عندما تكون السيارة قادرة علي معرفة أين هي بالضبط وما يتعين عليها فعله وتكون قادرة أيضا علي تدوير المقود وزيادة البنزين والضغط والتوقف وتخفيف السرعة وزيادتها والتنبيه آنيا علي السيارات الأخري لخطأ ما في طريقة سيرها أو موقعها، يكون السؤال المحوري: ما هي وظيفة السائق؟ مع قابلية البشر الطبيعية للخطأ، تكون أنظمة "التقليص من تدخل السائق" التقنية أكثر أمانا، فسيارات اليوم، وهو أمر واقع تعرف متي تستخدم السرعات العالية مع استهلاك قليل للطاقة. وتتيح الأنظمة التفاعلية بين السيارات، شبكة اتصالية بينها (وهذا أمر واقع فعلا وليس من قبيل السيارات السينمائية) يمكن لجميع السيارات أن تسير في الطرقات السريعة بنسق سرعة واحد لا يتغير ومن دون أيّ احتمال للاصطدام. إنه عالم اليوم! لكنّ مع ذلك يبقي الكثيرون ممن يعتبرون أنّ السيارة لا معني لها من دون تدخل البشر في قيادتها فعليا حتي وإن كان المستقبل يشير إلي أنّ القيادة ستكون "مجرد أمر رفاهي يحتوي علي المتعة لا غير تماما مثل ممارسة الهوايات." لتعرف كيف تعمل هذه الأنظمة التكنولوجية بكيفية تثير غيرة البشر (المستشعرات: تعرف ما الذي يجري) حتي أبسط سيارات اليوم باتت تتوفّر علي مستشعرات عديدة تراقب عمل المركبة وما يحفّ بها من ظروف. بعضها يدلّ علي المسافات الفاصلة بين السيارات أو سرعة دوران العجلات، فيما بعضها الآخر يشير إلي أداء السيارة عند الخلل الطارئ. مستشعرات أخري تدل علي عمل الفرامل، وأخري تراقب سلوك السائق نفسه من خلال إعطائه فكرة عن كيفية قيادته وما إذا كانت آمنة واقتصادية أم لا. (الرادار: يعرف ما الذي يجري في الخارج) رغم أنّه من العادة أن لا نجده إلا في السيارات الفاخرة، إلا أنّ الرادار بدأ في اكتساح الطرازات الأرخص. والمهمة الرئيسية هي إسناد عمل المستشعرات. ويتدخل الرادار لإحاطتك علما بكل المستجدات عندما تكون بصدد ركن السيارة. ومن أحدث التقنيات أنّه يتيح لك فرصة ضبط سيارتك علي معدّل سرعة ثابت بحيث، وحتي إذا سهوت عن ذلك، لا يجعل تتجاوز السرعة المقررة أصلا وهو صالح عادة للقيادة في السيارات السريعة وعلي المسافات الطويلة. (الكاميرا: يمكنها أن تشاهد وتقرأ كذلك) في بعض السيارات الفاخرة، تبقي الكاميرات أعينها مفتوحة علي خطّ القيادة، فحالما يريد السائق أن ينتقل إلي مسار آخر من دون أن يؤشر إلي ذلك بالأضواء الخلفية، سرعان ما تظهر علي الشاشة علامة لهذا الخطأ. ومن الأحدث الصيحات، كاميرات يمكنها قراءة أرقام السرعات المحددة علي علامات الطرقات وبالتالي فإنها تخبرك عمّا إذا كنت تقود بسرعة. (الكومبيوتر: يمكنه أن يقرر ما ينبغي فعله) كل المعلومات والخدمات التي توفرها التقنيات السابقة، يتم تخزينها في كومبيوتر صغير لا تراه. ويقوم الجهاز بسرعة بحساب كل المعطيات ومن ثمّ يقرّر ما ينبغي فعله في كل الظروف والأوقات. عدد مهم من هذه الكومبيوترات يقوم بحفظ "اللحظات" العصيبة التي تسبق أو أثناء الاصطدام وحتي الحوادث. وعموما فإنّ الجهاز يقوم بعملية التأكّد من أنّ السيارة تقوم بتنفيذ الأوامر التي يعطيها إياها سائقها. (الاتصالات: يمكنها التحدث للآخرين) الكثير من سيارات اليوم تتوفّر علي أنظمة "تيليماتيكية" مثل جنرال موتورز أون ستار الذي يسمح للسائق بالتخاطب مع أشخاص أو أجهزة كومبيوتر في المناطق النائية. ويمكن لهذه الأجهزة أن تعمل بمجرد الضغط علي زرّ أو آليا عند نشوب أي حادث. والسيارات اليوم باتت تتوفر علي أنظمة ملاحية تفاعلية تحدد موقع السيارات في أي مكان علي الكرة الأرضية. وتعمل عدة شركات هذه الأيام علي تطوير أنظمة تسمح للسيارات بالاتصال ببعضها البعض من دون سابق معرفة سواء لنقل معلومات أو معطيات حول حالة الطرق أو المناخ أو السرعة أو موقع السيارة نفسها. كل هذه التكنولوجيا تتركنا مع سؤال واحد.. هل اقترب عصر السيارة دون سائق؟