الأبنية التعليمية: نعمل فى أكثر من 1500 مشروع لبناء وإحلال وتجديد المدارس    حزب "المصريين" يُكرم هيئة الإسعاف في البحر الأحمر لجهودهم الاستثنائية    البنوك تفتح الاعتمادات لتمويل مكونات إنتاج السيارات بالمصانع المحلية    إزالة 43 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالدقهلية    52 مليار جنيه حجم أرصدة التمويل متناهية الصغر بنهاية يناير 2024    حركة حماس تعرض فيديو لأسرى يطالبون نتنياهو بصفقة قريبة لتبادل الرهائن (فيديو)    مدبولى يشارك فى المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض نيابة عن الرئيس السيسى    مانشستر يونايتد يسقط في فخ التعادل أمام بيرنلي البريميرليج.    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. نصائح للحماية من مخاطر الدارك ويب والغرف الحمراء    رسائل تهنئة بشم النسيم 2024.. عبارات احتفال مع الأهل والإصدقاء    تعرف على أفضل 10 مطربين عرب بالقرن ال 21 .. أبرزهم الهضبة ونانسي والفلسطيني محمد عساف (صور وتفاصيل)    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قال السيسي في 20 يوم رئاسة؟
نشر في التحرير يوم 29 - 06 - 2014


ماذا قال الرئيس؟
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد، خطب في المصريين أكثر من مرة، ومع تطلعات الشعب في بناء دولة تهدف إلى تحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، يبقى لنا أن نتذكر دائما ما قاله الرئيس ووعد بتنفيذه.. في السطور التالية ننشر نصوص خطابات الرئيس منذ توليه السلطة.
الخطاب الأول
المكان: قصر القبة الرئاسي
الزمان: أثناء حفل التنصيب.
موضوع الخطاب
تناول الخطاب رؤية وبرنامج لأولويات الرئيس الجديد الداخلية والخارجية في المرحلة القادمة مشيرا إلى أهم هذه الأولويات، وفى مقدمتها تحقيق الإستحقاق الثالث من خارطة الطريق وهى الإنتخابات التشريعية، ثم إصلاح المنظومة الأمنية، تبعه الإصلاح الإقتصادي من خلال السير في مسارات التنمية المختلفة وتعاون رجال الأعمال المصريين مع الحكومة في تحقيق هذه التنمية، وفي رابع هذه الأولويات يأتى تجديد الخطاب الدينى ودور الأزهر والكنيسة، وانتقل إلى الدائرة الخارجية متناولا دور مصر في تفعيل آليات التعاون العربى وموقفها من القضية الفلسطينية ودور مصر الأفريقى وسياستها التعاونية تجاه دول حوض النيل.
نص الخطاب
السيد المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية السابق ، الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصري العظيم ، اسمحوا أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للسيد المستشار الجليل عدلي منصور على ما قدمه من عمل وطني عظيم ، ولقد أنجزتم يا سيادة المستشار الاستحقاقين الأول والثاني من خارطة المستقبل لشعب مصر على الوجه الأكمل ، وإنني بدوري أعاهدكم وأعاهد الشعب المصر بأنني سأسهر على إحترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص دستورنا هذا ، كما أعاهدكم أيضا على إنجاز استحقاقنا الثالث وفقا للجدول الزمني لخارطة المستقبل.
الإخوة المواطنون ، أخاطبكم اليوم بعد أن أديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية مصر العربية ، أقسمت أن أحافظ على النظام الجمهوري الذي أسست له ثورة يوليو المجيدة إحقاقا للحق وإرساء للعدالة والمساواة ، وصيانة لكرامة المواطن المصري ، وأن أحترم الدستور والقانون ، دستورنا الجديد ، دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني ، دستور العمل والإرادة الذي يضم كافة أطياف مجتمعنا المصري ينظم العلاقة بين السلطات ويصون الحقوق والحريات للجميع ، أقسمت أيضا أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة ، كل الشعب ، فإنني رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد ، فلكل مصري دوره الوطني ، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
الوطن الذي تعرض لتهديد حقيقي كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ، ولكن ثورتنا الشعبية في 30 يونيو إستعادت ثورة 25 يناير ، وصوبت المسار وتصون الوطن ووحدته محافظا عليه.
الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصري العظيم ، لا أجد من الكلمات ما يعبر عن سعادتي بكم وصدق ظني فيكم أن فرحتي الحقيقية اليوم هي بمدى وحدة وتماسك الشعب المصري بقدر وعيكم السياسي ونضالكم الديمقراطي ، لقد ضربتم للعالم أجمع مثالا في التحضر وتحمل المسؤولية ، وبرهنتم علي أن قدرتكم لم تتوقف عند حدود اسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة وإنما ترجمتها عقولكم وأيديكم إلى إرادة ديمقراطية حقيقية تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع للمرة الثانية في أقل من خمسة أشهر.
في هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر أمتنا ومصيرها ، أجد مشاعري مختطلة ما بين السعادة بثقتكم والتطلع لمواجهة التحديات ، وإثبات أن تلك الثقة كانت في محلها ، الخوف من الله والرجاء في رحمته ومعونته أدعوه في كل صلاة متوكلا غير متواكل أن يوفقني ويعينني على أداء مهمتي على الوجه الذي يرضيه عني.
إن العقد الاجتماعي بين الدولة ممثلة في رئيسها ومؤسساتها وبين الشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد وإنما يتعين أن يكون التزاما على الطرفين ، سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجا لتطبيق عقدنا الاجتماعي ، وكما سنتقاسم الاطلاع على حقيقة الأمر ونتشارك في الجهد والعرق سوف نجني معا أيضا ثمار جهدنا وتعاوننا استقرارا سياسيا واستتبابا أمنيا ونموا اقتصاديا متنوعا وعدالة اجتماعية وحقوقا وحريات مكفولة للجميع.
أبناء مصر الكرام ، إن ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو قد مهدتا الطريق الي بداية عزف جديد في تاريخ الدولة المصرية ، يكرس للقوة وليس للقمع ، وصيانة للسلام وليس للعدوان ، ودفاعا عن دولة القانون والحق والعدل ، يؤسس للقضاء على الإرهاب وبث الأمن في ربوع البلاد مع صيانة الحقوق والحريات.
عزف جديد في تاريخ الدولة المصرية يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة ، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودي الدخل وتنمية المناطق المهمشة ، يصون منظومتنا القيمية والأخلاقية ، يعززها ويحميها ، ويكفل للفنون والآداب حرية الفكر والإبداع ، ويؤمن ويرحب بالانفتاح ويحافظ على الهوية المصرية وطبائعنا الثقافية.
إن مصر الجديدة ستعمل من أجل المستقبل متفاعلة مع متطلبات الحاضر ومستفيدة من تجارب الماضي.
الإخوة المواطنون ، إنني لست دعاة اجترار الماضي بهدف التوقف عند لحظات صعبة مضت ولن تعود ، ولكنني من المؤمنين بضرورة الاعتبار من تجاربه للحيلولة دون تكرار السيئ منها ، وكما تعلمون فقد عاش وطننا فترة عصيبة قبل الثلاثين من يونيو ، استقطاب حاد كان ينذر بحرب أهلية ، سوء استغلال للدين للتستر خلفه لارتكاب أفعال تجافي صحيحة ، وتكون الشعوب والأوطان هي الخاسر الأكبر كما رأيتم ، ويضاف إلى ذلك ظروف اقتصادية متردية ، ديون داخلية وخارجية متراكمة ، عجز ضخم في موازنة الدولة ، وبطالة مستفشية بين أوساط الشباب ، سياحة متوقفة ونقص حاد في موارد الدولة من العملات الصعبة ونزيف في الاحتياط النقدي ، ونقص حاد في موارد الطاقة وتهديد لأمننا القومي يطال موردا أساسيا من موارد وجود الأمة المصرية ، وواقع اجتماعي لا يقل كارثية عن نظيريه السياسي والاقتصادي.
إن استقطابا دينيا حادا ليس فقط بين المسلمين والمسحيين ، ولكن بين أبناء الدين الواحد ، دعاوى تكفير تطلق هنا وهناك ، وبدلا من أن يلتفت نظام الحكم القائم آن ذاك إلى ما يحيط بالوطن من أخطار كان يساهم فيما يحاك من مخططات تنال من وحدة شعبه وسلامته الإقليمية لتحقيق رؤى مشوهة ومفاهيم مغلوطة تتنافى مع مفهوم الوطن ومصالحه ، فضلا عن تناقضها مع تعاليم ديننا الحنيف.
شعب مصر العظيم : لقد تعرفتم على رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرتم عنه من تقدير وثقة فيه بتكليفكم لي في هذا المنصب إنما يعود بالأساس إلى موقف تلك المؤسسة العسكرية الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم.
