يعتقد بعض الناس أن "العوالق" ما هي سوى غذاءا للأسماك والحيتان، ولكن العلماء أثبتوا عكس ذلك بمجموعة من الصور التي تبرز الجمال الحقيقي لتلك الكائنات المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة. وكرس الدكتور "ريتشارد كيربي" -محاضرا بجامعة بليموث في ديفون- حياته لدراسة وتصوير تلك العوالق التي تعيش بأعداد ضخمة في المحيط، وكشف الكثير من أسرارها في كتابه "التائهون في المحيط: العالم السري تحت الأمواج"، وقد وضع فيه العوالق تحت المجهر، بحيث يمكن للناس أن تشاهد وتقدر الخصائص المتنوعة والجمال الحقيقي لتلك الكائنات. وتشمل الكائنات المجهرية التي ركز عليها "كيربي" الطحالب وأنواعا من البكتيريا، والعوالق النباتية التي تعيش في المياه المالحة والعذبة، وكذلك "الحيوانات البحرية الصغيرة" التي تطفو على سطح البحار، والتي تكمل السلسلة الغذائية البحرية. ويتضمن الكتاب صورا مكبرة جدا لتلك الكائنات، ويقدم شرحا لكيفية تأثر المخلوقات الدقيقة بالاحتباس الحراري، والذي قد يكون له تداعيات واسعة النطاق على كوكب الأرض، مشيرا إلى تأثر أعداد العوالق بتلك الظاهرة. وتعد العوالق وجبات غذائية للأسماك التي تصبح فيما بعد وجبة لكائنات أخرى مثل الطيور وأسماك القرش والدولفين والسلاحف وغيرها، ويؤكد "كيربي": "دون العوالق تختفي الأسماك في البحر والمخلوقات التي تتغذى عليها".