حالة الغليان التى يشهدها حزب الوفد خلال الفترة الحالية ليست، مبهمة لكثيرين من متابعى أخبار الحزب، أو الشأن السياسى العام، الا أن تفرعها لعدة قضايا، تعلق الجزء الأول منها بقضية تعد الأخطر على الاطلاق. قضية التمويل الأجنبى، التى كشفتها خطابات وتحقيقات مع عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب، انتهت بفصل القيادى بالهيئة العليا محمود على، أما الجزء الثانى كان بطله رجل الأعمال صلاح دياب القيادى الوفدى القديم، الذى استيقظ من غفلته الحزبية على اشتعال الأجواء بحزبه العريق، فقرر أن يدعم الجبهة المعادية لرئيس الحزب الدكتور السيد البدوى،. تزعم «دياب» جبهة معارضة لا يستهان بها، نظراً لوجود فؤاد بدراوى المعارض الأكبر ل «البدوى» على رأسها، والرئيس السابق للحزب محمود أباظة، ياسين تاج الدين، والذين حاولوا استمالة أو توريط ثلاثة من القيادات المقربة من معسكر «البدوى»، على الجانب الآخر كانت أوراق الجبهة المعارضة جاهزة للهجوم على فريق «البدوى»، حيث ظل الثلاثة «دياب وأباظة وبدراوى» فى اجتماعات سرية، استمرت طوال الأيام الماضية، ناقشوا خلالها خطتهم لمواجهة «البدوي» ورفاقه، وكيفية التصدى لحملاتهم اتفقوا على كتابة وثيقة تحدد مطالبهم، والاجراءات التصعيدية التى سيتخذونها أن لم يستجب رئيس الحزب. الجدير بالذكر أن تمرد «دياب» على «البدوى» ليست المرة الأولى له، ففى نفس يوم اجتماعه ببدراوى وأباظة والسقا والطويل وعز العرب وعودة، قبل 9 سنوات كان قد شكل جبهة معارضة للراحل نعمان جمعة رئيس الحزب الأسبق، ونجح فى اسقاطه بالفعل، ليختفى بعدها بفترة عن مسرح أحداث حزب الوفد.