تدخل احتجاجات الغضب يومها الثالث علي التوالي حيث ردد مئات المصريين اليوم الخميس, هتافات مناوئة للحكومة في العديد من محافظات مصر. وقال شهود عيان ان نحو مئة محتج تجمعوا علي درج مبني النقابة العامة للمحامين بالقاهرة ورددوا هتافات من بينها "الشعب.. يريد.. اسقاط النظام" و"يا أهالينا انضموا الينا" و"يا حرية خلاص راجعين احنا شباب المصريين". وفي مدينة الاسكندرية تجمع مئات المحتجين أمام مبني محكمة الحقانية في وسط المدينة مرددين هتافات تقول "يسقط يسقط حسني مبارك" و"عايزين حكومة جديدة بقينا ع الحديدة", كما نجح التدخل الأمني في إجهاض العديد من المظاهرات بمحافظة الإسكندرية وألقت الشرطة القبض علي مئات المتظاهرين، وشددت الأطواق الأمنية حصارها حول ميادين وأحياء المدينة منذ الصباح الباكر. وكثفت أجهزة الأمن وجودها أمام الشوارع والميادين الرئيسية تحسبا لحدوث مظاهرات أو وقفات وانتشر رجال الشرطة السريون في الأماكن التي أعلن المتظاهرون التجمع فيها وقاموا بعمليات قبض عشوائية علي مواطنين في الشوارع. واستمر حصار قوات الأمن المركزي لمجمع الكليات وميادين المنشية ومحطة مصر وميدان سموحة علي بعد أمتار من مديرية الأمن وتم فرض أطواق أمنية مشددة علي الكنائس والقنصليات والبنوك والمصالح الحكومية. كما شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين، الأمر الذي أدي إلي حدوث اشتباكات واحتكاكات تطورت إلي ما يشبه حرب الشوارع بين الطرفين. وفشل المتظاهرون في التجمع لأكثر من دقائق معدودة بعد أن لجأت قوات الشرطة إلي استخدام القوة المفرطة لتفريقهم في ميادين المنشية ومحطة الرمل وسيدي بشر والعصافرة ومحرم بك، أو القبض عليهم. من ناحية أخري تواصل نيابة شرق الكلية في الإسكندرية التحقيق مع 64 شخصا تم إلقاء القبض عليهم أمس بعد أن وجهت إليهم تهم التجمهر وإثارة الشغب وإتلاف المال العام وإصابة رجال الشرطة أثناء تأدية مهام وظيفتهم. كما نددت نقابة المحامين بالإسكندرية في بيان لها بالقبض علي محاميين أثناء وجودهما داخل سراي النيابة لحضور التحقيقات مع النشطاء الذين ألقي القبض عليهم مساء أمس وإدراج أسمائهم ضمن المتهمين. وفي السويس تجددت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين حيث امتدت المظاهرات الي حي فيصل وحي السويس وحي الأربعين الذي شهد مواجهات عنيفة أمس الأربعاء. وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة بشوارع السويس منذ الصباح الباكر وأمام مشرحة السويس، في محاولة منها لمنع المواطنين من الخروج إلي الشوارع أثناء تشييع الضحايا. وشهدت الساحة المواجهة للمشرحة توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين بعد مماطلة الأمن في تسليم جثة القتيل الثالث لذويه، قبل أن تندلع مشادات بين الأمن والمتظاهرين الذين رشقوا قوات الأمن الموجودة داخل المشرحة بالحجارة. بدورها أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي لتفريق المتظاهرين، في الوقت الذي عمد الأمن إلي إخراج جثة القتيل في سيارة إسعاف وسط حصار أمني مكثف من العربات المصفحة حيث جرت عملية الدفن ليلا وفي هدوء تام. وارتفع عدد الإصابات بالسويس منذ أحداث الأربعاء إلي أكثر من مائتي مصاب فضلا عن اعتقال قوي الأمن لعشرات المتظاهرين، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في محيط قسم الأربعين، وهو أحد مراكز الشرطة، وذلك بعد أن قام المتظاهرون بمحاولة إشعال النار بالمركز. كما أضرم متظاهرون النار في عدد من المباني حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مقر شركة النظافة بجوار مسجد سيدي الأربعين ومقر الحزب الوطني الحاكم ومبني حي