واشنطن: أكد علماء أمريكيون أن قناديل البحر أصبحت تعطل دورة غذاء الكثير من الأحياء البحرية وأنها بمثابة "طريق مسدود" في هذه الدورة لأنها تلتهم كميات هائلة من العوالق والهوام البحرية التي لا يعود جزء منها لدورة الغذاء البحرية بعد أن تلتهمها القناديل حيث تحول البكتيريا التي تعيش في مياه البحار هذه العوالق إلى ثاني أكسيد الكربون مما يقلل من الغذاء المتاح للأسماك. وأشار روبرت كوندون وزملاؤه من معهد فيرجينيا للعلوم البحرية بالولايات المتحدة، إلى أن أعداد قناديل البحر في تزايد مستمر. ونشر الباحثون دراستهم في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. وأشار الباحثون إلى أن هذه المشكلة هي السبب وراء التراجع الهائل في كميات الأسماك التي تصطاد من بحر برينج الذي كان مصدر نصف الأسماك التي تصطاد في أمريكا إلى أن تكاثرت فيه القناديل في تسعينات القرن الماضي حتى ملأت شباك الصيادين بأسراب هائلة وحالت في بعض الأحيان دون سحب شباك الصيد من الماء. وتكرر الأمر نفسه قبالة سواحل اليابان وكذلك في البحر المتوسط وكثير من المناطق البحرية الأخرى. وأوضح كوندون كيفية وصول القناديل إلى دورة الغذاء البحري وأنها تلتهم كميات كبيرة من العوالق والهوام البحرية التي تتغذى على الطحالب مما يخفض من كميات العوالق والطحالب في الوقت ذاته ويضيق على الأسماك في غذائها، طبقاً لما ورد بجريدة "الأقتصادية السعودية". كما تلتهم القناديل يرقات الأسماك وبيضه والأسماك الصغيرة في حين لا يكاد تكون هناك مخلوقات بحرية أخرى تتغذى على القناديل. وتحلل البكتيريا إخراجات القناديل إلى ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى وجود طريق مسدود في دورة الغذاء. ويرجح الباحثون أن يكون التكاثر المفرط للقناديل البحرية بسبب الإفراط في تسميد البحار واصطياد الأسماك المفترسة الكبيرة وجلب القناديل البحرية لمناطق جديدة غير مناطقها الأصلية وتغير بيئات الأحياء البحرية جراء التغير المناخي.