ففي اللحظة التي شرفت فيها بتولي رئاستها ، إنها القوات المسلحة مصنع الرجال ورمز الالتزام والانضباط قلعة الوطنية المصرية على مر العصور ، نؤمن جميعا بأن الفضل لله ، ولكنه سبحانه وتعالى خلق الأسباب ، ولقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور أساسي في انتصار إرادة الشعب المصري في ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
فلقد انحازت القوات المسلحة المصرية إلى إرادة الشعب ونجحت بإخلاص ووطنية رجالها في مواجهة ما دبر وخطط لضرب استقرار وأمن الوطن ، فإذا تأملنا واقعنا الإقليمي سندرك تماما معنى ان يكون جيش الدولة وطنيا موحدا لا يؤمن بعقيدة سوى الوطن بعيدا عن أي انحيازات او توجهات وسيظل الجيش المصري من الشعب وللشعب يؤمن بان عطاءه ممتد حربا وسلاما وسيسجل التاريخ لقواتنا المسلحة دورها الوطني العظيم في الحفاظ على الوطن مصانا وعلى الشعب موحدا.
إنني لم أسع يوما وراء منصب سياسي ، فلقد بدأت حياتي المهنية في مؤسسة القوات المسلحة تعلمت فيها معنى الوطن وقيمتها وتحمل المسؤولية ، وتعلمت أيضا أن حياتنا وأرواحنا هي فداء للوطن ، كما تعلمت في تلك المؤسسة أنه لا هروب من ميدان القتال ، فلقد استخرت الله متوكلا عليه وانحزت إلى إرادة الشعب ، وأقدمت على إعلان بيان الثالث من يوليو الذي صاغته القوى الوطنية بمشاركة الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من عمر أمتنا.
معركة يتعين أن نخوضها بشرف وكرامة ، فنحن لسنا مدانين لأحد ولا ننتظر فضلا من أحد ، فالدين لله والفضل من الله ، وسنبني بإذن الله وطننا على أسس من العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية تكفل لنا الحرية والعيش الكريم ، واعلموا أنه إذا كانت مصر أثبتت مرة أخرى أنها عصية على الانكسار فإن ذلك بفضل الله يعود إلى وحدة الدولة شعبا ومؤسسات.
ولا أخفيكم سرا أنكم أنتم الذين منحتم الدولة المصرية وحكومتها بوحدتكم خلف ثورتين وأهدافهما ما يلزم من ثقة وتأييد وتمكين لتكون بلادنا مستقلة القرار رافضة لتدخل كائن من كان في شأننا الداخلي.
الإخوة والأخوات : إنني أعي وأقدر تماما الإرث الثقيل من التجريف السياسي والتردي الاقتصادي والظلم الاجتماعي وغياب العدالة التي عانى منها جميعا المواطن المصري لسنوات ممتدة ، ولكنه ليس من الأمانة أو الواقعية أن أعد المواطن المصري البسيط التخلص من هذه التركة المثقلة بمجرد تقلدي مهام منصبي الرئاسي ، لكني أشهد الله تعالى أنني لن أدخر جهدا لتخفيف معاناته ما استطعت ، فلن أعارض مقترحا في صالحه وسأتخذ ما يمكن من إجراءات للبدء في تحسن أوضاعه ، ولن أتوانى يوما أن أضمد جراح أي مصري أو أن أساهم في تخفيف آلامه أو تبديد خوفه على أحد من أبنائه.
وفي سبيل تحقيق ذلك سنعمل معا جميعا من أجل أن ينعم كل مواطن مصري بالسعادة والرفاهية في ظل مصر الجديدة تنعم بالاستقرار والرخاء.
أبناء مصر أتطلع إلى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن ، تصالح مع الماضي وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه ، تصالح ما بين أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه أو اتخذوا من العنف منهجا.
أتطلع إلى انضمام كافة أبناء الوطن، كل من يرون مصر وطنا لنبني سويا مستقبل لا إقصاء فيه لمصري ، وتحقيق العيش والحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية ، وأما من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر ، فلا مكان لهم في تلك المسيرة ، وأقولها واضحة جلية ، لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف ، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذي نريده لأبنائنا ، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة.
أعدكم بأن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها على التوازي مع جهدنا جميعا أنتم وأنا لتحقيق الآمال والتطلعات.
إن تحقيق التنمية الشاملة بمختلف صورها وشتى مناحيها يتطلب بيئة أمنية مواتية تطمئن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار وتؤمن للمشروعات الصناعية مناخها المناسب ، ومن ثم فإن دحر الارهاب وتحقيق الأمن يعد على رأس أولويات مرحلتنا المقبلة ، ولذا فإننا سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن وإقرار النظام ، وإعادة الأمن والاطمئنان النفسي للمواطن المصري.
إننا بحاجة إلى تحديث المنظومة الأمنية وقدرة العاملين بها وإعادة نشر الأمن والاستقرار في الشارع المصري وإرساء علاقة صحية بين أجهزة الأمن والشعب ، تحكمنا مبادئ القانون وصون الكرامة واحترام الحرية ، ويتعين أن يتواكب مع ذلك اهتمام مكثف من النواحي الوظيفية والإنسانية لرجال الشرطة البواسل وأسرهم ، غاية تتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها والتي سيقدمونها من أجل سلامة هذا الوطن وأمن مواطنيه.
كما أن المرحلة المقبلة تتطلب دورا وطنيا لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين ستعمل الدولة على توفير المناخ اللازم لإزدهار أعمالهم وتنمية استثماراتهم ، ونحن مقبلون على مرحلة التنمية الصناعية والزراعية ، فهذان القطاعان هما جناحا التنمية الاقتصادية ولاسيما في بلادنا التي يتوفر في مقوماتها فرص جيدة لنجاحنا معا دون تعارض بل يكمل كل منهما الآخر.
وتنعكس تنمية كل قطاع منهما إيجابيا على الآخر ، ويتعين النهوض بقطاع الصناعة عصب الاقتصاد المصري والسبيل الي خلق فرص العمل وتشغيل الشباب ، لا سيما من خلال تشجيع إقامة الصناعات كثيفة العمالة .
سنعمل على إصلاح المنظومة التشريعية لتحفيز قطاع الصناعة وتيسير حصول المستثمرين على الأراضي والتراخيص لإقامة المشروعات الصناعية ولم نغفل الاستثمار في الثروة المعدنية والمحجرية لمصر ، وسنعمل تدريجيا على وقف تصدير المواد الخام التي تتعين معالجتها وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة وتحقيق العائد المناسب ، إضافة إلى تدوير المخلفات واستخدامها لتوليد الطاقة الحيوية.
وسنعمل من خلال محورين أساسيين إحدهما يدشن للمشروعات الوطنية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس وإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية لإنتاج هائل من الكهرباء.
أما المحور الآخر ، فيختص بإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحقق انتشارا أفقيا في المناطق المحورية ، ويوفر مدخلات بسيطة في مختلف مراحل العملية التصنيعية بما يوفر العملات الصعبة وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرا.
أما التنمية الزراعية ، فسيكون له نصيب كبير من جهود التنمية في المرحلة المقبلة وذلك من خلال العمل على عدة محاور أهمها مشروع ممر التنمية وما سيوفره من أرض صالحة للزراعة ، فضلا عن إعادة تقسيم المحافظات المصرية وخلق ظهير زراعي لكل محافظة واستحداث نظام (الوب الرئيسية) في الزراعة مما سيضاعف من انتاجية الفدان ، ويوفر فرص عمل جديدة فضلا عن الاعتماد على الأساليب العلمية للري ومعاجلة المياه.
وأعتزم أن يتواكب مع النهوض بهذا القطاع نهوض بأوضاع الفلاح المصري والتصدي لمشكلاته وأهمها توفير الأسمدة والنظر في بعض مديونيات صغار المزارعين لدى بنك التنمية والإئتمان الزراعي الذي يتعين تطويره بشكل شامل ليساهم في مرحلة التنمية المقبلة ، وليكون أكثر عونا للفلاح المصري.
كما أعتزم أن يكون النهوض بقطاعي الصناعة والزراعة أحد المحاور الأساسية لرؤيتي لتحقيق التطوير الشاملة في مصر والتي ستتضمن كافة القطاعات في القلب منها قطاع الصحة.
سيتم تخصيص نسبة من الانفاق العام تتصاعد تدريجيا لصالح قطاع الصحة ووضع هيكل عادل لأجور العاملين فيه وإضافة مرافق طبية جديدة ، والتركيز على توفير الرعاية الطبية المتميزة لكبار السن ولذوي الاحتياجات الخاصة ، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير قطاع التعليم الذي يتعين أن يشمل كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية) ، بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية.
ويتعين أن تشهد منظومة تطوير التعليم الارتقاء بالتعليم الفني ودعمه وربط التعليم باحتياجات سوق العمل ، كما سيكون لقطاع المحليات نصيب موفور من الاهتمام حيث سيتم العمل على إنشاء محافظات جديدة وتوسيع البعض الآخر وربط المحافظات بحدودها الجديدة بشبكة طرق داخلية فضلا عن إنشاء شبكة طرق دولية ، كما سيتم إنشاء عدة مطارات وموانئ ومناطق حرة وإقامة عدة مدن ومراكز سياحية جديدة.
الإخوة والأخوات : إنني أود في هذا الصدد أن أشير إلى أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تؤتي ثمارها المرجوة أو تحقق نهوضا شاملا بالوطن دون أن تتواكب معها تنمية اجتماعية ، فعلينا أن نعمل كي تصل ثمار تنميتنا الاقتصادية إلى جميع أبناء الشعب وفي مقدمتهم البسطاء ومن هم أكثر احتياجا.
