قال الكاتب البريطاني سيمون هيفر، "على الرغم من أنه من غير المعروف عن السياسيين أن يكونوا خياليين، إلا أن "المسز" ستورجيون (الوزيرة الأولى في أسكتلندا) قد أسرفت في خيالها السياسي محلقة في آفاق جديدة". ونوّه هيفر –في مقاله بالصنداي تلغراف- عن أنه "في سبتمبر 2014، صوت الأسكتلنديون بنسبة 55 بالمائة مقابل 45 بالمائة لصالح البقاء في المملكة المتحدة، لكن المسز ستورجيون وأصدقاءها قرروا تجاهل هذا القرار الديمقراطي، وقد كان ذلك بمثابة تدريب مفيد - لهم ولستورجيون على وجه الخصوص- على اختيار تجاهل قرار بريطانيا الديمقراطي كذلك بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي.. وقد تجلى هذا الاختيار في صخب أحدثته ستورجيون طيلة الشهر الماضي". وأضاف هيفر "إن محاولة المسز ستورجيون تدشين سياسة محلية والآن خارجية لدولة مستقلة غير موجودة يدفعنا إلى التساؤل عن سلامة عقلها". وتابع الكاتب قائلا: "إن لندن، مثل أسكتلندا، صوتت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي على خلاف بقية انجلترا، وتعالت أصوات هيسترية تطالب بإجراء استفتاء ثان، ولكن عندما تبين جليا عدم جدوى تلك المطالبات، سكتت تلك الأصوات في لندن، غير أن النخبة الأقلية الحاكمة في أسكتلندا لم تحذو حذو النخبة اللندنية." وأوضح هيفر قائلا "إن المسز ستورجيون اندفعت كبركان صغير تنفث تهديدات في كل اتجاه بأن ثمة استفتاء ثانيا (في اسكتلندا للاستقلال عن التاج البريطاني): غير أنه استفتاء ليس في استطاعة الوزيرة الأولى في اسكتلندا أن تدعو إلى إجرائه، لأن ذلك من اختصاص برلمان ويستمنستر في لندن". ومضى الكاتب قائلا "بإمكان المسز ستورجيون أن تعلن عن استقلال من جانب واحد، إذا هي رغبت في توقيع شهادة وفاتها السياسية وإحراج اسكتلندا دوليا: فهي (ستورجيون) تعلم أنها إذا ما تمكنت من فصل اسكتلندا عن المملكة المتحدة أنه سيتعين عليها تدشين عملة لاسكتلندا التي ستتقطع بها السبل في الحصول على دعم مالي في ظل هبوط سعر برميل النفط عند 46 دولارا، إضافة إلى حقيقة اعتماد اسكتلندا على دافعي الضرائب الإنجليز". واستطرد هيفر قائلا "كذلك، فإن المسز ستورجيون تعلم أن الاتحاد الأوروبي لن يشجع تخيلاتها بشأن توفير ملاذ آمن لاسكتلندا مستقلة، ذلك أن الإسبان سيستخدمون حق "الفيتو" ضد أي شيء من شأنه تشجيع كتالونيا على الانفصال عن مدريد". ورأى صاحب المقال أن "رؤية المسز ستورجيون للمستقبل مبنية بقوة على الخيال المحض.. إنها تتصرف كما لو كانت بالفعل تدير بلدا مستقلا يمكنه التصرف بحرية على الصعيد العالمي، بينما الحقيقة أنها (ستورجيون) ليست كذلك، ولا (اسكتلندا) تستطيع: وهي حقيقة تقف عليها أعدادٌ متزايدة من الأسكتلنديين".