· أحد مالكي موديل الفئة Eرفع دعوي قضائية ضد الشركة يطالبها بتعويض ضخم نتيجة عيب قاتل في فرامل السيارة مرة أخري نجد أنفسنا مدفوعين للحديث عن موضوع استدعاء السيارات في السوق المحلي وتلك المرة حديثنا عن سيارات مرسيدس-بنز التي دائماً ما تتحدث عن الجودة كعنوان لها ولكنها تتناسي حق المستهلك المصري في الحصول علي تلك الجودة مع عدم تحميله تكاليف إصلاح ما يظهر من عيوب في الصناعة خاصة وأنه لا ناقة له ولا جمل في تلك العيوب التي يبدو ظهورها مألوفاً في سيارات مرسيدس-بنز علي نحو خاص. قد لا تكمن المشكلة في ور العيب بل المصيبة الكبري في السكوت عنه وهو ما تفعله مرسيدس-بنز مصر التي يظهر مسئولوها بين الحين والأخر لنفي ظهور عيب ما في إحدي موديلات الشركة وكأنهم يدفعون بتهمة ظهور العيب عن منتجاتهم دون الاهتمام بنفس القدر بإصلاح تلك العيوب. وقد نشرنا منذ أسابيع ما حدث مع أحد مالكي موديل الفئة E الذي رفع دعوي قضائية ضد الشركة يطالبها بتعويض ضخم نتيجة عيب قاتل في فرامل السيارة فؤجئ به مالكها علي إحدي الطرق السريعة ولولا العناية الإلهية لكان اليوم في عداد المفقودين. فالمؤكد أن الذي أدي لهذا الموقف هو تغاضي الشركة عن إبلاغ عملائها باحتمال ظهور هذا العيب وفحص النسخ المباعة وإصلاح العيب في الحال. وانطلاقاً من دورنا لتوعية المستهلك المصري بتلك العيوب سنواصل علي مدار أسابيع نشر أبرز عيوب سيارات مرسيدس-بنز التي تعرضت لحملات استدعاءات ضخمة وصلت في بعض الموديلات إلي 30 استدعاءاً في غضون سنوات قليلة. نبدأ بموديل CL الذي خضع خلال أقل من 10 سنوات إلي 25 استدعاءاً في أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخري من العالم لعيوب ظهرت في الموديل أبرزها في يوليه 2008 نتيجة برمجة بعض السيارات ببرنامج مزود ببيانات خاطئة أثناء عملية التصنيع. والمثير أن هذا العيب في برنامج الكمبيوتر يمكن أن يؤثر علي عدة وظائف للسيارة منها المضخة الكهربية للبنزين التي يمكن إلا تتلقي إشارة تفصلها في حالة حدوث تصادم الأمر الذي قد يتسبب في حريق للسيارة وقد يؤدي لانفجار خزان البنزين لو كان التصادم قوياً. ويؤثر هذا البرنامج المعيب أيضاً علي تشغيل محدد السرعة القصوي وعلي قراءات عدادات الوقود كما يمكن أن تظهر قراءات خاطئة لسرعة السيارة نتيجة هذا الخلل إضافة إلي مشكلات أخري قد تظهر لمجرد عيب في برنامج للكمبيوتر. قبلها بسنوات ظهرت مشكلة كهربية وإن كانت طفيفة ولكنها كان من الممكن أن تؤدي إلي مشكلات كبيرة أثناء السير. وبالطبع لا تقتصر العيوب علي مشكلات برامج الكمبيوتر والوصلات الكهربية، حيث ظهرت من قرابة 9 سنوات مشكلة أخري تمثلت في عيوب بزجاجة ماء ماسح الزجاج الأمامي قد تؤدي إلي انصهار البلاستيك المحيط بالوصلة الكهربية المرتبطة بها وقد يترتب علي ذلك احتراق مقصورة المحرك بالكامل في النهاية. ومنذ عامين ظهر عيب أخر في مجسات نظام التحكم النشط في هيكل السيارة يترتب عنها عدم وصول الإشارات بشكل صحيح إلي وحدة التحكم الالكتروني بالسيارة. وقبلها ظهر عيب في بعض نسخ الموديل المزودة بنظام التحكم النشط في هيكل السيارة حيث تبين أن المجسات في بعض الوحدات المباعة لم تعمل بشكل سليم الأمر الذي قد يؤدي إلي التأثير علي ثبات توجيه السيارة وربما يسفر ذلك في النهاية عن حادث يتسبب