرائيل بشىء، حتى عند اقتحامها المسجد الأقصى لم تكلف نفسها ببيان يدين هذا الفعل الإجرامى، على الرغم من أن اسمها «أنصار بيت المقدس»، ودائما ما تتجه عملياتها فى أنحاء مختلفة من مصر، وكأن بيت المقدس فى الأراضى المصرية، والسبب فى ذلك هو أن حكمة الله تعالى دائما ما تحول بين فكر الخوارج وبين نصرة الإسلام، نتيجة لبدعة تكفير المسلمين، متناسية العدو الأساسى، فعمليات «داعش» تستهدف مدنيين دون عسكريين، وكذلك تفجيرات القاعدة، فكلها استهدفت مسلمين ومدنيين، ونحن لا نرحب بأى قتل للنفس البشرية، ومبايعة أنصار بيت المقدس لداعش جاءت فى وقت ضعفت فيه، بعد حصار الجيش للتنظيم عقب عملية كرم القواديس وقرار إخلاء الشريط الحدودى، فأرادت بالمبايعة الاستنجاد بداعش، وبالفعل دعت «داعش» إلى دعم أنصار بيت المقدس.. فداعش والقاعدة والميليشيات الشيعية وأنصار بيت المقدس، ابتدعوا أربعة أنواع فى القتل لم يعرفها الإسلام، فالقاعدة ابتدعت القتل على الجنسية فى عام 1999، عندما أفتت بقتل كل يهودى وأمريكى، وهناك قتل بالوظيفة، وهو الذى تطبقه جماعة بيت المقدس باستهداف الزى العسكرى من رجال الجيش والشرطة، بصرف النظر عن إيمانه وكفره، فهى مبنية على أنه طالما أن وظيفتك ضابط أو مجند فى الجيش أو الشرطة، فيجب أن تقتل، ثم القتل بالاسم، وهذا ابتدعته الميليشيات الشيعية، فبعد رحيل صدام حسين عن حكم العراق ودخول الأمريكان إلى بغداد، قامت الميليشيات الشيعية بقتل كل من اسمه أبو بكر أو عمر أو عائشة، ثم القتل بالمذهب، وهو من ابتداع القاعدة، فكانت تقتل كل من يعتنق المذهب الشيعى، وفى المقابل عملت الميليشيات الشيعية على استهداف السنة، خصوصًا فى أوقات صلاة الجمعة، فالدين نهى عن هذه الأفعال، التى هى فى الأصل من صنع الخوارج والإسلام برىء منها، ف«عِلة القتال» فى صحيح الإسلام ليست فى اختلاف الدين أو فى الفكر أو الحزب السياسى، إنما تكمن فى المقاتلة إعمالا لقول الله تعالى «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم» صدق الله العظيم، فداعش وبيت المقدس وجهان لعملة رديئة، فهؤلاء يقرؤون الإسلام بالخلف.
■ هل ستنجح الغارات الأمريكية فى القضاء على التنظيم؟
- ستُحدث تلك الغارات فى التنظيم ما فعلته مع صدام حسين، حيث وجهت إليه الغارات على مدار عامين دمرت خلالهما كل مقومات صدام حتى سقط بسهولة، هكذا ستظل تلك الهجمات تضعضع وتأكل فى التنظيم حتى يسقط كورقة التوت.
■ كيف تدار جماعة الإخوان الآن؟
- جماعة الإخوان تمر بمحنة شديدة، أهمها الصراع السياسى مع الدولة، الذى انتهج منهج العنف، الأمر الذى أحدث ارتباكًا شديدا بين قياداتها المتفرقين، منهم من هو محبوس على ذمة قضايا وآخر خارج البلاد، فالأخير أضاف صبغة دولية على قرارها، فأصبح القرار موزعا بين قيادات كبرى فى السجون وآخرين فى دول أخرى كتركيا أو قطر، إذن فمن يملك القرار؟ فالارتباط الإقليمى للجماعة أحدث لها عراقيل عدة، منها أنه لا تستطيع أن تأخذ قرارها، سواء باستمرار المواجهة أو التراجع إلا بموافقة الجهات الدولية، كقطر وتركيا، وهذا أمر جديد على الحركة الإسلامية، فالجماعة الإسلامية عندما اعتزمت المراجعة كان سلطان قرارها نابع من أعضائها، ناهيك بأن الإخوان وقعوا فى ورطة كبيرة، وهى تسخين الشباب وأعطتهم آمالا كبيرة، فإذا أرادت الجماعة رجوع الشباب إلى فكر المسالمة فلن تستطيع، إضافة إلى أن الجماعة ليس بها قائد يستطيع أن يضحى بجاهه ونفوذه حفاظًا على غيره، إن هذا الأمر كان بسيطًا إذا كان الدكتور محمد مرسى تنازل، كالملك فاروق بكل سلمية وبشكل حضارى، فالجماعة كان الفاعل الرئيسى فى إدارتها خيرت الشاطر الذى خُدع كما خُدع صدام، حينما أصر على دخول الانتخابات الرئاسية، وذلك عندما سأل السفيرة الأمريكية «هل لدى أمريكا مانع لدخولنا الانتخابات؟»، وردت أمريكا بأنها لا دخل لها، فاعتبر خيرت الشاطر أن ذلك بمثابة دعم من أمريكا، فى حين أنها إجابة دبلوماسية.. لكن مسألة إدارة الجماعة الآن فهى على حسب كل ملف، فبالنسبة لملف المسيرات وتظاهرات الجامعات فهو يدار من خلال القيادات فى الداخل، أما التمويل فيأتى تعليماته من الخارج، وكذلك الأموال، أما قطاع الإعلام وتضليل الرأى العام فى الداخل والخارج، فتؤول إدارته للخارج.
