ڤلاديمير ڤلادوڤييتش بوتين ، هو رئيس روسيا السابق ورئيس الوزراء الروسي الحالي. ولد في السابع من أكتوبر 1952 في مدينة لينينجراد – سانت بطرسبرج سابقاً – بروسيا ، وهو من أسرة متواضعة , لكنه كان يحلم دوماً بالالتحاق بجهاز المخابرات الروسية , ونجح بالفعل في تحقيق هذا الحلم في سن السابعة عشر. درس القانون ، وتخَرج من جامعة لينينجراد عام 1975 ، وفي 28 يوليو 1983 تزوج من ليودميلا شكيربينڤا ، وأنجب منها فتاتين هما ماريا وإيكاترينا. يمارس بوتين دائما رياضة الجودو , وهو يعُتبر أول رئيس دولة يصل إلى مستوى متقدم في هذه اللعبة. أثناء سنوات دراسته في الجامعة , انضم إلى الحزب الشيوعي الروسي ، وظل عضوا فيه إلى أن تم حله عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفييتي السابق. وكان عمل بوتين في المخابرات الروسية يتضمن تنفيذ أعمال جاسوسية في ألمانيا , وظل يعمل في هذه المهام ، وترقى سريعا في المناصب حتى تفكك الاتحاد السوڤييتي , فعاد إلى روسيا ، وتم تعيينه نائب محافظ في مسقط رأسه عام 1990. في 1994 ، أصبح النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبرج ، ثم تولى منصب نائب مدير الشئون الإدارية في الرئاسة الروسية عام 1996 ، وظل يترقى في المناصب حتى وصل إلى منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عام 1998. اختاره الرئيس السابق بوريس يلتسين لمنصب رئيس الوزراء عام 1999 ، ورغم توقع البعض له وقتها بعدم استمراره في منصبه كثيرا لأنه غير معروف للعامة , فإن بوتين استطاع إثبات قدراته , وظهر هذا في طريقة إدارته للأزمة الشيشانية , مما أدى إلى زيادة شعبيته وزيادة ثقة يلتسين فيه. وبعد استقالة الرئيس يلتسين المفاجئة في 31 ديسمبر 1999 , وطبقاً للقانون الروسي , مارس بوتين مهام رئيس الجمهورية ، حيث اعتبره يلتسين وقتها وريثه الشرعي في منصب الرئاسة ، وتولى بوتين هذا المنصب في السابع من يونيو 2000 , وأعُيد انتخابه للرئاسة في الرابع عشر من مارس 2004 لولاية ثانية. وشهد عهد بوتين قفزات إقتصادية كبيرة , ساعد على ذلك الاكتشافات المتتالية الضخمة من البترول والغاز الطبيعي ، حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي الروسي بحوالي ستة أضعاف ، مما جعل روسيا تقفز من المركز ال22 للدول صاحبة أكبر ناتج محلي إلى المركز العاشر ، كما زاد معدل الاستثمار بنسبة 125% , وزاد معدل نمو الصناعة بحوالي 75%. أما بالنسبة للسياسة الخارجية , فقد انتقد بوتين السياسة الأمريكية التي تسعى إلى فرض نظام أحادي القطب في العالم , لذا ، فقد شهدت العلاقات الروسية- الأمريكية بعض التوتر , حيث كان بوتين من المعارضين للحرب على العراق , وهو أيضا من المعارضين لاستخدام القوة في التعامل مع الملف النووي الإيراني. وكان الخلاف الأكبر في المشكلة الروسية – الجورجية في إقليم أوسيتيا الجنوبية ، والذي شهد تبادلا للاتهامات والتصريحات النارية بين واشنطن وموسكو ، وهو ما أعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الباردة بين القطبين السابقين.