موسكو تبحث «إجراءات عسكرية إضافية» إذا لزم الأمر.. وواشنطن تحاول عرقلة التحركات الروسية بدأت الولاياتالمتحدة التحرك لمواجهة مساعى موسكو لإرسال تعزيزات عسكرية إلى سوريا، فى وقت أعلنت فيه الأخيرة أنها نشرت «خبراء عسكريين» فى الدولة العربية التى تشهد نزاعا مسلحا منذ أكثر من 4 سنوات، أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص، وشرد ملايين آخرين. وأقرت الإدارة الروسية، أمس، بانتشار «خبراء عسكريين» روس فى سوريا، وذلك غداة إعراب البيت الأبيض عن قلقه إزاء التقارير عن تعزيزات عسكرية ترسلها موسكو لدعم الرئيس السورى، بشار الأسد. وكشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الخبراء يقدمون المساعدة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى سوريا، التى تقول موسكو إنها تهدف إلى محاربة تنظيم «داعش»، حسب ما نقله موقع «سكاى نيوز» عربية. كما أكدت الخارجية أن موسكو تبحث إجراءات عسكرية إضافية لازمة لمحاربة الجماعات المتشددة فى سوريا «إذا لزم الأمر»، دون أن تعطى مزيدا من التفاصيل عن طبيعة التحرك العسكرى المقبل. وكان البيت الأبيض حذر، أمس الأول، من أن التعزيزات العسكرية الروسية فى سوريا قد تشعل «مواجهة» مع القوات التى تقودها الولاياتالمتحدة، لتوجيه ضربات جوية ضد داعش، الذى يسيطر على مناطق سورية عدة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن واشنطن بدأت فى التحركات الروسية فى سوريا، موضحة أن بلغاريا وافقت، على طلب واشنطن إغلاق مجالها الجوى أمام طائرات النقل الروسية، والتى يُشتبه فى كونها تحمل معدات عسكرية لنظام الرئيس السورى، بشار الأسد، لافتة إلى أن اليونان لم ترد بعد بشكل علنى على طلب مماثل، حتى مثول الجريدة للطبع. وكان البيت الأبيض حذر، الثلاثاء، من أن التعزيزات العسكرية الروسية فى سوريا قد تشعل «مواجهة» مع القوات التى تقودها الولاياتالمتحدة، لتوجيه ضربات جوية ضد داعش، الذى يسيطر على مناطق سورية عدة. يأتى ذلك بعد أن رجحت تقارير مخابراتية أمريكية، الأسبوع الماضى، قيام موسكو بالتحضير لإنزال خبراء وأفراد عسكريين بأحد المطارات جنوب اللاذقية، إضافة إلى طائرات لاستخدامها فى شن ضربات جوية، ومساكن مصنعة مسبقا لنحو ألف فرد، فضلا عن محطة محمولة لمراقبة الحركة الجوية. ونقلت «نيويورك تايمز»، نقلا عن مسئول أمريكى، لم تسمه، قوله إن روسيا أرسلت قبل أيام طائرتى نقل عملاقتين من طراز «كوندور» لنقل مزيد من الإمدادات والمعدات إلى اللاذقية، مرت عبر إيران والعراق. كما أشار المسئول الذى لم تتكشف الصحيفة عن اسمه إلى أن طائرة أخرى من طراز «اليوشن» مرت عبر بلغاريا واليونان إلى سوريا، ويحتمل أنها استخدمت فى نقل جنود، فيما لفت مسئولون إلى أن هناك مشاهدات غير مؤكدة للقوات الخاصة الروسية «سبيتسناز» بالأكاديمية البحرية السورية. كانت بلغاريا أعلنت أمس الأول، أنها أغلقت المجال الجوى فى وجه طائرات نقل روسية الأسبوع الماضى، بعد شكوك حول حمولتها. غير أن وزير الخارجية البلغارى، دانييل ميتوف، صرح، أمس، بأن بلغاريا ستسمح لطائرات الإمداد الروسية المتجهة إلى سوريا باستخدام مجالها الجوى إذا وافقت موسكو على تفتيش حمولتها فى مطار بلغارى، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وكانت وسائل إعلام روسية سارعت بإنكار نقل أسلحة على متن هذه الطائرات، زاعمة أنها كانت تحمل مساعدات إنسانية. ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، يختلف المسئولون الغربيون على دوافع الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، لإرسال قوات لسوريا، ما بين محاولة زيادة نفوذها فى سوريا لضمان تأثيرها فى اختيار الحكومة الجديدة حال الإطاحة ببشار الأسد، أو محاولة تأمين ملاذ آمن بمنطقة الساحل السورية للأخير فى حالة خروجه من دمشق.