يجب أن نعمل على تحقيق طفرة حقيقية فيما تقدمه الدولة من خدمات للمواطنين ، إلا أن الدولة لن تنجح في ذلك بطبيعة الحال إلا إذا زاد عملنا وإنتاجنا ، ويتعين أن تتواكب مع التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي تنمية ثقافية يساهم في إحداثها مبدعو ومثقفو وإعلاميو وفنانو مصر ، فإن عليهم دورا أساسيا ، دورا يخاطب عقول الناس وأرواحهم ، يصحح الفكر الخاطئ ويرتقي بإحساسهم ، يحفزهم على المزيد من العمل والإنتاج ، ويصوب الذوق العام للشعب المصري ، يعيد للآداب والفنون المصرية رونقها وينمي إسهامها في التوثيق لهذه الحقبة من تاريخ أمتنا.
وعلى قدر ما استحسنتم الإسهام الفني لتحفيز مشاعر المصريين الوطنية وتشجيعهم على المشاركة السياسية بقدر ما استشعرت غيابا لعمل وطني ملحمي يؤرخ لثورتين مجيدتين ، ويعد بمثابة أيقونة فنية تطوف العالم وتخلد ذكرى شهدائنا وذلك على غرار الأعمال الفنية الكبرى ذات الطابع العالمي.
أما تجديد الخطاب الديني فإن أهميته التي تنطوي على تعزيز الجانب القيمي والأخلاقي تشمل أيضا الحفاظ على الصورة الحقيقية المعتدلة لديننا الإسلامي الحنيف وتشكيل عقول ووجدان المسلمين سفراء هذا الدين الذين يقدمونه الي العالم ، واذا كان الإمام المستنير محمد عبده قد قال بعد رحلة أوروبية " رأيت في أوروبا إسلاما بدون مسلمين ، ورأيت في بلادنا مسلمين بلا إسلام " ، على الرغم من أن الحالة الأخلاقية آنذاك كانت أفضل كثيرا مما نحن عليه الآن ، فما عسانا أن نقول لما يحدث في مجتمعنا هذه الأيام ، مخطئ من حصر دور الدين في الحياة على الطقوس والعبادات دون المعاملات ، فالدين المعاملة ، وكما قال الرسول الكريم (ص ) من لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
اين انعكاس العبادات في معاملاتنا في حياتنا اليومية ، العمل عبادة ، احترام الكبير والرحمة بالصغير ، التزام السلوك المتحضر في الشارع المصري ، أداء الأمانات والحقوق ، هل هذه هي مصر التي نرغبها ، التي قمنا بثورتين من أجل مستقبل شعبها ؟.
أوجه دعوة خالصة من القلب إلى كل أسرة مصرية ولكل مدرسة ولكل مسجد ولكل كنيسة ، بثوا الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة والمثل العليا في القلوب ، اغرسوها في العقول ، اتخذوا منها أساسا لتربية النشء وتهذيب النفوس ، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
ولا يمكننا الحديث عن تجديد الخطاب الديني دون التطرق إلى دور الأزهر الشريف ، منارة علوم الدين والتنوير ذات الألف عام ، التي نشرت الإسلام وبثت تعاليمه الصحيحة في كافة الدول الإسلامية بما فيها الدول غير العربية في آسيا وأفريقيا.
إننا بحاجة إلى استقاء العلم من أهله وليس من كل مدع أراد اكتساب سلطة من خلال التستر وراء الدين ، أقول لكم إن مصر غنية بعلمائها وفقهائها..
إنني أتطلع إلى أن يواصل الأزهر الشريف دوره لتجديد وتصحيح الخطاب الديني وأن يستمر في جهوده لنشر صورة الإسلام الحقيقية المعتدلة السمحة ، بعدما طال ديننا الحنيف من تشويه.
ولا يمكن أن نغفل أيضا دور الكنيسة المصرية العريقة التي قامت بدور فعال في نقل صورة حقيقية للنسيج الوطني الواحد في مواجهة الذين يروجون بنوايا خبيثة للفتن والانقسام بين أبناء هذه الأمة ، لذلك فإن الدور الوطني الذي أداه الأزهر الشريف والكنيسة المصرية من انحياز لإرادة الشعب لابد أن يكون موصولا بمشاركة ايجابية وتفعيل كامل لدور هاتين المؤسستين في بناء الوطن وتقدمه.
إن تنفيذ هذه الرؤية التنموية الشاملة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يتطلب دورا أساسيا لمؤسسات الدولة المصرية ، فهي عصب إدارتها وعقلها المفكر وساعدها المنفذ ، ويتعين أن تعمل معا بتنسيق تام وفكر منظم وتخطيط مستقبلي ، لا ترتبط بأفراد وإنما تعمل وفقا لإدراك واضح لمعنى ومفهوم.
دولة المؤسسات التي تنتقل من عهد إلى آخر ، تطور ذاتها دوريا وتلم بمقتضيات الحاضر ومتطلبات المستقبل ، إن تلك المؤسسات يتعين عليها أن تدرك ما هي أدوارها التي أنشئت من أجلها فتلتزم كل مؤسسة بدورها الوطني ولا تسيء استخدامه.
لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها بكل ما أعنيه ذلك من أثر وانعكاسات هدامة على الاثنين معا ، قيادة مصر واحدة فقط.
إنني أدعو القائمين على مؤسسات الدولة المصرية إلى تطويرها وإصلاحها ، ولتكن محاربة الفساد شعارها وشعارنا في المرحلة المقبلة ، وأؤكد أن مواجهة الفساد ستكون مواجهة شاملة ضد الفساد بكافة أشكاله ، لن أقول أنه لن يكون هناك تهاون مع الفاسدين وإنما لن تكون هناك رحمة مع أي ممن يثبت تورطهم في أي قضايا فساد أيا كان حجمها.
إن مرحلتنا المقبلة تتطلب كل جهد مخلص صادق يضع الحفاظ على المال العام نصب عينيه ، فالنتقي الله جميعا في هذا الوطن وشعبه.
الإخوة المواطنون : يقودني الحديث عن الإصلاح والتطوير إلى الحديث أيضا عن تصويب وتصحيح المفاهيم ، وفي مقدمتها مفهوم المواطنة ، وهو المبدأ الحاكم لحياتنا على أرض هذا الوطن ، فلا فرق بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات ، لا سبب ولا حتى قناعاته السياسية مادام في طريقها السلمي.
إن تطبيق مفهوم المواطنة في معناه السليم سيحقق العدل والمساواة بين أبناء هذا الوطن ، وسيكون التميز والكفاءة والإيجادة هي المعايير الحاكمة للحصول على الفرص المناسبة لنعطي كل ذي حق حقه وفرصته المناسبة لخدمة الوطن إذا أردنا أن نبني وطنا مستقرا ، وطنا عادلا يربي في نفوس أبنائه قيمة العلم والعمل والولاء والانتماء ، ويؤسس لديمقراطيتنا التي لا تقتصر على حرية ممارسة الحقوق السياسية أو الحريات المدنية وإنما تمتد لتشمل تكافؤ الفرص ورفع الظلم والعدالة في توزيع الدخول ، ولا تتوقف عند حدود نتائج صناديق الاقتراع.
وفي سياق تصويب المفاهيم ، أود أن أتطرق إلى مفهوم الحرية ، ما هي الحرية ؟ إن الحرية قرينة الالتزام وتظل مكفولة للجميع ولكنها تتوقف عند حدود حريات الآخرين ، لها إطارها المنظم وما يحويها من قوانين وقواعد دينية وأخلاقية تتسم بالنقد ، ولكن بموضوعية دون تجريح ودون ابتذال ، أما ما دون ذلك فهي أي شيء آخر إلا أن تكون حرية إنما هي فوضي وحق يراد به الباطل.
الإخوة والأخوات ، إن دوركم في مرحلة البناء المقبلة لا يقل أهمية عن دور مؤسسات الدولة ، فنحن جميعا مطالبون بأن نعلي قيمة الإيثار وإنكار الذات ، فلا صوت سيعلو فوق صوت مصلحة الوطن ، ويتعين أن تتضافر جهودنا جميعا ، فالمرأة المصرية مدعوة أكثر من أي وقت مضى لتساهم كما عهدناها مساهمة جادة وبناءة في مرحلتنا المقبلة حتى وإن لم تكن امرأة عاملة ، ولمن يقللون من دور المرأة العاملة ، أقول أنتم لن تدركوا شيئا لا من حكمة الخالق ولا من دور المرأة في حياتنا ، فهي سر وجود المجتمع واستمراره ، ميلاد ونشأة وحياة ، ولقد برهنت المرأة المصرية على وعيها السياسي ودورها الأساسي في المجتمع واستلهمت روح مشاركتها الفاعلة في ثورة 1919 ، فشاركت في ثورتين عظيمتين ، ثم نزلت بكثافة سواء في الاستفتاء على الدستور أو في الانتخابات الرئاسية.
تحية وتقديرا وإعجابا بدور المرأة ، وثقتي كاملة في أنها ستواصل عطاءها وتصون دورها ، أما وأختا وزوجة وإبنة ، وستبذل جهودها كموطنة فاعلة في مرحلة البناء المقبلة ، وإنني أعدها بأنني عرفانا بدورها الفاعل في المجتمع وانشغالها الفاعل وتقديرا لدورها النشط في استحقاقاتنا الوطنية الأخيرة سأبذل كل ما في وسعي لتحصل على تمثيل عادل في المجلس النيابي المقبل ، وفي المناصب التنفيذية المختلفة.