في موت أو إصابة السائق والركاب. دائماً ما تفخر مرسيدس-بنز بمستويات السلامة والتقنيات الجديدة التي تقوم بإدخالها علي سياراتها الجديدة وهو أمر مشروع بالنسبة لأي شركة. ولكن في بعض الأحيان ينقلب الأمر إلي فضيحة تعلق بأذهان الناس لفترات طويلة ومنها الفضيحة التي طالت مرسيدس-بنز عندما قدمت عرضا لتقنية تجنب الحوادث التي تتباهي بها الشركة في موديل الفئة S الذي يعد أكبر وأفخم ما تقدمه في أسواق العالم. تعرض صحفي ألماني للفصل بعد أن تبين اتفاقه مع الشركة علي "تلفيق" اختبار لعرض لتلك التقنية كي يتم عرض الشريط في إحدي برامج السيارات الشهيرة في ألمانيا. تم إجراء التجربة في مركز مرسيدس-بنز للسلامة بألمانيا عند تقديم الموديل للمرة الأولي وكان المفترض أن يتم قيادة موديل الفئة S في اتجاه سيارة تنتظر علي أحد جانبي الطريق وسط جو من الضباب المصطنع اعتمادا علي أن نظام الرادار في السيارة سيقوم بالكشف عن وجود عائق أمام السيارة وبالتالي سيصدر الأوامر إلي الفرامل للعمل بأقصي قدر ممكن لتجنب الاصطدام بالسيارة . وكان ذلك هو الهدف الفعلي من وراء التجربة. تولي القيام بالتجربة صحفي معروف وهو مايكل شبيخت من مجلة أوتو بيلد الألمانية وكان قد قام بإجراء تجربة علي النظام في اليوم السابق خارج مركز السلامة. والغريب أن النظام فشل في الكشف عن السيارة الموجودة خلف الضباب وتعلل المهندسون حينها بأن الفولاذ الموجود في مركز السلامة تداخل مع وحدة الرادار التابعة لنظام تجنب الحوادث. وفضل النظام في ست محاولات من بين 10 محاولات وفقا لما أعترف به أكثر من مسئول رفيع المستوي في مرسيدس-بنز. وبدلا من إلغاء الاختبار الخاص بالسلامة، قررت الشركة المضي قدما في الاختبار ولكن من خلال التحايل علي الخلل الخطير الذي ظهر في تلك التقنية الجديدة. حيث اتفقت مع الصحفي علي أن يقوم بتشغيل الفرامل بنفسه وبشكل يوحي بأن نظام الرادار الخاص بتجنب حوادث التصادم هو الذي قام بالمهمة. وكإجراء احتياطي لتسهيل المهمة علي الصحفي الألماني، إتفق المهندسون مع الصحفي الألماني علي وضع قطعة من الخشب علي الأرض بحيث يقوم بالضغط علي دواسة الفرامل عندما يشعر بمروره أعلاها. وأخفت مرسيدس-بنز قصة الاختبار المصطنع علي الصحفيين الآخرين ومنهم صحفي تابع لتلفزيون شتيرن الألماني بعد أن شاهد هؤلاء الصحفيين بأعينهم فشل النظام في المحاولات الأولي. وبدأ التصوير حيث دخلت سيارة من الفئة S إلي مركز السلامة التابع لمرسيدس- بنز وسط جو من الضباب الكثيف. ولكن فشلت السيارة في تحاشي الارتطام بالسيارة القابعة علي جانب الطريق حيث أن الصحفي الألماني الذي قادها لم يستخدم الفرامل بالقوة التي تحول دون وقوع الاصطدام وارتطمت الفئة S بمؤخرة السيارة الأخري أمام عدسات المصورين وكانت فضيحة كبري لمرسيدس-بنز. اعترف الصحفي الألماني بما تم الاتفاق عليه مع مرسيدس-بنز وانتشرت تلك الفضيحة التي ضربت مصداقية الشركة الألمانية في مقتل. ولا يزال الأمر يلقي بظلاله بعد أن تبددت الإدعاءات التي تصر مرسيدس-بنز مصر علي أن موديل الفئة S هو أحد أكثر سيارات العالم أمانا. وبالتأكيد تدفعنا تلك الواقعة إلي الحديث عن العيوب التي ظهرت في موديلات الفئة S وغيرها من موديلات الشركة ولأن الحديث سيطول، سنواصل نشر تفاصيل تلك العيوب خلال الأسابيع المقبلة.