لأنها قطعة من الروح.. لأنها تحمل ذكري وأفراحا وجراحا.. لأنها الحلم الذي يتحقق لمن يشاء ولو سويعات قليلة من الصفا.. وقد أختيرت الأسكندرية أول عاصمة عربية للثقافة والسياحة لعام 2010 / 2011 أشعر من واجبي أن أغار عليها.. وحين تركت القاهرة هرباً من تحطم الشوارع تحطيما وظلام دامس يخيم علي المدينة الساحرة التي كانت تتلألأ أضواؤها في الماضي إبهاراً لمحبيها ومريديها. من يدخل مدينة الأسكندرية علي الفور يفتح زجاج السيارة يستنشق هواءها كما لو كان يغتسل من هموم الحياة ثم يتجه إلي الكورنيش وقد أصبح قطعة فنية إلا أني حين حاولت الهروب من الازدحام المروري علي بحرها اتجهت إلي طريق عبد السلام عارف وهو الذي يمر به ترام المدينة ويا ليتني ما اتجهت إليه أدهشني التناقض الكبير بين إطار المدينة وداخلها وبين مظهره في الماضي والآن، الطريق مشوه يبتعد تماما عن المظهر الذي اعتدناه، أظن أن إختيار الأسكندرية أول عاصمة للثقافة والسياحة العربية كان يتطلب جهداً حقيقياً يبرز جمال المدينة ويخلق بين جنباتها عرسا ثقافيا فنيا شعبيا يقوده صفوة المجتمع السكندري كما شاركوا في تجميل ميادينها من قبل، السيد اللواء عادل لبيب محافظ الأسكندرية ربما لو مررت بطريق الترام وهو هام لقاطني المدينة وضيوفها أيضاً لأصدرت قرارات فورية لإعادته لما كان عليه بل وأتصور اهتماماً بالغاً يجب أن تحظي به عروس البحر المتوسط يتناسب ومكانتها في العالم كإقامة المنتديات الثقافية في رحاب القلعة والمسرح الروماني وقصور الثقافة ولتخرج فرق الفنون الشعبية علي كورنيش الأسكندرية تعلن عن وجود حدث ثقافي سياحي عربي هام علي أرض مصر وفي مدينة ذات تاريخ وطابع خاص أتصور أيضاً تنظيم وتخصيص أيام محددة يتشارك فيها محبو العمل الخدمي وصفوة عائلات الأسكندرية بوضع لوحات ورقية كبيرة وأقمشة وألوان بطول الشاطئ وعلي محطات الترام يرسم فيها الصغار والكبار أحلامهم وآمالهم وآلامهم عن المدينة يظهرون إبداعاتهم ولو متواضعة، ولترتفع أصوات أغاني الأسكندرية حلوة يا بلدي لداليدا، شط اسكندرية فيروز، آه يا واد يا اسكندراني مصطفي قمر، وعمار يا اسكندرية محمد الحلو، يا اسكندرية محمد منير، بين شطين ومية محمد قنديل، يا بنات اسكندرية من مسرحية ريا وسكينة، كان مرة فيه ولد صغير لسمير صبري، وأغنية سماح.. إقروا الفاتحة لابوالعباس أيوووووووووووووووه حنعلموكو؟!!! حنان خواسك