ولشباب مصر وشباتها أمل المستقبل ، حاملي مشاعل العلم والتنوير ، فأقول لهم : هذا الوطن لكم وبكم ، أنتم من سيعمرونه وسيبنوه ، وسينهض بشتى مناحيه ، اعملوا وساهموا بفاعلية ، دوركم مقدر وجهدكم محمود ، ولكنه لم يكتمل بعد فأنتم أشعلتم غزوة الثورة وأكملتم مسيرتها بالتعاون مع كافة فئات الشعب ، ولكن الوطن لا يزال في حاجة ماسة إلى عملكم واخلاصكم لروحكم الممتلئة بالأمل والحياة ، روح الاستمرار والتجديد ، وأنتم مقبلون على مرحلة البناء والتمكين ، ساهموا عبر القنوات الشرعية في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لوطنكم.
وإنني من موقعي هذا ، أقول يا شباب مصر ، أنتم الأمل وأنتم المستقبل وأنتم من سيبني مصر الجديدة بسواعدكم وعقولكم ، مصر الجديدة بدستورها الجديد وما به من حقوق وواجبات وحريات ومسؤوليات، وأما أنا فسأسعى بعونكم ومساندتكم لتحقيق غد أفضل لكم ولأبنائكم ، رئيسا لمصر ولكل المصريين ، شبابا وشيوخا ، نساء ورجالا.
وإلى بسطاء هذا الوطن ، أقول : تحملتم الكثير لعقود مضت وبدلا من تحقيق أحلامكم في العيش الكريم تضاعفت معاناتكم خلال السنوات الأخيرة التي مرت ثقيلة صعبة واصطدمت أحلامكم بمعوقات كثيرة حالت دون تحقيقها.
أعدكم جميعا بأنني سأبذل كل ما في وسعي ولن أدخر جهدا ، سأعمل لساعات طويلة من أجلكم دون كلل أو ملل ، وكلي ثقة في أنكم ستعملون مثلي وأكثر ، كما أعدكم وأعد كل المصريين بأننا سنجني الثمار خلال هذه الفترة الرئاسية وبأن الدولة ومؤسساتها ستحرص على تحقيق معدلات انجاز غير مسبوقة ما دمتم وراءها بعقولكم وسواعدكم ، نعم بمشيئة الله تعالى أعد البسطاء ومحدودي الدخل من المصريين بحياة أفضل خلال السنوات الأربع القادمة إن شاء الله.
أبناء الشعب المصري الكريم لقد تمكنا بفضل الله الكريم واستطعنا بتعاون جاد ونية خالصة أن ننجز الاستحقاقين الأول والثاني من خارطة المستقبل على الوجه الأكمل، وسنعمل بذات الروح الوطنية لاستكمالها وإتمام الاستحقاق الرئيسي الثالث وهو الانتخابات البرلمانية، فاعلموا أن أصواتكم أمانة وأن اختياركم لنواب الشعب سيترتب عليه الكثير ، إننا بحاجة ماسة لمجلس نواب جديد يساهم إسهاما جوهريا في إحالة نصوص دستورنا الجديد إلى قوانين ملزمة تترجم ما فيه من حقوق وحريات إلى معان وواقع يمارسه عملا لا قولا ، وإن هذا المجلس تختلف صلاحياته بموجب الدستور الجديد عما سبقه من مجالس، لذا فان أصواتكم شهادة، فلا تكتموها أعطوها لمن يستحق ، دققوا وأحسنوا الاختيار في من يمثلكم ومن يرعى مصالحكم وينقل أصواتكم بأمانة ويتخذ من النزاهة والحيدة دستور عمل وحياة ، من يكون لكم عونا ولآمالكم محققا ولوطنكم حافظا أمينا.
أبناء مصر ، إن مزايا الأوطان كما تكون نعيما لأهلها فإنها تفرض عليهم أيضا أن يبذلوا جهودا مضاعفة لصيانتها وتنميتها والذود عنها ، مصر الكنانة مهد الحضارة حباها الله بنعم عظيمة وآلاء جسيمة فأضحى لجغرافيتها تاريخا يتحرك وتاريخها جغرافيا ساكنا ، مصر الفرعونية ميلادا وحضارة العربية لغة وثقافة والإفريقية جذورا ووجودا ، المتوسطية طابعا وروحا ، مزيج فريد قلما يتكرر بين بلاد الدنيا ويفرض علينا جميعا أن نرتقي لحجم المهمة وقدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا للحفاظ على دور هذا الوطن الرائد في مختلف دوائر السياسة الخارجية المصرية والذي لن يتأتى دون العمل والبناء في الداخل.
فمصر الداخل هي التي تمتلك محددات وقدرات هي التي ستوجه دفة سياستنا الخارجية وهي التي ستحدد موقعنا على الصعيد الدولي ، فكلما كانت جبهتنا الداخلية قوية وموحدة واقتصادنا قوي كما كان قرارنا مستقلا وصوتنا مسموعا وإرادتنا حرة ، فإن مصر العربية يتعين أن تستعيد مكانتها التقليدية ، شقيقة كبرى تدرك تماما أن الأمن القومي العربي خط أحمر ، أما أمن منطقة الخليج العربي فهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
إننا بحاجة إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه آليات العمل العربي المشترك ، لا نجتمع ونتحدث بل نتخذ القرارات الكفيلة بتحقيق أمننا العربي المهدد في العديد من دوائره.
وستظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وملفا من ملفات السياسة الخارجية المصرية ، فمصر تعلي مصالح الشعوب العربية على صغائر جماعات ضيقة ، مصر التي أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وستواصل مسيرتها لدعمه حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة ويحقق حلمه وحلمنا جميعا ، دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 ، دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما مصر الأفريقية رائدة تحرر واستقلال القارة السمراء ، فإنني أقول لمن يحاول فصلها عن واقعها الافريقي ، لن تستطيع فصل الروح عن الجسد ، فمصر أفريقية الوجود والحياة ، وأقول لأبناء الشعب المصري العظيم الذي قامت حضارته العريقة على ضفاف نهر النيل الخالد لن أسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببا لخلق أزمة أو مشكلة أو أن يكون عائقا أمام تطوير العلاقات المصرية سواء مع أفريقيا أو مع إثيوبيا الشقيقة ، فان كان السد يمثل حقها في التنمية ، فالنيل يمثل لنا حقنا في الحياة.
النيل الذي ظل رمزا لحياة المصريين منذ آلاف السنين والي جانب استمراره كشريان حياة المصريين علينا أن نعمل ليصبح واحة للتنمية والتعاون فيما بين دول حوضه ، وكما شهدت علاقات مصر الأفريقية تطورا تاريخيا بدءا من مساندة حركات التحرر والاستقلال ومرورا بدعم أشقائنا الأفارقة من خلال التعاون الفني لأبناء القارة الأفريفية في شتى المجالات ، فإن تلك العلاقات يتعين أن تتطور لتحقيق الشراكة في التنمية في شتى المجالات الصناعية والزراعية والتجارية ، فمصر بوابة العالم إلى أفريقيا ونافذة أفريقيا على العالم.
أما علاقاتنا الدولية المقبلة فستكون علاقات ديمقراطية متوازنة ومتنوعة لا بديل فيها لطرف عن آخر ، فمصر تستطيع الآن أن ترى كافة جهات العالم ، مصر الجديدة ستكون منفتحة على الجميع لا تنحصر في اتجاه ولن تكتفي بتوجه.
نحن نتطلع إلى تفعيل وتنمية علاقاتنا لكل من أيد أو سيؤيد ارادة الشعب المصري ، ونتعهد معهم على التعاون معهم في شتى المجالات ، ذلك التعاون الذي يقتصر الاعتزاز به على الدوائر الرسمية ، وإنما إمتد ليستقر في وجدان شعوبنا ويرتبط في أذهاننا بمشروعات وطنية عملاقة وقاعدة لاستقبال الصناعات الثقيلة.
فمصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة في علاقاتها الدولية ، لقد مضى عهد التبعية في تلك العلاقات التي ستحدد من الآن فصاعدا طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصري ، إن مصر نقطة توازن واستقرار في الشرق الأوسط ، ممر عبور تجارة العالم الدولية ، مركز الاشعاع الديني في العالم الاسلامي بأزهرها الشريف وعلمائه الأجلاء ، ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية كمبادىء أساسية لسياساتها الخارجية في المرحلة المقبلة.
وأخيرا ، فكما تعلمون ، إختارت مصر بإرادتها ومن موقع القوة والانتصار أن تكون دولة سلام ، فإنني أجدد بهذه المناسبة التزامنا بتعهداتنا الدولية واتفاقياتنا التعاقدية التاريخية منها أو الحديثة والمعاصرة ، وما سيكون من تعديل فيها إن استدعى الأمر فسيتم بالتشاور والتوافق بين الأطراف المتعاقدة وبما يحقق المصالح المشتركة .
