· تم افتتاحه عام 1887.. واستمتع بالإقامة به شارلي شابلن وريتا هيوارت وأنجريد بريجمان وتشارلتون هيستون أسباب عديدة تجعل من فندق مينا هاوس أحد أشهر الفنادق التاريخية المصرية إن لم يكن أبرزها علي الاطلاق، أول تلك الاسباب هو قربه الشديد من أهرامات الجيزة ولكن السبب الأهم هو رائحة التاريخ التي تفوح من هذا المكان الذي شهد أحداثا تاريخية قليلا ما تتوافر لفندق قديم.. بداية هذا الفندق الذي يري البعض أن شهرته لا تقل بأي حال من الاحوال عن شهرة الاهرامات وأبوالهول تعود إلي النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتحديدا إلي عام 1869 وهو تاريخ إنشاء الفندق أما صاحبة الفضل في إنشائه، فهي أوجيني امبراطورة فرنسا التي عشقها الخديو إسماعيل، في تلك الفترة كانت مصر تستعد لافتتاح قناة السويس وصاحب ذلك إنشاء دار الاوبرا المصرية وشق الشوارع وتجميل العاصمة استعدادا لاستقبال ضيوف حفل الافتتاح من ملوك وأمراء أوروبا وعلي رأسهم أوجيني، ضمن برنامج الزيارة كان من المقر أن تزور الامبراطورة الجميلة الاهرامات وأبوالهول، ولأن الرحلة الي تلك المنطقة في هذا الزمن كانت تستغرق وقتا طويلا في الذهاب والاياب، فكر الخديو إسماعيل في أن تقضي أوجيني ليلة الزيارة في استراحته المتاخمة لمنطقة الأهرامات، كان الخديو قد أنشأ الاستراحة له ولعائلته لاستخدامها خلال رحلات الصيد وخصص حولها مساحات شاسعة من الاراضي تحولت إلي حدائق بدت كواحة خضراء وسط الصحراء القاحلة، وأضاف إليها بعض الغرف وأدخل تعديلات علي بعض غرفها لتلائم استقبال أجمل جميلات عصرها، ومنذ ذلك الحين خصص الخديو الاستراحة لاستضافة ضيوف مصر وحتي ذلك الحين لم يكن قد أطلق علي تلك الدار اسم مينا هاوس.. ويرجع الفضل في هذا الاسم الي ثري إنجليزي يدعي السير «فريدريك هيد» الذي انبهر بالاستراحة وموقعها عند زيارة مصر بصحبة زوجته، اشتري «فريدريك» الاستراحة ورأي أنه يمكن لدار متسعة كتلك استضافة السياح للمبيت نظرا لاهمية موقعها المجاور للاهرامات وبالفعل تم تحويل الدار إلي فندق وظل فريدريك يبحث عن اسم للاستراحة حتي اقترح عليه أحد الاصدقاء أن يسميه باسم «مينا» موحد القطرين في مصر القديمة وأعجب فريدريك بالفكرة فأطلق علي الاستراحة اسم «مينا هاوس»، وأضاف السير البريطاني طابقا ثانيا للمنزل واهتم بحديقته وأضاف إليها المزيد من الاشجار والنباتات النادرة ورغم سحر تلك الاستراحة باعها بعد أن تضاعف سعرها واشترتها أسرة إنجليزية وحولتها إلي فندق مستفيدة من صيته الذائع وأدخلت بعض التجديدات علي الفندق ورممت المقتنيات الاثرية فيه وأضافت إليه بعض اللمسات العصرية تعبر عن الفن المعماري الانجليزي، تم افتتاح الفندق لاستقبال النزلاء في عام 1887 وأضيف إليه حمام للسباحة في عام 1890وملعب صحراوي للجولف في عام 1899 تحول إلي حقول خضراء بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.. الشهرة الهائلة للفندق زادت خلال فترة الحربين العالميتين الاولي والثانية ففي الاولي كان الفندق مقرا لاقامة الجنود الاستراليين بينما صار في الثانية مقرا لاجتماعات خطيرة لقيادة قوات الحلفاء كاجتماع رئيس الوزراء البريطاني «ونستون تشرشل» مع الرئيس الامريكي «روزفلت» والزعيم الصيني «شانج شاي شيك» لمناقشة عالم ما بعد الحرب فيما عرف باسم «مؤتمر القاهرة» واقام به القائد البريطاني «مونتجمري» ولايزال أحد أجنحة الفندق يحمل اسمه والواقع أنه خلال الحرب العالمية الثانية استأجرت قوات الحلفاء الفندق بالكامل وأقام فيه قادة جيوش الحلفاء بل إن بعضهم كانوا يديرون العمليات الحربية من غرفهم بالفندق، ويقال إن «موسوليني» طلب رسميا من القوات الألمانية أن يكون الفندق هو مقر القيادة الايطالية عند دخول قوات المحور إلي مصر كما كان يتمني.. في الفندق نزل الكثير من الملوك والعظماء، فيقال إن الملك فاروق كان دائم التردد عليه في ساعات متأخرة من الليل «وأغاخان» زعيم الطائفة الاسماعيلية الذي كان يفضل الاقامة فيه مع زوجته عند زيارته لمصر، كما زار الفندق «زوغو» ملك ألبانيا الذي اضطرت إدارة الفندق لشراء خزانة ضخمة تكفي للمجوهرات التي اصطحبها معه، ولهذا الملك قصة أخري مع الفندق في عام 1946 حينما حضر بصحبة زوجته وابنه المريض الذي أنقذ حياته طبيب مصري هو «عمر شوقي» باشا، ونزل فيه أيضا «هيلاسلاسي» امبراطور الحبشة «وبول» ملك اليونان والعاهل السعودي الراحل «سعود بن عبدالعزيز» و«إيمانويل» ملك إيطاليا و«جوستف» ملك السويد و«أنجريد» ملك الدنمارك، ولا ننسي أن الفندق العريق استضاف محادثات السلام الأولي بعد حرب أكتوبر 1973 ولو حضر العرب يومها، لتغير وجه المنطقة بأسرها.. أما عن نجوم السينما فحدث ولا حرج، حيث نزل فيه عشرات من نجوم العالم أبرزهم شارلي شابلن وروبرت تايلور وانجريد بريجمان