هشام الصافورى بعد أن حسمت جماعة «أنصار بيت المقدس» الجدل حول علاقتها بتنظيم «داعش» وأعلنت مبايعتها له فى بيان صوتى يرجح نسبته إلى أبو أسامة المصرى القيادى بالتنظيم، والذى جاء فى مقطع منه : أهل مصر لن تنفعكم السلمية المخزية ولا الديمقراطية الكفرية، وقد رأيتم كيف أودت بأصحابها ، وأضافت فى موضع آخر: «السعيد من اتعظ بغيره» ، أكد كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن إعلان أنصار بيت المقدس بيعته لداعش فى هذا التوقيت، يؤكد أنه بالفعل كان هناك انقسام داخل الجماعة بشأن الانضمام لداعش، لكن يبدو أن التيار الأكثر تشددا هو الذى حسم الموقف لصالحه فى مواجهة التيار الآخر الذى كان يرى التريث فى الإعلان عن البيعة. وأوضح حبيب أن "أنصار بيت المقدس" الآن تحولت من مجرد جماعة تتبنى أفكارا معينة إلى جزء من تنظيم كبير جدا ومترامى الأطراف وله بيعات فى مختلف الدول الإسلامية، وهذا أمر سيكون له تأثير على طبيعة عملهم، حيث من الممكن فى هذا الإطار أن تستعين الجماعة بخبرات من تنظيمات أخرى فى دول أخرى تتبع داعش أيضا، مشيرا إلى أن أنصار بيت المقدس ستتلقى الآن من داعش دعما مالىا ولوجستىا ودعما بالرجال، وهناك إمكانية لتنفيذ عمليات مشتركة وتدريبات مشتركة بين الطرفين. ومن جانبه قال اللواء مختار قنديل، الخبير الإستراتيجى والعسكرى، إن إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مبايعتها لداعش لن يقدم أو يؤخر شيئا، وكما أنه لن يؤثر على عمليات القضاء على جميع الجماعات الإرهابية فى سيناء، مشيرا إلى أنه سيتم القضاء على جماعة أنصار بيت المقدس، كما يتم القضاء على داعش. وأضاف قنديل أن ما يفعله تنظيم أنصار بيت المقدس بإعلانه مبايعة داعش هو نوع من الحرب النفسية التى يمارسها التنظيم ضد مصر والجيش والشرطة، مؤكدا أن ما أعلنته من مبايعة لن يعرقل عمليات تطهير سيناء من الإرهاب. وحول علاقة الإخوان بداعش وببيت المقدس قال المفكر الإسلامي، الدكتور ناجح إبراهيم، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن تنظيمى "داعش" و"أنصار بيت المقدس" يكفران جميع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، مؤكدا أن جماعة الإخوان ليس لها أى علاقة بتلك التنظيمات. وأضاف "ناجح" أن مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم داعش، هو أمر متوقع بعد تضييق القوات المسلحة عليهم فى سيناء، وانتشار قوات الجيش المصرى فى جميع أنحاء سيناء لمطاردة الإرهابيين وهدم الأنفاق، مشيرا إلى أن هذه المبايعة تدل على أن الجماعة تحتضر وفى النزع الأخير وتحاول الخروج من النطاق الإقليمى لتنظم لداعش وتنقذ نفسها. وأشار إلى أن أنصار بيت المقدس هو أول تنظيم يذبح المصريين دون أسباب، موضحا أن دعوة تنظيم داعش أتباعه إلى الهجرة للقاهرة، هو محاولة يائسة لإنقاذ بيت المقدس فى مصر. وقال منير أديب الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن بيان أنصار بيت المقدس الخاص بمبايعة "داعش" لم يصدر من القيادة العامة للتنظيم ، وإنما صدر عن مجموعة تابعة له ، أرادت وضع القيادات أمام الأمر الواقع فيما يخص انضمامه رسميا ل "داعش". وأضاف أديب أن تنظيم "بيت المقدس" يواجه انقساما داخليا ، إذ تذهب بعض عناصره إلى الانضام ل "داعش" والأخرى تفضل عدم الإعلان الرسمى عن ذلك مخافة توقف إمدادات القاعدة من مال وسلاح ، بحكم كون "القاعدة " و"داعش" على خلاف . و أكد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن المجموعة التى أعلنت مبايعتها ل "داعش" فعلت ذلك نكاية فى الدولة المصرية بعد الحملة الشرسة التى قادتها على الإرهاب فى سيناء . وأشار أديب إلى وجود دلائل على ولاء أنصار بيت المقدس ل "داعش" ظهرت منذ شهرين فى تسجيل مرئى أذاعه التنظيم واستعان فيه بمقاطع صوتية منسوبة ل "العنانى" المتحدث الرسمى باسم "داعش"، وتسجيل آخر مرئى أيضا ظهر فيه أبو بكر البغدادى خليفة "داعش"، بالإضافة إلى انتهاج أنصار بيت المقدس نهج قطع الرقاب فى إحدى العمليات أخيرا . وأوضح أديب أن هذا البيان لا يضيف جديدا إلى ما هو معروف بالفعل عن علاقة " داعش" ب "أنصار بيت المقدس"، مؤكدا أن الدولة على علم بها منذ سفر "إسلام يكن " لسوريا. فى حين قال ماهر فرغلي، الباحث فى شئون الإسلام السياسي: إن بيان مبايعة "داعش" المنسوب إلى جماعة "أنصار بيت المقدس ليس صحيحا، لافتا النظر إلى أن أحد أعضاء "أنصار بيت المقدس المؤيدين ل "داعش" قد يكون وراء صدور هذا البيان بعيدا عن قيادات الجماعة الإرهابية. وأضاف فرغلى أن هناك مبايعة غير رسمية بالفعل من أنصار بيت المقدس إلى "داعش" باعتبارهما ينتميان لنفس الفكر التكفيرى المتشدد، مشيرا إلى أن بيت المقدس تميل أكثر إلى فكر "داعش" عن "القاعدة ". وأوضح الباحث فى شئون الإسلام السياسى، أن انضمام أنصار بيت المقدس إلى "داعش" أو ما يسمى ب "المبايعة" لن يضيف جديدا، لافتا النظر أن "بيت المقدس" لن تفعل أكثر مما فعلته، وأن قوتها بلغت أقصاها فى العملية الأخيرة بسيناء .