الإخوة المواطنون : أوجه تحية إجلال لأرواح كل شهدائنا ، شهداء ثورتينا وشهداء قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة ، إنني أقدر تضحيتهم من أجل الوطن ، وأعي تماما حجم المعاناة والألم النفسي الذي عاناه ذووهم ، إن أرواحهم التي تنعم في الفردوس الأعلى ستظل تطالبنا بحب هذا الوطن والتضحية من أجله والعمل سويا لصياغة مستقبله.
وأقول لأرواحهم الطاهرة لقد دافعتم معنا ليس فقط عن مصر ، ولكن عن المنطقة بأسرها ، وليس فقط عن هويتنا ، ولكن أيضا عن ديننا الاسلامي الحنيف بحقيقته واعتداله ، فقدروا تضحيات شهدائنا وترفقوا بالوطن ، وحدوا الكلمة والصف ، ولا تفرقوا ، وكفى وطننا ينوء بحمل مشكلات إن لم ننتبه إليها ونعالجها سريعا قد يحدث ما لا يحمد عقباه.
أقول لكم ، أعينوني بقوة نبني وطننا الذي نحلم به ونستظل فيه بظلال الحق والعدل والعيش الكريم ، ونتنسم فيه رياح الحرية والالتزام ، ونلمس فيه المساواة وتكافؤ الفرص وجودا حقيقيا ودستور حياة ، واعلموا دوما أن سفينة الوطن واحدة فان نجت نجونا جميعا.
أبناء مصر ، إني كلي تفاؤل بهذا الوطن ، ولكن الله الذي أمر أن نتفاءل بالخير نجده دعانا إلى العلم والعمل ، إلى الوحدة والتوكل وليس التواكل ، فالملك لا يبنى على جهل ومناهج التخوين لا تفضي إلا إلى الفشل ، اني أدعوكم جميعا أن نثبت لكل من أراد أن يفرقنا أو يكسر وحدتنا أنه قد أساء الفهم وأخطأ قراءة التاريخ ، فنحن نبض قلب واحد ، وحدتنا لا تقبل التبديل.
وندعو الله العلي القدير معا أن يوفقنا لما فيه خير بلادنا ونبتهل اليه أن يديم علينا رحمته ومحبته وأن يحفظ مصر وشعبها لتظل دائما بلد الأمن والأمان والإستقرار ، مصداقا لقوله الكريم : ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين .. صدق الله العظيم .. تحيا مصر آمنة مستقرة .. تحيا مصر أبية كريمة .. تحيا مصر بحفظ الله وعنايته.
الخطاب الثاني
أثناء مشاركته في ماراثون الدراجات
موضوع الخطاب
ألقى السيسى خطابه الذى تمحور حول فكرة التعاون في بناء الوطن، وعدم الاختلاف، ومشاركة المواطنين جميعا فى بناء الوطن والذى يعد هو رمز لهذه الفعالية الرياضية، وتطرق الخطاب إلى ظاهرة التحرش والتى كانت القضية الأبرز في وسائل الإعلام منذ فترة.
نص الخطاب
برحب بيكم جميعا كل المشاركين معانا في هذا النشاط اللي رمزه معناه ان احنا ممكن بالحجم لكبير ده نبقا متجمعين عشان هدف واحد عشان هدف واحد ، هدفه بناء هدفه وحدة هدفه عدم اختلاف أنا لما أجيب شباب من مصر مع شباب من الشرطة بقول ببساطة خالص وكمان أي حد من المجتمع معانا بقوله احنا ممكن أوى نعرف بعض كويس ونحب بعض كويس وما نختلفسش كتير أنا لما أجيب شاب من الجامعة وأقوله أقف جنب أخوك اللي هو هيتخرج من الشرطة، شوفته هو اخوك انت تحبه وهو يحبك، لما أجيب شاب من الجامعة وأقوله خليك مع أخوك طالب الجيش ، اعرفوا بعض اعرفوا بعض انتوا مش غرب عن بعض
الهدف مش فكر اننا نعمل نشاط او نعمل رياضة، الهدف في الرمز، رمز الوحدة وحدتنا كشعب ن احنا عاملين النشاط ده عشان كدة وافكرة بتاعتوا احنا عندين كتير قوى يجمعانا احنا المصريين نجتمع على قلب رجل واحد ولا نختلف، وعشان كدة انا قلت المتمع كله يبقى معانا، معانا النهاردة كل اطياف المجتمع من الاعلام من الفنانين من كل حد اللى عايز يشارك يفضل فكان الهدف ان نشاور وناكد ان عندنا ما يجمعنا ماعندناش مشكلة أبدا ما عندناش حاجة نختلف عليها كلنا بنحب بلدنا، نشوف مع بعض كدة ، دي أول حاجة النقطة التانية أنا كنت اتكلمت عن القوة الذاتية للمصريين وناس كتير توقفت يعني ايه ، القوة الذاتية هتعمل إيه يعني النهاردة احنا عاملين حسابنا على 20 30 كيلو حسب ما هنقدر نكمل وده تقريبا معظم المسافات اللي احنا بنقطعها عشان نروح الجامعو أوحتى شغلنا. طيب وانا حقدر اعمل ايه يعني طيب أنا هقولك باختصار الساعة ونص أو الساعة بالوسيلة دي تودي حضرتك الشغل أو الجامعة أو حضرتك أيوة حضرتك، لو انت رايح بالعربية هتدفع تقريبا 4 جنيه في 20 25 كيلو دول ومصر هتدفع 8 جنيه في 20 كيلو يعني لو اتمشيت لو كنت أقدر أو ركبت الوسيلة دي يبقى في اليوم اللي هعمل فيه ده هدى مصر 16 جنيه؟ أيوة طب لما يكون في معايا 3 آلاف بيعملوا كدة شوف هنوفر كام انا قلت ده على مشوار واحد مش كل المشاوير أيوة مش هتتبني بلدنا غير كدة، تتبني بلدنا إن حضرتك تبقى قادر إنك تشاؤك على بناءها وتديها، وتقول أنا هجيبلخا منين، صحيح، الدولة بتدي في الشهر لرقم زي اللي قدامي ده تقريبا دعم 300 ألف جنيه يعني تقريبا نص مليون جنيه، وده لو معايا ألف ولا ألف ونص والحساب ده على 1500 طب لو عملوه نص مليون يبقى كام في اليوم طب في الشهر طب في السنة بكام؟
أنا قصدت من دي الرمز ما احنا داخلين على رمضان خلي بالكم أنا دايما أقول حب البلد مش كلام، هو كلام أني أنا آجي وأقول الكلام ده؟ أيوة كل كبيرة وصغيرة تصدر ليها إن شاء الله عشان في يوم من الأيام هيكتب التاريخ ويقول إن المصريين ساهموا كلهم وتحملوا كلهم في فاتورة بناء دولة قوية حديثة. الناس فيها بتختار الصحيح الناس فيها بجد بتحترم انسانيتهم، ما حدش بيتألم، ما فيش مثالي يعني بس يبقى الأصل عندنا، إن اننا نحب بعض ونحترم بعض وبنحافظ على بعض وما حدش بيإذي.
زي ما شفنا كدة من كام يوم ياه إنت تعمل في عرض مصر كدة، إنت تعمل كدة والناس كلها تسيبك كدة، أنا بقولكوا تاني توقفوا وبصوا شوفوا إيه الي بيتعمل فينا ، بالمرة بقى هل احنا بناتنا ونسائنا حد يقدر يبصلهم مش ييي، ياه هو مابقاش في رجالة ولا إيه.
أنا آسف إني بقول كدة في المجتمعات التانية ما حدش يقدر يطول البصة، دي حرية الناس انه يمشي وانت ما تقعدش تبص وتطل مش احنا نعمل أكتر من كدة، انا بقولها النهاردة لإن الموضوع مش هينتهي والله والله قريبا هيجي يوم اللي هيبص هناخده بالقانون، الي هيبص .. بنتي تمشي في الشارع مش آمنة ولا إيه؟ دي الحرية الحقيقية وحقوق الإنسان الحقيقية كدة، انت بتكلمني في حقوق الإنسان وبناتنا في الشوارع بيتعمل كدة ، لو وإيه بيصور ياه بتصور عشان إيه عشان تفضح عرضك، عشان تفضح عرضك وتفضح وطنك ده الي بتصوره ده يستحق مني كدة أيوة يستحق مني إن أي إنسان في مصر لا يساء إليه واحنا موجودين وإحنا شايفين ده ولا يساءل عليه.
أنا طولت عليكم عشان هناخد ساعتين تقريبا مش عارف، وأرو إن اليوم ينتهي بسلام والنهاردة الجمعة فيارب يبقى الوقت الطيب ده يسمع مننا، ويحمي بلدنا ويحميكم ويحمي كل المصريين ويعينا ويساعدنا إن احنا نحقق أمال وأحلام المصريين. أنا متشكر لكل من شارك معانا من الدولة المصرية، السادة الوزراء من السادة الإعلاميين من السادة الفنانين والسيدات. خلي بالكوا من مناسبة السيدات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصانا قبل وفاته بحاجتين، بالصلاة والنساء الرفق الرفق، معنى كدة إن الإعلام يشتغل ، إني أبص على الصورة اللي بتيجي من التليفيزيون ان فيه ست بتعدي وتقف العربيات، تقف العربيات وان كانت شايلة حاجة مش حد يخطف الحاجة، إن واحد ينزل من العربية يشيل الحاجة ويعديها، هو ده الرفق احترام المراة في الإسلام يا مسلمين،مش ده اللي احنا بنعمله يا مسلمين.
