اتفق الجميع علي أن معرض باريس في دورته الحالية كان الأكثر إثارة بين معارض السيارات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، ففي هذا الأمر لم تقتصر المعروضات الجديدة علي السيارات المبهرة مثل نموذج جاجوار التصوري الجديد أو الموديلات المتوقعة كفولكس فاجن باسات في جيلها الجديد بل شمل المعرض أيضاَ علي سيارات مهجنة وكهربية كموديل رينو زو الذي يعد جاهزاً للإنتاج الفعلي الأمر الذي يشير إلي أن التحول لإنتاج السيارات الكهربية في عالم السيارات اليوم صار حلماً قابل للتحقيق. ويلاحظ كل من تابع فعاليات المعرض تحول في الحالة العامة عن الدورة السابقة حيث سيطرت مخاوف الأزمة الاقتصادية علي معرض باريس 2008، ولكن علي الرغم من أن الأزمة الاقتصادية لم تنته فعلياً إلا أن الوضع تغير حيث قامت الشركات بإجراء تتبعه دائماً في أوقات الأزمات وهو إنتاج سيارات أفضل والبحث عن وسائل لبيع تلك السيارات لعدد كاف من العملاء. ربما كان نموذج جاجوار CX75 المهجن هو الأكثر إبهاراً ضمن الموديلات والنماذج الجديدة التي تظهر للمرة الأولي. فرغم أن هذا النموذج لن يجد طريقه للإنتاج، غير أنه يشمل الكثير من الملامح التصميمية التي ستظهر في سيارات الشركة المستقبلية ومنها دون شك الشبكة الأمامية التي ظهرت في هذا النموذج. أما الأمر الأكثر إثارة للتساؤلات، فكان تقديم لوتس البريطانية لثلاث نماذج تصورية دفعةً واحدةً وهو أمر لم تقم به الشركة في أي معرض سيارات من قبل. فتلك الخطوة أثارت جدلاً بشأن نجاح لوتس في زيادة حجم إنتاجها السنوي من السيارات ورفع أسعار سياراتها في نفس الوقت. قد تحتاج الإجابة علي تلك التساؤلات سنوات عددية كي تجد الإجابة عليها ولكن يري كثير من الخبراء أنه رغم حدوث مثل ذلك منذ سنوات عديدة فإن الأمر يستحق التجربة وإن كانت تلك التجربة تنطوي علي بعض المخاطر الكبيرة التي قد تهدد وجود لوتس في حالة الفشل. قدمت لامبورجيني تصورها لسيارات المستقبل ذات الوزن الخفيف من خلال نموذجها المزود بمحرك سعة 6 لترات والمصنوع من مركبات الكربون والذي انخفض وزنه بنحو 1000 كيلوجرام عن وزن سيارة تقليدية مماثلة، وهو رقم مبهر بالنشبة لمثل هذا النوع من السيارات. لفتت رينو الأنظار أيضاً بموديلها الكهربي الجديد والذي يحمل إسم "زو" وهو نفس إسم نموذج تصوري ظهر منذ سنوات. وتبدو السيارة بتصميم رائع ولهذا فمن المتوقع أن يحقق هذا الموديل نجاحاً كبيراً عن وصوله إلي أسواق أوروبا. كثير من الموديلات التي توقع الجميع ظهورها تم الكشف عنها خلال المعرض ومنها موديل الفئة السادسة كوبيه الجديد وفولكس فاجن باسات وعشرات الموديلات الأخري التي تؤكد دون شك أن سوق السيارات العالمية صارت علي أعتاب مرحلة جديدة أفضل بكثير مما شهدته تلك السوق علي مدار العامين الماضيين. المعرض الذي يقام كل عامين كان فرصة للكثير من الشركات الصغيرة كي تعرض ما لديها من أفكار وموديلات ومنها بالطبع شركتي فينتوري وأكسيام وكلاهما من شركات السيارات الفرنسية التي يقتصر تواجدها فعلياً علي فرنسا وعدد محدود من أسواق أوروبا وعرضتا سيارات صغيرة وكهربية. أما المفاجأة الأكبر فكانت عرض الكثير من السيارات للوافدين الجدد علي بطولة العالم للراليات فعرضت ميني موديل كلوب مان WRC الذي ستخوض به الشركة منافسات العام المقبل والتي سيقودها نجم السباقات كريس ميكي. وفي الوقت ذاته عرضت ستروين وفورد سياراتهما المشاركة في بطولة عام 2011 وهما المنافسان التقليديان في البطولة التي علي ما يبدو لن تكون حكراً علي أي منهما في العام القادم. كان المعرض أيضاً فرصة لبعض الشركات للاحتفال بمناسبات عديدة، حي احتفلت جاجوار بعيدها الخامس والسبعين بنموذج تصوري جديد يحدد ملامح المستقبل للشركة بينما احتفلت أودي بنظام كواترو للدفع الرباعي من خلال نموذج تصوري يحمل نفس الإسم بينما وجدت فيراري أن معرض باريس هو أنسب الفرص كي تحتفل بموديلها الجديد 599 SA أبيرتا وهو تخليد لشركة بينينفارينا شريكها لسنوات طويلة، حيث يشير اختصار SA إلي الأحرف الأولي من اسمي سيرجيو وأندريا بينينفارينا.