• خالد عبدالجليل: متمسك بحلم السينماتيك رغم كل العقبات اتهم سينمائيون الحكومات المتعاقبة بإهمال التراث السينمائى على مدى سنوات طويلة بما يهدد كلاسيكيات السينما المصرية، وذلك خلال ندوة «سياسة الحفاظ على التراث السينمائى المصرى»، التى أقيمت على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى. شارك فى الندوة المخرج محمد كامل القليوبى وخالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة لشئون السينما ومدير المركز القومى للسينما السابق، وباتريس ممثلة الجهة المسئولة عن الترميم فى فرنسا، ودكتورة جيهان إبراهيم كبير الباحثين بدار الكتب والوثائق القومية. كما شارك فيها طارق الجبلى، مدير مشروع مكتبة الأفلام فى روتانا، وأدارها د.مروة الصحن مديرة مركز الأنشطة الفرانكفونية فى مكتبة الإسكندرية. فى البداية فتح المخرج محمد كامل القليوبى النار على الحكومات المتعاقبة، وقال: «منذ 5 سنوات فى مهرجان القاهرة أيضا عقدت ندوة بهذا العنوان وحضور الضيوف أنفسهم، وكانت هناك بشائر لتخصيص قصر عمر طوسون لإنشاء السينماتيك، ولكن هذا القصر ضاع وضاعت معه الفكرة الرائعة». وأعرب عن دهشته من الدعة إلى الاحتفال باليوبيل الفضى لبداية فكرة الأرشيف على يد عبدالحميد سعيد، متسائلاً: أين هذا الأرشيف؟.. وروى واقعة قال إنها تكشف حالة اللامبالاة لدى الدولة إزاء الأرشيف، وقال: «بعد أن اختار عبدالحميد مكتبا للأرشيف وجمع فيه البوسترات وغيرها من الوثائق الخاصة بالأفلام، عاد ووجدها ملقاة على السلم، وعندما سأل عن السبب قيل له، لأن الوزير وقتها استغل المكتب لإنشاء السكرتارية الخاصة به!». وواصل القليوبى هجومه على سياسة الدولة إزاء الأرشيف السينمائى، وقال: «نفس الندوة تم عقدها منذ 5 سنين بنفس الكلام، وقالوا وقتها سنخصص لهذا المشروع 5 ملايين، وكان كله كلام فى كلام، فنحن ليس لدينا حتى ثقافة التنقيب عن أفلام ضائعة أو من على شاكلتها من أجل أن نحفظها». كما دعا إلى سرعة إصدار قانون للحفاظ على التراث السينمائى، مشيرا إلى أنه قبل سنوات عرض مشروع قانون بهذا الشأن على مجلس الوزراء الذى حوله إلى مجلس الشعب ولم نسمع عنه أى شىء، واكتشفنا لاحقا أن بعض النواب حالوا دون صدور القانون، لأن لهم مصالح كثيرة فى تهريب الكثير من النيجاتيف وغيره، حسب قوله. وأضاف: مع الأسف غياب القانون ساهم فى تجريف تراثنا السينمائى، لدرجة أن هناك ممثلاً ما بعد وفاته قامت عائلته بحرق النيجاتيف لإيمانهم أن السينما حرام، ومنتج آخر اشترى أفلام زوجته وحرقها للتخلص من مشاهد يعتبرها «غير لائقة». من جانبه قال خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة لشئون الإنتاج الثقافى والسينمائى «إحساسى مختلف عن القليوبى، فرغم تشاؤمه فإنه من أكثر المدافعين عن السينماتيك»، مضيفا:«لو كل الدنيا وقفت ضد المشروع لن أتوقف عن محاولة تأسيسه لأن هذا تراثنا وتاريخنا». وأضاف عبدالجليل: «بخصوص مشروع السينماتيك نحن أمام تراث سينمائى مصرى كامل متفرق لدى شركات الإنتاح السينمائى الخاصة وغيرها، وقد اتصلت بصديق فى فرنسا مسئول عن السينماتيك وتحدثنا فى المشروع، وأبدى حماسه الكبير، خصوصا مع العلم أن هناك أفلاما كثيرة وصلت لحالة سيئة، وبالأخص ما كان تبعا لشركة مصر للصوت والضوء ولازم نعمل وحدة ترميم عشان نحول كل هذه الأفلام لنسخ master digital، وهذا حلم أتمنى تحقيقه». وتابع قائلاً: «تحمس رؤساء الأرشيفات بفرنسا وإيطاليا للمشاركة فى عضوية اتحاد دولى للحفاظ على التراث السينمائى المصرى، بل والسعى لإيجاد سبل للدعم، والحلم بإنشاء مشروع مدينة السينما، ولابد أن أتمسك بالحلم مهما بدا كلامى نظريا».