مرة تانية باشكركم ونبدأ بسم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم مرة تانية، أنا بشكركم كلكم وانا قلت في البداية ان احنا بنقول دده طريق ودي بداية شفتوا البداية بتبقى صعبة في الأول وجينا خلصناها شوفوا ازاي سهلة لما خلصت، وكلنا مبسوطين، هو رياضة صحيح لكن هو معنى الطريق صعب لكن لازم هنتحرك عليه، هننجزه نعم، هنتحرك فيه بفضل الله مافيش كلام.
احنا لما قلنا الناس من فضلكم، احنا قولنالهم امبارح بليل بس، وشوفوا مين جه، كل اللي دعناهم جم المرة اللي جاية هيبقى أكتر من كدة، احنا ماعندناش مشكلة احنا ممكن كل جمعة نعمل حاجة حلوة بقة، نعمل حاجة حلوة بقة والناس تعيش بقى، اذا كنتوا بتتكلموا عن حرية وديمقراطية ودولة انا معاكوا وانا أولكم، انا بحب الناس وبحترم الناس وبحب الناس تعيش بحرية الناس.
أنا بحب كل الناس ربنا خلقني كدة. أنا مش عايز أكرر الكلام تاني أنا باشكر الجميع، السيد رئيس الوزراء والحضور الموجودين، أنا بتكلم إن يعني اننا لما دعينا الناس جت بغض النظر عن القادم إيه ثم لما قلناللشباب في الجامعات في ناس جت، واتحاد الدراجات جه، الفنانات أهلا وسهلا والإعلاميين طبعا، الجامعة خير على دماغنا كل واحد موجود وماذكرتوش باشكره كل مؤسسات الدولة نعم والأفراد، وقلت ان الطريق في الأول ياه وفي آخره قدرنا، في ناس جت في نص السكة ما يجراش ماشي بس دي ليها معاني عندي في ناس جت حطط نفسيها في الاول، ليها معاني عندي بردو عايزين ناس تبقى صادقة بجد في كل حاجة.
أنا كل اللي هقوله في الآخر إن ربنا يكون معانا ويساعدنا وان احنا كلمناه بجد وقولنا يارب الناس كلها بتقول إن ظروفنا صعبة صحيح، لكن هو فيه أغلى منه ولا إيه، مافيش أغلى منه يساعدنا ويدينا وينصرنا ويكرمنا وشوفوا الدنيا حوالين منكو عاملة ازاي، شوفوا الدنيا حوالين منكو عاملة ازاي، يا خسارة ياخسارة، لكن مصر لأ مصر لأ مصر لأ، ماحدش أبدا بفضل الله هيقدر يقرب من هنا أبدا مصر لأ، واللي هيقرب هيشوف، لأ بقى اللي هيفكر هيشوف بفضل الله سبحانه وتعالى.
أنا متشكر جدا ودايما مع بعض دايما مع بعض انا أخوكم ومعاكم ومش أحسن منكم، أنا زيكم أنا زيكم، متشكر جدا جدا طلبة الجامعة متشكرين طلبة الشرطة متشكرين طلبة الكلية العسكرية متشكرين، وروهم بس. تحيا مصر يا افندم، تحيا مصر يا أفندم.
الخطاب الثالث
أثناء حضور السيسى لاحتفالات تخريج دفعة كلية الشرطة لعام 2014
موضوع الخطاب
كانت كلمة قام بإلقاءها بعد تسليم أوائل الدفعة نياشين التميز، وكان مضمون الكلمة هى الوحدة بين الشرطة والشعب والجيش وأن الشرطة جزء لا يتجزأ من الشعب.
نص الخطاب
أنا الحقيقة كنت عايز مجموعة ن شباب مصر وشباب الجامعة يكونوا معانا في الإحتفال، خليني أقف بينكم وأقولككم، إنتم كلكم ولاد مصر، الشباب ده شباب مصر وانتم كمان شباب مصر، ماحدش يخش بينكم هما موجودين عشانكن عشان يحميكم ويحفظم إن شاء الله، وعشان كدة كان مهم إني أءكد على المعنى ده دلوقتي، لازم المصريين كلهم يبقوا إيد واحدة، ما فيش حد أبدا يفرق بينا الشباب اللي اتخرج النهاردة اتخرج وهو مستعد دايما إن هو يبذل روحه ودمه عشان خاطر بلده وناسه لازم تكونوا عارفين كدة، وانا عايز أقلهم كمان خلي بالك من أهلك وناسك أوعي أبدا تجور وتظلم، اوعى أبدا تجور وتظلم، يعني الوصية هنا لينا كلنا للي اتخرج ولينا كشعب مصر، كان لازم أقول الكلمتين دول وأبقى فرحان بيكم إنتم الإتنين، الجيش والشرطة والشعب والدنيا كلها في مصر إيد واحدة، اقول كمان مرة الجيش والشرطة والشعب، لأ مايجوزش الشعب الشعب الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة، طب اكمل، طب الشباب الشباب والشرطة والجيش والشعب إيد واحدة. أنا متشكر ليكم جدا.
الخطاب الرابع:
أثناء حضور الاحتفال بتخريج دفعة الكلية الحربية لعام 2014.
موضوع الخطاب
خلال الحفل ألقى السيسى خطابه والذى دار بالأساس حول التحديات الإقتصادية التى تواجهها البلاد وذلك في إطار دراسته لمشروع الموازنة العامة المعروض عليه، ويطرح الخطاب سياسة التقشف كسياسة ستعمل الدولة عليها. وتطرق الخطاب إلى قضايا فرعية أهمها دور القوات المسلحة والشرطة المدنية في تحقيق الأمن والإستقرار، كذلك حرص السلطة التنفيذية على عدم التدخل أو التعليق على أحكام القضاء، فى إشارة إلى الحكم القضائى الاخير على حبس بعض الصحفيين.
نص الخطاب
كمان فيه مناسبة جميلة بعد أيام قليلية إن شاء الله.. رمضان كريم.. فكل عام والمصريين بخير بمناسبة هذا الشهر ..مش عارف هيبقى فيه صرف كتير فى الشهر ده ولا هنحاول نظبط المسألة شوية.. يا ريت نقدر يبقى شهر كله عمل.. إصرار على العمل عشان خاطر بلدنا عشان خاطر مصر.
بنتكلم عن إن فيه تحديات كتير جدا موجدة فى مصر وخارج مصر.. فى مصر إحنا شايفين إن فيه تحديات اقتصادية وتحديات أمنية داخل وخارج مصر.. هناك تحديات كثيرة موجودة فى مصر وخارج مصر، ومصر نحن نشاهد أنها تواجه تحديات اقتصادية وحتى تحديات أمنية داخل وخارج مصر، وهناك جهد كبير يبذل لكى نتجاوز ونتغلب على هذه التحديات.
وهنا تحية واجبة أو مستحقة للقوات المسلحة والشرطة المدينة لأنهم بفضل الله عماد الأمن والاستقرار فى مصر ،والجيش المصرى بصراحة هو مشكلة أمام أى حد يحاول أن يقترب من مصر فى الداخل والخارج، لأن الجيش المصرى هو الضمير الحر للوطنية المصرية المؤسسة العسكرى فى مصر.. الضمير الحر للوطنية المصرية، وأن الجيش ده بتاع مصر مش بتاع حد، وعمره مكان بتاع حد ونحن حريصون على أنه يكون كذلك.
مصر أمانة فى رقبتنا كلنا، والمنطقة العربية كمان أمانة فى رقبتنا، كلنا ونحن قادرون إن شاء الله على حفظ الأمانة بوحدتنا وتماسكنا، وتفهمنا ونكران الذات والإيثار كله علشان خاطر بلدنا ومستقبلها.
من المهم أوى أن أفكر نفسى وحضراتكم جميعا إننى قولت دايما سأكون معكم بشفافية وبصدق وبأمانة، لأنها مسئوليتنا جميعا ومش مسئوليتى بمفردى، كان إمبارح فى نقاش حول موازنة مصر الخاصة بعام 2014 /2015، ولمدة 6 ساعات، كان هناك نقاش مع رئيس الوزراء ووزير التخطيط ونخبة أخرى من الوزراء.
أنا عاوز أكلمكوا بمنتهى الصراحة إن العرض الموجود.. وأنا قولت مقدرش أوافق عليه، وكان المفروض مفيش كلمة أنا مجهزها للموضوع ده دلوقتى، وأنا بكلمكوا لأن ده مسئولية ومسئولية الأجيال القادمة إلى إحنا هنسيبلهم بلدنا فوجدت عجز الموازنة بيزيد.. يعنى المديونية هتطلع إلى أكثر 2 تريليون جنيه علشان كده الموازنة اللى ممكن متعملش مشكلة مع الرأى العام فى مصر، لأن الموقف السياسى من وجهة نظر الحكومة لا يتحمل.
