في معظم دول العالم، تقوم مرسيدس-بنز العالمية بمخاطبة عملائها للتوجه إلي أقرب مركز خدمة وصيانة لعلاج بعض الأخطاء والعيوب التي تظهر في سياراتهم. وهو تقليد حضاري إن عبر عن شئ فهو يعبر عن إحترام الشركة لعملائها والسعي لتوفير أفضل خدمة لهم لضمان القدرة علي المنافسة. فهل حدث ذات يوم أن قامت مرسيدس-بنز مصر بالإتصال بعملائها لتطلب منهم إصلاح تلك العيوب؟ الإجابة معروفة، فالشركة لم تقم بذلك علي الإطلاق وكأن سياراتها المجمعة محليا وصلت إلي مرتبة الكمال والكمال لله وحده. بل يشير هذا السلوك إلي قناعة لدي مسئولئ الشركة بأن إنتاجهم أفضل من إنتاج مصانع مرسيدس-بنز في ألمانيا والولايات المتحدة وباقي دول العالم والتي تظهر في منتجاتها عيوب بينما لا وجود علي الإطلاق لتلك العيوب في سيارات مرسيدس-بنز المصرية. القضية هنا هي أن الشركة بمثل هذا السلوك تعرض حياة عملائها لأخطار جسيمة تتعلق بالسلامة. وحتي لو حدث وتبين للعميل وجود عيب في سيارته فإنه يقوم بدفع تكاليف هذا إصلاح هذا العيب رغم أن الشركة المنتجة هي الملزمة في واقع الأمصر بإصلاح هذا العيب. الغريب أن شركات أخري للسيارات في مصر تتعامل مع عملائها بإسلوب أفضل حيث تنظم عملية الإستدعاء لإصلاح العيوب تحت مسمي "حملات الصيانة المجانية" بينما لا تكلف مرسيدس-بنز خاطرها للقيام بذلك وكأنها تعاقب عملائها علي إختيار سيارات مرسيدس- بنز المجمعة محليا. الغريب أنه خلال السنوات الخمس الماضية ظهرت عشرات العيوب في سيارات مرسيدس-بنز وأعلن عالميا عن تلك العيوب بينما لم تحرك مرسيدس-بنز مصر ساكنا. ولنبدأ بموديل الفئة Eالذي ظهرت فيه الكثير من المشكلات ومنها عيب في تكييف الهواء الذي لا يعمل في الكثير من الأحيان سوي بحالة واحدة بسب عيوب في التوصيلات الموجودة بجانب السائق. أما العيب الثاني الذي يعاني منه تكييف الهواء فيتمثل في سماع أصوات مزعجة بسبب عيب في الكومبريسور الخاص بجهاز التكييف. وقد ظهر كلا العيبين بكثرة في معظم سيارات مرسيدس-بنز المنتجة بين عامي 2003 و2006. المشكلة أن تلك العيوب التي تتعلق بالوصلات الكهربية تبدو كثيرة في موديلات الفئة Eعلي مدار السنوات الخمس الماضية حيث تسببت تلك المشكلات أيضا في أعطال كثيرة لمصابيح الهالوجين الأمامية التي تعرض للإحتراق بكثرة بسبب تلقيها لفولت عالي جدا. وفي أحيان أخري يقوم برنامج تصحيح الفولت في وحدة التحكم بخفض الفولت من 13،2 إلي 12،8 لإطالة عمر مصابح الهالوجين. أما المشكلة الأكبر فتتعلق بالفرامل حيث تتعطل وحدة التحكم فيها في بعض الأحيان وقد يؤدي ذلك إلي مخاطر جسيمة تهدد حياة السائق والركاب. مشكلة كبيرة أخري تتعلق بصامولة تحكم ربط ترس التوجيه حيث تبين أنها كانت غير مناسبة من حيث الحجم وبالتالي لم تكن محكمة الربط. وقد يؤدي عدم معالجة تلك المشكلة إلي تعريض السائق والركاب لمخاطر التصادم بسبب عدم القدرة علي توجيه السيارة بشكل صحيح. أما المشكلة الغربية التي ظهرت في سيارات مرسيدس-بنز الفئة Eلعام 2004 فتتمثل في الصدأ الذي ظهر في آلاف النسخ من هذا الموديل في مناطق مختلفة من العالم حيث زحف الصدأ بشكل سريع علي الأجزاء السفلية لسيارات هذا الموديل. وهو في الواقع أمر مؤسف في سيارات تنتجها شركة يفترض فيها أنها من بين الكبار. ولو نظرنا للشكاوي الفردية من موديل الفئة Eفهي لا تنتهي. ولعل المشكلة الأبرز في الكثير من نسخ الفئة Eهي إنحراف السيارة أثناء السير إلي اليمين. وقد نشرت الكثير من الشكاوي علي مواقع الإنترنت الخاصة بحماية المستهلكين بشأن تلك المشكلة كما سمعنا عنها من بعض مالكي موديل الفئة Eالمجمع محليا. ويعبر أحد الأمريكيين عن غضبه من مرسيدس-بنز بقوله أن الشركة خدعنه حيث أن سيارته تقضي في مراكز الخدمة أكثر مما تقضي علي الطريق، فهذا الأمريكي الذي قام بشراء نسخة من موديل الفئة Eلعام 2007، أرسل سيارته إلي مراكز صيانة الشركة لأكثر من 12 مرة خلال عام لإصلاح عيوب في الدوائر الكهربية والنظام السمعي والأضواء الداخلية وربما المشكلة الأغرب هي عدم قدرة السيارة في بعض الأحيان علي إعادة شحن البطارية عندما تفرغ بنسبة معينة دون وجود تفسير من مهندسي الشركة فيما يتعلق بذلك. المثير أن الشركة عرضت علي هذا الأمريكي شراء سيارته التي لم يكن قد أنقضي علي شرائها أكثر من عام بمبلغ 10 آلاف دولار رغم أن سعرها الفعلي يبلغ 30 ألف دولار كحد أدني. ويعني ذلك أن سيارات الفئة Eخسرت أكثر من 33% من قيمتها الفعلية خلال أقل من عام.