استحسن البعض اعتذار الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر القديم، عن موقعة الجمل التى يعد أحد المسؤولين عنها والمتواطئين فيها بالصمت والطرمخة والهروب والادعاء الكاذب أنه لم يكن يعرف ما يحدث، رغم أن العالم كله كان يتابعه. وهنا لا بد من وقفة أمام عقلية عدد كبير من مؤيدى شفيق الذين ما إن تتحدث عن موقعة الجمل حتى يردوا ويقولوا إنه اعتذر عنها وإن التحقيقات فيها لم تدِنه، وهو منطق لا أعرف كيف تتحمله ضمائرهم فلا يوجد اعتذار عن قتل ولا يوجد اعتذار عن دماء ولا يوجد اعتذار عن تواطؤ، وإن لم تحركهم دماء أُريقت وأرواح أُزهقت، فكيف ننتظر منهم أن يحترموا من يختلف مع شفيق إذا فاز-لا قدر الله- فى انتخابات رئاسة الجمهورية. لنسمِّ الأمور بمسمياتها فنحن أمام رجل فاشل وكاذب يعتذر عن دماء وأرواح، ولنسأل أنفسنا عما كان يمكن أن يحدث لو نجحت موقعة الجمل، وما هو موقف شفيق حينها، وأستحلفكم بالله أن تجيبوا عن هذا السؤال تحديدا. اعتذار شفيق كان مُجبَرا عليه بعد اتصالات رفيعة المستوى تمت يوم موقعة الجمل بين أطراف عديدة والنظام المصرى تهدد بالتدخل وسحب السفراء والبعثات الدبلوماسية وكان خروج شفيق للتطمين وللتعهد بأن ذلك لن يتكرر ثانية. وغدا نكمل بإذن الله.