سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأرشيف السينمائى المصرى "ذهب مع الريح".. مصر لاتملك سوى 250فيلما من أصل 4500عمل سينمائى.. وقنوات الخليج تعرض أفلامناالقديمة ليل نهار..ورئيس المركز القومى للسينما:لا يوجد قانون يتيح بيع النجاتيف أبدا
نقلا عن اليومى : أزمة كبيرة كشف عنها كمال عبدالعزيز، رئيس المركز القومى للسينما ل«اليوم السابع»، حيث قال، إن السينما المصرية لا تمتلك حاليا سوى 250 فيلماً من أصل 4500 فيلم، ورغم وجود اتفاقية بين مصر وفرنسا لتدشين مشروع خاص لعمل أرشيف للسينما المصرية، حفاظًا على تراثنا السينمائى، فإن تلك الخطوة تعثرت كثيرا، وأصبحت الآن فى انتظار الفرج. وتتضح بشدة معالم الأزمة عندما نلاحظ أنه لمشاهدة فيلم عربى قديم من أفلام الأبيض والأسود أو من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية فإن الجمهور المصرى يجد نفسه مضطرا لمشاهدة قنوات خليجية أبرزها روتانا كلاسيك، ولا تجد القنوات المصرية سوى أفلام قليلة لتعرضها، رغم أنها من إنتاج السينما المصرية وقنواتنا أحق من غيرها بعرضها، لكن تراث السينما المصرية قد ذهب إلى رؤوس أموال وقنوات عربية. ورغم أهمية القضية فإن كل الجهود التى بذلتها وزارة الثقافة باءت بالفشل التام، ولم تتعد كل المبادرات والمشروعات التى طرحت منذ سنوات حدود «الكلام فقط» فوزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى كان أعلن منذ 4 سنوات عن تأسيس أرشيف للسينما المصرية يليق بصناعة السينما المصرية التى يتجاوز عمرها المائة عام، وقال حينئذ: إن التعاون المصرى الفرنسى فى هذا المجال سيتضمن بحث أوجه التنسيق المشترك بشأن التراث السينمائى النادر والمقتنيات السينمائية الموجودة فى كلا البلدين، وكيفية الاستفادة منه فى المشروع، الذى يتم تنفيذه فى إطار اتفاقية التعاون السينمائى بين الجانبين المصرى ممثلا فى المركز القومى للسينما، والفرنسى ممثلا فى المركز الوطنى للسينما الفرنسى، التى تم توقيعها على هامش فعاليات مهرجان «كان» السينمائى، وبالتعاون مع السفارة الفرنسية والمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة. ويشكو كمال عبدالعزيز، رئيس المركز القومى للسينما، خلال حديثه ل«اليوم السابع» من أن حوالى %90 من أرشيف السينما المصرية تم بيعه إلى بعض القنوات الفضائية أمثال «art» و«روتانا»، معبراً عن غضبه بمقولة «الجيل القادم لن يرى أعمال أجداده من السينمائيين المصريين»، مؤكدا أنه تم بيع النيجاتيف للقنوات الفضائية. وأضاف عبدالعزيز أنه التقى حازم الببلاوى، رئيس الوزراء السابق، لمناقشة أوضاع السينما والأرشيف السينمائى، وكيفية تنفيذ مشروع أرشيف السينما المصرية، مشيرا إلى أنه اقترح على الببلاوى استرداد أصول النيجاتيف الخاصة بالأعمال الفنية التى تم بيعها بطريقة غير قانونية من قبل، لافتاً إلى أن هذه الأفلام، والنيجاتيف ملك للدولة المصرية، كما تساءل عبدالعزيز قائلا: هل يعقل أنه يوجد مادة فى القانون تسمح ببيع النيجاتيف مدى الحياة؟ وأشار عبدالعزيز إلى أن الدولة المصرية أصبحت تمتلك 250 فيلماً فقط، مؤكداً أن هذا الأرشيف تحت رحمة الهيئة العامة للاستثمار، موضحاً أننا فى محاولة جادة لحل هذا الصراع المستمر منذ 20 عاماً. وأضاف عبدالعزيز أنه عند تولى الإخوان الحكم، قررت الحكومة فصل وزارة الآثار عن وزارة الثقافة، وأخذت وزارة الآثار 60 مليون جنيه كانت مخصصة لترميم قصر الأمير عمر طوسون بشبرا، مشيرا إلى أنه كان يوجد جزء مخصص من هذه الميزانية لترميم الأرشيف التسجيلى لمخرجين أمثال صلاح أبوسيف، وعبدالقادر التلمسانى، وسعد نديم، وتوفيق صالح. بينما قال المخرج محمد كامل القليوبى: «للأسف الشديد لا أحد يهتم بالسينما ولا بالأرشيف السينمائى، ولم يحدث أى شىء جديد فى هذا الموضوع منذ 2010، مؤكداً أن وزارة الثقافة والوزير «ملهمش لازمة»، حسب وصفه، وليس لهما علاقة بالسينما لذلك لن يتم المشروع الخاص بأرشيف السينما المصرية. وأضاف القليوبى أن الحديث عن هذا الموضوع لن يضيف خطوة حقيقية للأرشيف السينمائى مما يعتبر استهلاكا دون جدوى، مؤكدا أن وزارة الثقافة وزارة «متسولين» ولا توجد ميزانية «وعاملين زى فرح العمدة ولا يوجد أى مشاريع». وقال الناقد السينمائى على أبوشادى: توقفت جميع خطوات المشروع الذى اقترحته فى 2010 مع الجانب الفرنسى، وهى فكرة تنفيذ مشروع الأرشيف من خلال شركة مصر للصوت والضوء بالتعاون مع مؤسسة الوليد بن طلال، عن طريق إقامة مركز تجارى يضم طابقا كاملا يتم تخصيصه كأرشيف سينمائى، كما أكد «أبوشادى» أنه لن يكمل فى مشروع الوليد بن طلال. ويعد خالد عبدالجليل، رئيس المركز الأسبق، واحدا من المسؤولين الذين تحدثوا كثيرا عن المشروع فى الماضى وكان متفائلا منذ 4 سنوات عندما قال: إن المرحلة القادمة ستشهد الحفاظ على التراث السينمائى للأفلام المصرية من خلال الاتفاقية الجديدة التى عقدت مع فرنسا بعمل «سينماتيك» لإعادة هيكلة التاريخ القومى للسينما، ولم يتحقق أى من وعوده، لكن عبدالجليل رفض وصف المشروع بالفاشل، حيث قال ل«اليوم السابع»: إن أرشيف مشروع «السينماتك» لن يفشل، موضحا أن القصة بدأت فى 2010 بشأن تأسيس أرشيف قومى للسينما المصرية، وتم توقيع بروتوكول فرنسى مصرى بشأن الحفاظ على التراث السينمائى المصرى فى 2010 فى مهرجان كان. وأضاف أن هذه الاتفاقية كانت تحتوى فى أحد بنودها على الاهتمام بمشروع الأرشيف والسينماتك، ومتحف للسينما، لافتاً إلى أن الوفد الفرنسى جاء مصر ليطلع على بعض المواقع المهمة لتنفيذ المشروع، وفى نهاية الأمر استقر الجانب الفرنسى على قصر الأمير عمر طوسون فى شبرا. وأوضح عبدالجليل أنه مع فصل وزارة الآثار عن الثقافة، أخذت وزارة الآثار ال60 مليونا التى كانت مخصصة لترميم المشروع، وكانت الخطة أن يتم الانتهاء من المشروع فى خلال عام ونصف العام، مشيرا إلى أن المشروع ما زال فى ذاكرة الدولة، والقصر تم تخصيصه لهذا المشروع، على أن يتم تنفيذه، وأضاف أن قيام ثورة ال25 من يناير كان عاملا أساسيا فى عدم استكمال المشروع.