الأربعين. وما تزال شوارع مدينة السويس تشهد مواجهات بين الأمن وسط أنباء عن استدعاء قوات إضافية من محافظات مجاورة لدعم قوي الأمن المحلية. وفي محافظة سيناء قالت مصادر وناشطون مشاركون فى المظاهرة المندلعة بالشيخ زويد بشمال سيناء إن أحد المتظاهرين قتل منذ قليل برصاص الشرطة.. وقالت المصادر إن الشاب محمد عاطف (25 سنة) من المتظاهرين، أصيب بطلق نارى فى فمه، كما تعرض بعدها للصدم من إحدى مدرعات الشرطة خلال تفريق المتظاهرين، وقام عدد من المتظاهرين بنقل جثمانه إلى منطقة مجاورة لتشييعه فى جنازة شعبية.. وأضافت المصادر إن إطلاق النار متواصل، وأجهزة الأمن تواصل تدعيم قواتها وتكثيف تواجدهم في محيط المدينة تحسباً لاندلاع مظاهرات جديدة , وحسب شهود العيان فإن حالة من الترقب تسيطر علي الجميع بالمدينة. وفي محافظة الشرقية كثفت أجهزة الأمن بمركز بلبيس تواجدها اليوم أمام مجمع محاكم بلبيس الابتدائية والنيابة العامة ووحدة المرور ببلبيس وفرع البحث تحسبا لتجدد المظاهرات التي اندلعت أمس أمام مجمع المحاكم حيث تظاهر عددكبير من أعضاء نقابة المحامين بلبيس تضامنا مع مظاهرات الغضب التي طافت أنحاء المدينة بشكل سلمي في ظل تواجد الأمن مطالبين بالتغيير وتعديل الدستور ورفع الحد الأدني للأجور وتخفيض الأسعار. وفي محافظة المنوفية قرر المستشار أيمن العبد، المحامي العام، لنيابات المنوفية إخلاء سبيل 14 شخصا كانت قوات الشرطة قد ألقت القبض عليهم علي خلفية مشاركتهم في المظاهرات التي جابت عددًا من ضواحي مدينة شبين الكوم احتجاجًا علي غلاء الأسعار والبطالة وتردي الخدمات. كما فرضت أجهزة الأمن كردونات أمنية علي مداخل ومخارج مدن المحافظة كما عملت علي زيادة الأكمنة المتحركة وكثفت من تواجد سيارات الأمن المركزي أمام أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني والمحاكم ومجمع الكليات بشبين الكوم وكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف، كما انتشرت قوات مكافحة الشغب بالقرب من محكمة القضاء الإداري ومجمع الكليات النظرية بجامعة المنوفية. وفي محافظة الفيوم نظم العشرات من طلاب جامعة الفيوم، ظهر اليوم، مظاهرة حاشدة داخل الحرم الجامعى احتجاجا على غلاء الأسعار والفساد والمحسوبية ودعا الطلاب خلال المظاهرة التى بدأت من أمام كلية الهندسة كل المواطنين للنزول للشارع للتعبير عن رأيهم.. وردد الطلاب خلال الوقفة شعارات ( هما بياكلوا حمام وفراخ وإحنا الفول دوخنا وداخ) كما نددوا بالأوضاع التى يعيشها كل المواطنين وما يعانيه الشباب من بطالة وناشدوا المواطنين للمشاركة فيما يجرى قائلين: إنه حان الوقت ليرتفع صوت الشعب فوق كل الأصوات. وفي محافظة المنصورة وردت أنباء عن قرار المحامى العام لنيابة جنوبالمنصورة بالإفراج عن 28 من المعتقلين فى أحداث التظاهر بمدينة المنصورة، كانت النيابة قد وجهت لهم تهم تهم تكدير السلم العام وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل وسائل النقل وتعطيل القانون ورجاله وعدم حمل بطاقات شخصية، فى الوقت الذى يؤكد فيه أهالى المعتقلين أنه لم يتم الإفراج عنهم حتى الآن.. واستمر تجمهر الأهالى أمام مجمع المحاكم، رغم عرضهم على النيابة حتى الساعة السادسة من صباح اليوم، الخميس، بحضور أكثر من 100 محام. وفي السلوم شهدت المدينة شارك في المظاهرات أعداد كبيرة من الأهالى الذين حاصروا مقر جهاز أمن الدولة ومهاجمته بالأحجار وقسم الشرطة السلوم.. وقامت الشرطة بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق المواطنين، وتجمهر حاليا عدد كبير من أهالى المدينة الذين أشعلوا إطارات السيارات على الطريق الدولى المتجه لليبيا وإغلاقه تماما.