شهدت محافظة الاسكندرية العديد من الاحداث الدامية منذ اندلاع المظاهرات التي اجتاحت البلاد حيث قام رجال الشرطة قبل انسحابهم من مواقعهم بعمليات تصفية جسدية لعشرات الشباب من المتظاهرين قاموا خلالها بفتح النيران بشكل عشوائي علي الشباب المشارك في التظاهرات السلمية. وكانت أكثر المشاهد دموية التي قادها رجال حبيب العادلي بالاسكندرية ما قام به رئيس مباحث قسم الرمل ثان المدعو وائل الكومي والذي قام بمفرده باسقاط عشرات القتلي من المتظاهرين والمارة حينما انتابته حالة من الرعب والذعر حمل علي اثرها سلاحا آليا وصعد فوق سطح القسم بمنطقة الرمل الشعبية المزدحمة وأطلق النيران عشوائيا علي الآلاف من المتظاهرين الذين احتشدوا أمام القسم مرددين هتافات معادية للداخلية وللنظام الحاكم وللرئيس مبارك.. وقد سقط 28 قتيلا من المتظاهرين والمارة وعدد ممن كانوا يقفون بالشرفات. والتقت «صوت الأمة» والد إحدي الفتيات التي لقت مصرعها جراء الاعتداء الغاشم الذي قام به ضابط المباحث الكومي وقال: اسمي سمير أحمد وأعمل موظفا بشركة طلعت مصطفي وفي اليوم الاول لاندلاع المظاهرات كانت ابنتي أميرة 16 سنة الطالبة في الثانوية العامة عائدة من درس إلي المنزل وهو مجاور لقسم شرطة الرمل ثان وأصيبت بعيار ناري أطلقه الكومي فنفذ إلي عمودها الفقري وخرج من قلبها لتسقط قتيلة علي الفور.. ولم يجد الأب المكلوم شيئا يفعله سوي أن يدفن ابنته ثم يتوجه للاشتراك في المظاهرات كل يوم ليرفع لافتة كبيرة كتب عليها: «وائل الكومي قتل ابنتي» ويهتف بسقوط النظام وهو يبكي. وقال محمد حسن محاسب وأحد شهود العيان: لقد كنت أشارك في المظاهرات في الأيام الماضية وأثناء مرور مسيرة سلمية من أمام قسم الرمل ثان فوجئنا بوائل الكومي يطلق النيران من سلاح آلي ليقتل 28 من المتظاهرين وغيرهم حتي أنه كان من بين القتلي فتاة كانت تقف بشرفة منزلها المجاور للقسم.. وأضاف: لقد قام الكومي أيضا بإطلاق النار في صدر جنود رفضوا إطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين وقد سقط عدد منهم أمامنا جميعا «قتلي أيضا علي يده». وفي منطقة محطة الرمل داخل مسجد القائد إبراهيم فوجئ الآلاف من المصلين أثناء صلاتهم بإطلاق قنابل دخان في داخل المسجد وقبل انتهاء الصلاة وهو ما أصاب المصلين باختناقات ما أدي إلي انضمام المصلين «العاديين» والذين لا علاقة لهم بالمظاهرات من الاصل ليكونوا في طليعة المتظاهرين عقب الصلاة. ورصدت «صوت الأمة» بالصوت والصورة قيادة أمنية كبيرة بمباحث الاسكندرية وهو يأمر جنوده أثناء وضعه ساقا فوق الاخري بإطلاق قنابل الدخان علي الشباب وعند تنفيذ الأمر فوجئ «المباحثي» الكبير بالشباب يلتقطون الطلقة ويردونها مرة أخري ناحيته وجنوده الذين شوهدوا وقد سالت الدموع التي تتسبب في احداثها من أعينهم وفي قسم محرم بك أكد شهود عيان سقوط شاب قتيلا برصاص أحد ضباط المباحث ويدعي «م.أ» والذي أطلقه في صدره بينما كان الشاب يهتف قائلا: «يسقط العادلي» في مسيرة سلمية مرت بجوار القسم.. وقد أدت كل هذه الممارسات الوحشية الي انتفاضة غير عادية وغضب عارم اجتاح المتظاهرين وذويهم أدي بهم لاقتحام جميع أقسام الشرطة بالاسكندرية وتدميرها واحراقها وتدمير كل عربات الشرطة بالمدينة واحتراقها وكان الهتاف السائد من الشباب الغاضب هو: «ياحبيب ارفع ايدك.. شعب مصر هو سيدك». وتحولت جميع الاقسام ونقاط الشرطة إلي خرابات مدمرة حتي المقر الرئيسي لمساعد أول وزير الداخلية اللواء خيري موسي تم تدميره وحرقه.. وهرب الجميع.. وتحولت جميع مقار الشرطة إلي خرابات محترقة.. وتزاحم خلال الأيام الماضية المئات من المارة لالتقاط الصور التذكارية بجوار آثارها الباقية!