قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن "الوضع في جوبا عاصمة جنوب السودان ما زال هادئا لكن يشوبه التوتر، فيما يعمل أفراد بعثة الأممالمتحدة (يونميس) على تأمين مواقع حماية المدنيين بعد القتال الذي اندلع الشهر الماضي يوليوز. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول الأممي، مساء الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويوركالأمريكية. وأضاف دوغريك، قائلًا إن "القائمين على حفظ السلام في جنوب السودان (البعثة الأممية) يواصلون دورياتهم في مواقع الحماية وما حولها قرب مقر الأممالمتحدة، بما في ذلك تكثيف الدوريات، ووثقت البعثة وقوع عدد من حوادث العنف الجنسي (لم يوضحها) ضد المدنيين في يوليو (تموز) الماضي". وأوضح أن "تقارير بعثة (يونميس) أفادت اليوم بحدوث توترات في بلدة (ياي) بمنطقة وسط الاستوائية، وتلقت دورية تابعة للبعثة في البلدة أمس (الثلاثاء) تقارير عن استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة". وتابع قائلا "وفي ناصر بولاية أعالي النيل (شمال)، أفادت البعثة بتبادل إطلاق النار والمدفعية الثقيلة بين الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش حكومة جوبا)، والمعارضة في أوائل الأسبوع". وفي انتكاسة جديدة لاتفاق السلام الهش الذي أبرمه رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، ومشار في أغسطس/آب 2015، وسط ضغوط دولية، عاودت القوات الموالية لكليهما الاقتتال في جوبا يوليو/تموز الماضي مخلفة نحو 300 قتيل مع نزوح عشرات الآلاف. وعلى إثر المعارك غادر مشار، جوبا إلى جهة لم يكشف عنها حتى الخميس الماضي عندما أعلنت الأممالمتحدة وصوله الكونغو الديمقراطية بمساعدة بعثتها هناك والتي أجلته من نقطة حدودية بين البلدين. وكان مشار، قد تقلد منصب النائب الأول لسفاكير ضمن حكومة انتقالية أقرها اتفاق السلام وهو نفس المنصب الذي كان يشغله قبيل النزاع المسلح الذي حصل في ديسمبر/كانون أول 2013 بعد أشهر من إقالته، وسط تنافس الرجلين على النفوذ في الدولة الناشئة. وأخذ الصراع الذي خلف آلاف من القتلى وشرّد نحو مليوني شخص طابعاً عرقياً بين قبيلة "الدينكا" التي ينتمي لها "سلفاكير" وقبيلة "النوير" التي ينتمي لها "مشار" وهما أكبر قبيلتين في البلاد التي تلعب فيها القبلية دوراً محورياً في الحياة السياسية. وانفصل جنوب السودان عن الدولة الأم السودان في يوليو 2011 بموجب استفتاء شعبي أقرّه اتفاق سلام أُبرم في 2005، لينهي عقوداً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وتقوم "يونميس" التي تأسست في 9 يوليو/تموز 2011، بتوفير الحماية لأكثر من 47 ألفًا و791 مدنيًا في جنوب السودان، لجأوا إليها إثر اندلاع الاشتباكات المسلحة في البلاد