■ هل يمكن للدولة أن تتصالح مع الجماعة... وما العراقيل التى تحول دون ذلك؟
- المصالحة هى المطاف الأخير، ولا بد من حدوثها، لكنها تحتاج إلى قادة شجعان من الطرفين، فهناك عراقيل لدى الطرفين، فمن ناحية الحكومة، فعندما تحدث عمليات استهداف للجيش أو الشرطة فهى تعرقل تلك المصالحة، فمثلا عملية كرم القواديس لا يمكن للجيش أن يقبل المصالحة إلا بعد القضاء على تلك العناصر الإرهابية التى نفذت هذا الفعل الإرهابى، كذلك الأحزاب المدنية كلها لا تقبل المصالحة، فهى ترى أن وجودها فى الشارع ضعيف وشبه ميتة إكلينيكيا، رغم غياب الإخوان، فبألتاكيد وضعها سيصبح فى غاية التدهور إذا تمت المصالحة، أما بالنسبة لعراقيل المصالحة عند الجماعة فهى تشتت القرار بين من فى الداخل والخارج وأيضا عدم وجود شخصية تغامر بجاهها فى الجماعة، بل إن جميعهم يدخر جاهه حتى يقفز على السلطة داخل الجماعة، ويقدم مصلحة الفصيل على البلد، إضافة إلى أن الدول الراعية للإخوان رافضة المصالحة، لأنها ستفقدها دورها الأساسى فى المنطقة، وهى تفتيت الشعوب، فقرار المصالحة خرج من الجماعة إلى بوتقة تركيا وقطر، ناهيك بصعوبة إقناع شباب الإخوان بالمصالحة بعد سفك الدماء والطموحات العالية التى زرعتها الجماعة فى نفوسهم. هذا فضلا عن العمليات التفجيرية التى تزيد من كراهية الشعب للإخوان وللمصالحة بشكل عام.
■ هل تتوقع مشاركة شعبية كبيرة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- حالة الإحباط التى يعيشها المجتمع المصرى ستجعل من المشاركة فى الانتخابات ضعيفة، وتكاد تكون فردية لدعم مرشح بعينه، خصوصًا الأحزاب ليس لها أى نشاط فى الشارع المصرى يجعل الناس تخرج لدعمها فى الانتخابات البرلمانية.
■ ما مصير «النور» والأحزاب الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية؟
- لا شك أن الأحداث الأخيرة التى شهدها المجتمع المصرى عقب رحيل الإخوان للحكم بعد 30 يونيو أحدثت حالة من الاستياء من الحركة الإسلامية، الأمر الذى بالتأكيد سيؤثر سلبًا على موقفهم من الانتخابات، غير أن حزب النور يعد الأوفرا حظًا فى الانتخابات المقبلة عن باقى الأحزاب الإسلامية، ك«البناء والتنمية» الذى من المحتمل اشتراكه فى الانتخابات، لكن بشكل فردى فى دوائر بسيطة، كذلك الحال فى باقى أحزاب التحالف، فسيدفعون بمرشحين غير معروفين إعلاميا، أما «النور» فسيفوز بنسبة جيدة فى محافظتى الإسكندرية ومرسى مطروح دون باقى الأحزاب الإسلامية الأخرى التى ليس لها مكان من المنافسة.
■ وماذا عن موقف الإخوان من الانتخابات البرلمانية؟
- الجماعة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون لها خطابان أحدهما المقاطعة، وسيوجه إلى شبابها المتحمسين، وهناك خطاب آخر للخواص، وهو سيكون عبارة عن تأييد فلان، لإسقاط شخصيات معارضة لها، وستكون الشخصيات التى ستنال دعم الإخوان شخصيات مستقلة ذات سمعة طيبة، لكنهم غير معروفين، ولا متورطين فى أحداث عنف أو شغب.
