لأكثر من مائة عام جذب مناخ شتاء مصر الدافيء والجاف الأوروبيين بغرض السياحة وأساسا بغرض الاستشفاء طوال شهور الشتاء القارص في أوروبا ومنهم الملوك والملكات والامراء والنبلاء وكبار العلماء والكتاب والاثريين تبعهم جميعا ممثلو الصحافة العالمية لتغطية اخبارهم وكتبت كتب تتغزل في مصر وشعب مصر وكرمهم وتشيد بمناخها الذي شفي العديد من مرضي الصدر وأمراض أخري وكان من هذه الكتب كتاب لسيدة نبيلة بريطانية تلقب بالليدي دف والكتاب عبارة عن انشودة حب وإعجاب بمصر والمصريين.. وخلال تلك السنين الذهبية والتي بدئت من عام 0581 حتي عام 0591 تم تشييد العديد من القصور والمنتجعات والفنادق التي لامثيل لمثلها في العالم فنادق تشكل ركنا هاما في تسلسل احداث التاريخ الاجتماعي بمصر كما تثير ذكريات رائعة لدي كبار السن من المصريين والاجانب رغم مرور عشرات السنين ومن هذه الفنادق اختار اربعة القبهم بجواهر نيل مصر نظرا لثراء الاحداث التاريخية والاجتماعية التي حدثت بين جدرانها وارتبطت بها وهي فندق مينا هاوس بالهرم وماريوت الزمالك وفندق الونتر بالاس بالاقصر وفندق كتراكت باسوان وجميعها مملوكة للدولة.. الجوهرة الأولي فندق مينا هاوس تم بناؤه عام 7681 وكان اصلا المقر الخاص للخديو اسماعيل تم بناؤه في هذا الموقع المختار بغرض الاستمتاع بمشاهدة اعظم اثار التاريخ الانساني وبغرض اقامته هو واصدقائه اثناء رحلات مواسم صيد السمان والبط والامري وقد اقام به حفلا ملكيا فاخرا لضيوفه من ملوك وملكات وامراء الدول الاوروبية والعربية بمناسبة افتتاح قناة السويس - واقامت به ملكه فرنسا اوجيني اثناء هذه الاحتفالات ثم عادت مرة أخري للاقامة به بعد اربعين عاما عام ألف تسعمائة وتسعة وكانت مصر محتلة ببريطانيا وتم تحويله لفندق ساد الذوق الانجليزي الفكتوري في جزء من أثاثه فكانت هناك الشرفة الكبيرة المطلة علي هرم خوفو وقد انتشرت بها المقاعد والمناضد مع وجود فرقة موسيقية تعزف مساء كل يوم اثناء تناول الزوار للشاي وتم احلال موقع مقر الخديو اسماعيل بقاعة الطعام الرئيسية للفندق والتي يعلوها قبة كبيرة مزركشة بالفنون الاسلامية العربية. وكان ثري بريطاني قد اشتري المقر الاصلي بغرض الاقامة به للاستشفاء طوال شهور الشتاء الستة القارصة البرودة والتي تضرب بريطانيا وحوله لفندق وقام ببناد طابق ثاني عليه ثم اطلق عليه اسم مينا هاوس تيمنا باسم أول ملوك الفراعنة وكان الفندق محاطا بحدائق لانهاية لها من النخيل وشجيرات الزهور المختلفة الالوان والورود والتي كانت تنبعث منها روائح عطرية منعشة يستمتع بها النزلاء - ثم انتقلت ملكية الفندق لثري بريطاني ثان وزوجته واللذين بدآ في بناء مبان اضافية والاستعانة بمهندس ديكور عالمي لوضع اللمسات الحضارية علي قاعة الطعام والالتزام التام بروح الفنون الاسلامية مثل نشر المشربيات علي النوافذ والتي قاموا بشرائها من قصور ومنازل المصريين المنتشرة علي جانبي وادي النيل وتعليق الثرايا الاسلامية الجميلة في الاسقف وخصصوا ميزانية هائلة لتحقيق كل هذه التطورات المعمارية لتأسيس هذا الفندق ليكون بلا منازع من افخم الفنادق علي مستوي العالم والاول بمصر الذي يتم تشييد حمام سباحة به. كل هذه الانشاءات والتطورات المعمارية لمستها الملكة اوجيني خلال اقامتها الثانية بالفندق عام الف وتسعمائة وتسعة. ومرت سنون ليتحول هذا الفندق العريق مقرا للقيادات العسكرية لقوات الحلفاء اثناء الحرب العالمية الثانية ومعارك العالمين بشمال مصر وليبيا بقيادة مونتجومري و روميل وايضا مقرا لاجتماعات رؤساء هذه الدول. وتمر سنون اخري طويلة ليختاره الرئيس الراحل انور السادات مقرا لمؤتمر السلام والذي دعا اليه الدول العربية وعلي الاخص القيادات الفلسطينية لاقتناص الفرصة وتحقيق مطالب غالية لشعبهم لكن للاسف السلطة الفلسطينية رفضت المشاركة فيه وكان ذلك في ديسمبر 7791 واليوم هذا الفندق التاريخي يتسابق سياح العالم للاقامة فيه والاستمتاع بموقعه الفريد المطل علي اهرامات الجيزة، تديره شركة فنادق عالمية هندية أحسنت استغلاله والعناية به والحفاظ علي تاريخه ومقتنياته واثاثه الرائع المعشق بالصدف.