نجح في إثبات ما فشل فيه «عبده» الراحل أحمد زكي- مع اختلاف الأداة- في فيلم «الراقصة والطبال»، وأقنع الجمهور بأن الاستماع للعزف قد يكون أكثر مُتعة من المطرب أو الراقصة. شاب ثلاثيني من مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، استطاع أن يترك بصمة في الفن الشعبي ليس بصوته أو كلماته، ولكن ب«أورج»، يعتلي المسرح الخشبي في أفراح الشوارع، فتجد جمهور الأرياف- في ابتسامة بلهاء كوقع جملة (الرقاصة جت) على آذانهم- يتأهب ويستعد وينادي كل منهم على أصدقائه «عبسلام هيبدأ». شهرته- كما يعتقد البعض- لم تبدأ مع أغنية «حلاوة روح».. عندما قال «يا عبسلاااااام».. بل بدأ في اكتساب شهرته من القرى والمراكز والمحافظات المحيطة لمسقط رأسه في الدقهلية، ثم لمع اسمه بعد أغنيته مع رضا البحراوي «استغنوا عني»، والتي أُعيد غناؤها على صوت الفنان الشعبي الكبير حكيم في فيلم «حلاوة روح». وتربع على عرش الأغنية الشعبية بالتعاون مع محمود الليثي في أغنيته الأخيرة «عم يا صياد».. وحصل على الختم بعد «مزمار عبد السلام 2017». «أنت لو عاوز تجيب عبد السلام في فرحك هو اللي هيحدد لك ميعاد الفرح.. عشان هو محجوز لسنة قُدام».. جملة تتكرر مرارًا بين شُبان الأرياف إذا أراد العريس أن يحضر محمد عبد السلام في فرحه. «ما تفسده الحياة يصلحه مزمار عبسلام».. جملة أصبحت شعارًا مرتبطًا بنجم المزمار محمد عبد السلام، أشهر عازف أورج- بلا منازع- في الأفراح الشعبية في الوقت الحالي. وحوش ميت غمر.. لقب انتزعه عبد السلام برفقة شريف الغمراوي وأوشه، أشهر عازفي الأورج في الفن الشعبي، ويُشاع أن الغمراوي هو من علمه فن العزف على الأورج إلا أنه في أحد المقابلات التليفزيونية قال إنه تعلم بمفرده ولم يساعده أحد. وحاز على لقب أبو تريكة المزمار؛ فلديه المقدرة على العودة مرة أخرى بالمستمع إلى نشوة سعادته كما فعل من قبل لاعب النادي الأهلي والمنتخب أبو تريكة في عدد من أهدافه التي قلبت الموازين، حيث يتمتع في مزيكته بإيهام المستمعين بأن الأغنية على وشك الانتهاء، ليفاجأ الجميع بالرجوع بقوة مع صوت «النبطشي»: «دي حركة دي حركة». انتقل عبد السلام من أفراح الأرياف إلى أفلام السبكي ومنها إلى حفلات خريجي الجامعات إلى تداول فيديوهات لأجانب يتراقصون على نغمات مزمار عبد السلام 2017 وهي عبارة عن إعادة توزيع لموسيقى فيلم «شمس الزناتي»، الذي حقق على «يوتيوب» قرابة ال 8 ملايين مشاهدة حتى الآن.