■ كيف يمكن للمجتمع أن يتخلص من تظاهرات الجامعات؟
- المشكلة ليست فى المظاهرات فى حد ذاتها، لكن الفترة التى أعقبت ترك الإخوان الحكم عملت هذه المظاهرات على التخريب والتفجير والصدام مع أعضاء هيئة التدريس والسباب والشتائم للكل، فالمشكلة الحقيقية هى استغلال الإخوان شباب الجامعة فى الحراك السياسى بعد فشلها فى الشارع، الأمر الذى أخرج الجامعة عن وظيفتها الأساسية، وهى التعلم، وأصبح كل شاغلها هو السيطرة على الشغب، فمظاهراتنا ونحن طلبة كانت سلمية، ولا تحمل ألفاظًا سيئة، أما الآن فجميعها مظاهرات فاسدة ومأجورة، ولا تليق بساحة التعلم، والجامعة نبراس للعلوم، فعلى الطلاب أن يعوا جيدا أن الأصل فى الجامعة هو الدراسة لا المظاهرات، كذلك لا يمكن للحراك الجامعى أن يعود بالرئيس محمد مرسى.
■ ما الهدف من تلك المظاهرات؟
- الجماعة تسعى من خلال تظاهرات الجامعة والتفجيرات الأخرى، كما فى محطات المترو، إلى رسم صورة بفشل الدولة حتى يثور المجتمع على النظام، وتقوم بالالتحاق بهم للقضاء على دولة 3 يوليو، والمحور الثانى هو تصدير مشهد للخارج بأن هناك معارضة قوية للنظام، الأمر الذى يسىء للسياحة واقتصاد الدولة، ولابتزاز مشاعر الدولة حتى تعطى صورة عامة أن الوضع فى مصر غير مطمئن، وبالتالى يحجم عن الدولة فرص استثمار وتنمية وبناء وغير ذلك الأنشطة التى تجنيها الدول المستقرة، فالجماعة ترى أن مظاهرات الجامعة تحقق منافع دون أضرار لها، فمسألة القبض على الطلاب لا تعنيهم، لكن على الإخوان أن تعى أن المظاهرات تفتح أبواب التكفير لشبابها، فعندما يلقى القبض على أحد الطلاب جراء ممارسات العنف داخل الجامعة، وهو أمر منطقى يصبح هذا الطالب مؤهلا للتكفير، حيث يفرح عندما يسمع فى محبسه عن أى عملية تفجيرية استهدفت الجيش أو الشرطة، فروح الانتقام والتفجير والتكفير تبدأ عند حبسه، الأمر الذى يبرهن أنه إذا لم تتوقف الجماعة بشكل عام عن سياسة العنف فستكون بصدد اعتناق جميع شباب الجماعة التكفير، الأمر الذى بدأ يتغلغل بالفعل فى معظمهم، وجميع دعوات التظاهر سواء داخل الجامعة أو خارجها ستبوأ بالفشل الذريع.
■ تأثير قرار إخلاء الشريط الحدودى على العناصر الإرهابية؟
- هذا القرار تأخرا كثيرا، فلا بد من وجود شريط عازل، وتكون الحدود آمنة، فمسألة وجود أنفاق على الحدود تستغل فى تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة وممارسة الأعمال الإرهابية أمر غير مقبول وغير موجود فى دول العالم، فلا شك أن هذا القرار كتب نهاية الجماعات الإرهابية، ومنها أنصار بيت المقدس، وتأثير هذا القرار لا يقتصر فقط على تقليص العمليات والوجود الإرهابى ليس فى سيناء فحسب، بل فى شتى بقاع الجمهورية.
■ كيف نتخلص من الإرهاب فى سيناء؟
- فى الحقيقة أى إرهاب وتكفير للمجتمع سيزول بلا رجعة، فخلال عام ونصف العام، ستقضى القوات المسلحة على جميع العناصر الإجرامية فى سيناء، غير أن القضاء على الإرهاب سيتطلب مزيدا من المواجهة المسلحة، وذلك لأن تفكير الجماعات الإرهابية عمومًا هو الصدام مع الدولة لا المصالحة، فعلى القوات المسلحة تكثيف نشاطها المقاتل تجاه تلك العناصر الإجرامية، وفى الحقيقة نجحت فى ذلك وفى طريقها إلى تصفيتهم، لكن ستشهد الأيام القادمة وفقا لمعلومات دقيقة مبايعة الظواهرى للبغدادى أو تصفيته، فالقاعدة تضغط على الظواهرى بضرورة مبايعة تنظيم «داعش» وإلا أصبح كافرا من وجهة نظرهم، وبالتالى سيحل سفك دمه.
■ ما تعليقك على بيان العاهل السعودى، الذى دعا فيه إلى إزالة الخلاف بين مصر وقطر؟
- دعوة كريمة من قبل السعودية تأتى فى وقت غاية الأهمية، خصوصًا ما تشاهده المنطقة العربية من حالة الاحتقان السياسى والإرهاب فى المنطقة، كما يبرهن بيان العاهل السعودى على مدى إدراك دول الخليج أن مصر نبض للعرب وانهيارها يحمل نهاية للوطن العربى، غير أن بيان مؤسسة الرئاسة فى مصر يعد موافقة صريحة على المصالحة مع قطر وهو شىء إيجابى. وعلى قطر أن تعى جيدا مدى أهمية تلك المصالحة، وأداء الرئيس عبد الفتاح السيسى عظيم فى مجال العلاقات الخارجية، فمبادرة السعودية جاءت لحسن أداء الرئيس، فالسيسى رجل دولة ناجح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.