طيب وبعدين يعنى كل سنة منجابهش تحدياتنا ومشكلتنا بجد لغاية البلد ينفع يعنى، فقولت أنا هكلم الشعب المصرى بكل وضوح كده إن العشر شهور إلى فاتوا عدو لا.. كان فى أشقاء موجودين وواقفين معانا بس يا ترى إحنا هنفضل كده ولا إيه.. يعنى هنفضل كده ولا ممكن نيجى على نفسنا شوية، ولا حتى شويتين.. إحنا بنحرج نفسنا وبنحرج الناس.
أنا عاوز أقولكم على حاجة أنا قولت للحكومة مش هقدر أصدق على كده، وكمان مفيش برلمان بس أنا قولتلهم إنى مش هكلمكم بصراحة.. طيب وأنا مكلمكمش ليه يعنى.. ومكلمش المصريين ليه يعنى وأقولهم إن إحنا عندنا إجراءات محتاجين ناخدها محتاجين نيجى على نفسنا شوية، دول المصريين جدعان أوى ورجالة أوى، وحتى الستات بتاعتهم رجالة أوى بصحيح.
قلنا نراجع الموازنة لأن أنا مقدرش أتحمل إنى أوافق عليها ويكون بها هذا العجز عجز يعنى سلف، والدين الداخلى والخارجى لمصر يطلع من 1.7 إلى 2 ترليون و100 مليار، ودول بيبقوا عاوزين خدمات وفوائد لهذا الدين يعنى عبء أكثر علينا.. لا أنا مش هقدر أوافق على كده، طب إحنا محتاجين نعمل إجراءات ده صعب أوى الكلام ده.. أنا قولت قبل كده إن هذا الشعب لم يجد من يرفق به ويحنوا عليه.. أنا أريد أن أرفق بهذا الشعب وأحنوا عليه، وعاوز أخلى بالى من ولادى اللى جايين نسبلهم حاجة كويسة، وإحنا كده مش هنسبلهم حاجة كويسة .. إحنا لو فضل الدين يتزايد بالشكل ده مش هنسيب حاجة كويسة.
أنا قولت إن أنا ما كنتش مجهز كلمة لحضراتكم، واتكلمت بمنتهى الصراحة معاكم، وأنا بقول لينا جميعا أنا كان كلامى قبل الانتخابات إن إحنا محتاجين سنتين نبذل فيهم جهد، وناخد فيهم إجراءات، ثم بعد كده ننطلق بفضل الله سبحانه وتعالى.. هينفع إن احنا نطالب بمطالب فئوية تانى!! أنا بصراحة عاوز أقول إن اللى بيطالب ده مش واخد باله البلد مش هتستحمل كده، وبصراحة أنا مش هقدر ألبى مطلب واحد فئوى مش هيحصل.
لابد من بذل تضحيات حقيقية من كل مصرى ومصرية، "أنا بأحصل على مرتب الحد الأقصى، وهو مبلغ 42 ألفا، لن أخذ نصفه، وسأتنازل عن نصف ممتلكاتى من أجل مصر".
لو كل واحد حط بلده أمام عينيه ومستعد لإعطائها، خاصة أن عدد المصريين كبير، سواء فى الداخل أو الخارج، لو قمنا بإعداد حسابات يسيطر عليها بشكل جيد، وأشرف عليها شخصيا هل نقدر أن نجد مساهمة من المصريين فى الداخل والخارج اللى قادر بدون ضغط وبدون حرج.
أنا أسف إننى أتحدث عن ذلك فى هذه المناسبة، لازم أتحدث إليكم يا مصريين، لقد وضعتم الأمانة فى رقبتى، وهى فى رقبتنا جميعا، ولذلك سنحتاج إلى اتخاذ إجراءات كى نستطيع حل هذه المسألة، وبقول لكل مصرى ومصرية ساعدونى، ساعدوا مصر.
وأشكر الجميع كل المصريين، الوقت ده وقت التكاتف، وقت الوحدة وقت مصلحة الوطن، وأنا متأكد بفضل الله سبحانه وتعالى، وأنا ادعوه أن يساعدنا لأن مصر تمر بظروف صعبة وهو قادر على كل شىء.
وآخر حديثى عن أحكام القضاء، حصل نقاش كثير على الأحكام التى صدرت من القضاء، أول اتصال بينى وبين وزير العدل أثناء مجلس الوزراء قلت له لن نتدخل فى أحكام القضاء، وفى اتصال السابعة صباحا مع الوزراء يوميا للاطمئان على أحوال البلاد، وقلت لن نتدخل فى شئون القضاء، لأن القضاء المصرى مستقل وشامخ، مؤسسات الدولة لا أحد يقترب منها، لا أحد يعلق أو يتكلم عليها إذا كنا بننشد دولة مؤسسات فلابد أن نحترم أحكام القضاء ولا نعلق عليها حتى لو الآخرين لم يتفهموا هذه الأحكام. وأخيرا أشكر المصريين، وأطلب مساعدتكم لبلدكم مصر، وكل عام وأنت بخير، تحيا مصر.
الخطاب الخامس
ألقى السيسى خطابه الخامس في إطار حضور مصر القمة الأفريقية في غينيا بيساو.
موضوع الخطاب
وكان موضوع الخطاب يصب في دور مصر في الدفاع عن قضايا الشعوب الأفريقية، وأنها جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية، وأهم التحديات المشتركة التي تواجه أفريقيا.
نص الخطاب
" أتوجه بالشكر لحكومة وشعب غينيا الاستوائية تحت قيادة فخامة الرئيس تيودورو أوبيانج على حفاوة الاستقبال، كما أعرب عن تقدير البالغ لفخامة الأخ محمد ولد عبد العزيز رئيس جمهورية موريتناية الاسلامية على جهوده المتميزة ونجاحه في قيادة الاتحاد الافريقي بحكمة ورؤية ثاقبة .. كما أهنئه على فوزه في الانتخابات الرئاسية متمنيا له كل النجاح والتوفيق ولموريتانيا دولة وشعبا كل التقدم والازدهار. وأتوجه بالشكر كذلك للسيدة الدكتورة زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي على التنظيم المتميز لاجتماعاتنا ".
الأخوة والأخوات رؤساء الدول والحكومات انه لمن دواعي الفخر أن أكون بينكم اليوم ممثلا لشعب مصر الذي طالما يعتز بانتمائه لقارته الافريقية والذي عاهدتموه دوما رفيقا للنضال والعمل الافريقي المشترك، فانتماء مصر لأفريقيا ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا، بل هو ارتباط جذور وهوية وعلاقات مستقبل ومصير وملحمة مشرفة من النضال المشترك دشنها الآباء المؤسسون عبد الناصر ونكروما وسيكوتوري وبنجيلا وهيلس لاسي .. وقائمة طويلة من القادة العظام وصولا لمنديلا في سبيل تحرر شعوب القارة ورفعة شأنها بين الامم واستنادا على رؤية طامحة لأفريقيا والعالم تقوم على قيم العدالة واحترام كرامة الانسان. "
تعود مصر إليكم اليوم ولديها ما يحكي عنها بكل فخر واعتزاز وكلها ثقة في أن ما مرت به من صعاب وما حققه شعبها من انجازات هو رصيد مشترك لشعوبنا جميعا، كما أنها على وعي تام بأنه كما التحرر والاستقلال ملحمة بطولية مشتركة خاضتها أفريقيا منذ عقود، فإن ثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو كانت من أجل أهداف تمثل تطلعات مشتركة لشعوبنا نحو التنمية والديمقراطية والعدالة والكرامة الانسانية وهي القيم التي عبر عنها دستور مصر الذي تم إقراره في بداية العام الجاري.
أود في هذا السياق أن أؤكد أن الديمقراطية طريق نسير عليه جميعا وهو طريق لايخلو من العواقب وتحديات حقق بعضنا تقدما اكثر من بعضنا الآخر في مواجهتها، ولكن أحدا لايستطيع الادعاء بأنه بلغ حد الكمال. أصحاب الفخامة ورؤساء الدول والحكومات السيدات والسادة.. إن مصر وإن غابت لبعض الوقت عن المشاركة في أنشطة الاتحاد الافريقي فإنها لن تتوقف يوما عن الانشغال بهموم وقضايا قارتها، فمصرلايمكن أن تنفصل عن وجودها وواقعها الافريقي، مصر التي ساهمت في تأسيس منظمة الوحدة الافريقية عام 1963 ولم تبخل يوما بعقول أبنائها أو بقوة سواعدهم لبناء الكوادر والقدرات الافريقية، إلا أنه لايخفى عليكم أن شعب بلادي قد تألم حينما رأى الاتحاد الافريقي يتخذ موقفا مغايرا لارادته حينما رأى اخوته الافارقة لايبادلونه التضامن والمساندة والتأييد.
الآن وبعد أن تابعتم بلورة استحقاقات خارطة مستقبل الشعب المصري وتحديدا إقرار الدستور المصري وإنجاز الانتخابات الرئاسية، فانني على ثقة بأن كافة الأخوة الأفارقة باتوا يدركون أن 30 يونيو كانت ثورة شعبية كاملة مكتملة الاركان انحازت فيها القوات المسلحة المصرية لارادة الشعب وليس العكس واننا لسعداء أن نشهد بدء الاتحاد عملية مراجعة وتطوير لنصوصه ذات الصلة بما يضمن مساندتنا لارادة شعوبنا.
الأخوة والأخوات.. إن ثورة 30 يونيو تضافرت فيها جهود جميع المصريين بحق لتجنيب البلاد حربا أهلية والحيلولة دون انجرافها نحو مصير المجهول انساقت اليه للاسف بعض دول المنطقة وتدفع شعوبها اليوم الثمن فادحا على مرأى ومسمع من الجميع وفي مقدمتهم دول القارة الافريقية التي يجاور بعضها هذه الدول ويشارك شعوبها مأساتها. الأخوة والأخوات الأفارقة.. لقد نجح الشعب المصري العظيم في تجنب مثل هذا المصير بتوحده والتفافه حول هدف واحد متمثل في خارطة مستقبله تحقيقا لآماله وتطلعاته في مستقبل أفضل.
وانتهز هذه الفرصة لأعرب عن تقديرنا البالغ للحضور البارز للاتحاد الافريقي من خلال بعثة متابعة الانتخابات الرئاسية التابعة له برئاسة السيد "محمد الأمين ولد اتيك" رئيس الوزراء الأسبق للجمهورية الاسلامية الموريتانية الشقيقة، كما لايفوتني أن أعرب عن تقديري لفخامة الرئيس ألفا عمر كوناري وفخامة رئيس الوزراء ديليتا محمد ديليتا وفخامة الرئيس فستوس موخاي على ما قاموا به من جهد مخلص ودؤوب كحكماء تعتز بهم قارتنا الافريقية. وفي هذا السياق أتقدم بالتهنئة لرئيس الوزراء داليتا في مهتمه الجديدة كمبعوث للاتحاد الافريقي متمنيا له التوفيق فيما يحقق تطلعات الشعب الليبي نحو الحرية والديمقراطية ويحافظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ولايخفى عليكم أنه بعد مرور 50 عاما على إنشاء منظمتنا فإن دولنا لاتزال تواجه تحديات لاتقل جسامة عن تلك التي جابهتها فجر حصولها على الاستقلال وفي مقدمة هذه التحديات التنمية باعتبارها الاحتياج الأكثر إلحاحا لشعوبنا وأحد المتطلبات الرئيسية لتحقيق أمنها واستقرارها.
فلقد حبا الله قارتنا السمراء بثروات طبيعية وأراض خصبة ووفرة في المياة العذبة وثروات معدنية هائلة وحياة طبيعية ثرية، عقول مفكرة وخبرات علمية وعملية وقوى عاملة وموانىء بحرية وبرية، كلها مقومات لو اجتمعت في أي إطار تعاوني لكانت كفيلة لانجاحه وتحويله إلى نموذج يحتذى به في العمل والتعاون والتقدم. ولكن على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على تاريخ التعاون الأفريقي متمثلا في منظمة الوحدة الأفريقية ثم الاتحاد الافريقي لم ننجح في تحقيق ما تصبوا إليه آمال شعوبنا.
فما زال شبح الجوع والمرض والأمية يخيم على حياة الشعوب الأفريقية وبدلا من الانخراط في العمل الجاد والبناء تنخرط بعض دول القارة في نزاعات دامية قبلية كانت أو حدودية تمزق أوصال دولنا ونفقد فيها خيرة أبنائنا بكل ما يمثلونه من آمال واعدة وطاقات منتجة. لقد آن الأوان أن نتغلب على كل هذه المعوقات نتخلص منها نهائيا ونضع نصب أعيننا سبل استغلال طاقاتنا وثرواتنا التي يتعين أن تكون من أبنائنا ولأبنائنا.
إن نجاح دولنا في تحقيق معدلات نمو تجاوزت اجمالا متوسط النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة وبالرغم من الأزمات الاقتصادية والمالية لهو أبلغ دليل على ثراء مجتمعاتنا بالموارد الاقتصادية والبشرية وانما في ذات الوقت تشهد المبادلات الاقتصادية العالمية مع أفريقيا اختلالات لابد أن نعمل على اصلاحها فصادرات القارة من المواد الأولية بلغت عام 2012 قرابة 80 % من إجمالي صادراتها وهو أمر يتطلب تعزيز الجهود الوطنية والقارية لدعم وتطوير الصناعة ونقل وتوطين التكنولوجيا والاهتمام اللازم ببرامج التدير والتعليم المهني. وفي نفس السياق..
تمثل التنمية الزراعية والأمن الغذائي تحديات هامة لطالما واجهت بلداننا ومن هنا فإن إختيار هذا الموضوع ليكون محور لقمتنا إنما يعبرعن وعينا بأهمية تعزيز الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي الذي يمثل مصدرا لنصف الدخل القومي في أفريقيا ويستوعب أكثر من 70% من قوة العمل على مستوى القارة. ولا نغفل الصلة الوثيقة بين التنمية الزراعية وعدد من الموضوعات ذات الأهمية المطروحة على أجندة التفاوض الدولية مثل أجندة التنمية لما بعد عام 2015 وموضوع التغير المناخي وإن مصر ستعمل بكل عزم من خلال رئاستها لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة اعتبارا من سبتمبر القادم على أن تتحث أفريقيا في المحافل التفاوضية بصوت واحد قويا ومسموع أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات أن مصر ستواصل دورها وعطائها الأفريقي بما يعزز ويدعم التعاون بين أبناء القارة الواحدة فكما كانت سباقة لانشاء الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا منذ ثمانينات القرن الماضي انطلاقا من إيمانها بالحلول الأفريقية وضرورة تعزيز الاعتماد على مواردنا الوطنية لتحقيق التطلاعات المستحقة لشعوبنا .
فقد عملت على مدار العام الأخير وبالرغم من ما واجهته من صعاب تعلمونها جيدا على إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي ستبدأ أنشطتها خلال أيام قليلة في الأول من يوليو المقبل . ونثق في أنها ستمثل نقلة نوعية في الدور الذي تقوم به مصر لاعداد وتأهيل الكوادر الأفريقية وستدعم إستحداث مبادرات تعاون جديدة لتنفيذ مشروعات تنموية رائدة إطلاعا من مصر بمسؤلياتها الأفريقية وإقتناعا منها بضرورة أن تمثل الحقبات المقبلة نهضة حقيقية على مستوى العمل الأفريقي المشترك. الاخوة والاخوات رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود.
إذ نتأمل خريطة النزاعات بقارتنا اليوم ندرك حجم التحديات الجسيمة التي نواجهها في مجال السلم والأمن، الأمر الذي يملي علينا تكثيف جهودنا وحشد الامكانيات الذاتية لتفيعل مبدأ الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية. وانني أتعهد في هذا الصدد بأن تواصل مصر بذل أقصى الجهد بالتعاون مع الاشقاء في مختلف الدول الأفريقية للعمل على تسوية النزاعات التي طالت العديد من دول قارتنا وتسببت في عرقلة برامج التنمية بها ونتج عنها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين والضحايا.
ستواصل مصر جهودها لبناء القدرات الأفريقية في مجالات الدبلوماسية الوقائية ومنع وإدارة وتسوية النزاعات وإعادة الاعمار والتنمية بما يحول دون إنزلاق الدول الخارجة من النزاعات إليها مجددا وتطوير الآليات الملائمة للتعامل مع كافة هذه المسائل فضلا عن تعزيز مساهمة مصر في بعثات حفظ وبناء السلام في مختلف ربوع القارة .. فضلا عن ما تقدم تواجه القارة الأفريقية خطرا متزايدا يتمثل في التهديدات الأمنية العابرة للحدود وفي مقدمتها الارهاب.
وفي هذا الاطار.. فاننا نؤكد إدانتنا لكافة أشكال الارهاب مشددين على أنه لامجال لتبريره أو التسامح معه ..لقد أصبح الارهاب أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين.. ان هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا لمواجهته بحسم حفاظا على أمن وسلامة مواطنينا وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا. أصحاب الفخامة السيدات والسادة.. إن مصر تؤمن دوما بأن التفاهم والحوار المستمر هو السبيل الأمثل لتسوية أي خلافات بين أعضاء أسرتنا الأفريقية وانه إن وجدت الارادة وصدقت النية فإنه بإمكاننا دوما إيجاد حلول تحقق المنفعة للجميع دون إلحاق الضرر باي طرف ويقيني إن يد مصر الممدودة بالتعون مع أشقائها الأفارقة ستقابلها أيادي شركاء عازمين بنفس القدر على تحقيق الوحدة والنهضة المشتركة. أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات السيدات والسادة .
لايفوتني في إطار كلمتي أن أعرب عن اعتزازنا بالدعم الافريقي التاريخي والمتواصل لنضال الشعب الفلسطيني للحصول على حقه المشروع في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس. إن شعوبنا الأفريقية وقد كابدت معاناة آلام الاستعمار والتمييز العنصري تدرك أنه لاسبيل لكسر الارادة الانسانية.
وختاما، إن التحديات التي تواجهنا تملي علينا الخروج بقرارات حاسمة تتعامل مع الأوضاع الحرجة التي تمر بها قارتنا في مختلف المجالات وتلبي تطلعات شعوبنا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة.
واثق إننا باذن الله قادرون على الاطلاع بهذه المسؤلية بما نملكه من إيمان حقيقي بوحدتنا ومصيرنا المشترك عشتم وعاشت أفريقيا وعاش نضول شعوبنا المشترك أشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.