• مصادر أمريكية: واشنطن أدركت استحالة الاستغناء عن علاقات جيدة مع المصريين • أوباما يستهدف طمأنة حلفائه العرب قبل انفتاحه الكامل على إيران وزيارته لطهران خلال أشهر • مصدر مصرى: القاهرة سجلت هدفا دبلوماسيا فى مرمى أمريكا.. ووافقنا بشروط على تمويل أمريكى لمنظمات المجتمع المدنى قالت مصادر مصرية امريكية متطابقة ان ترتيبات تجرى لاستئناف جلسات الحوار الاستراتيجى المصرى الامريكى على مستوى وزراء الخارجية فى القاهرة فى يوليو القادم دون تحديد الموعد الدقيق انتظارا لتحديده فى ضوء الالتزامات الخاصة بالوزيرين سامح شكرى وجون كيرى. الاتفاق على استئناف الحوار جاء قبل اشهر خلال مشاورات مشتركة بين القاهرةوواشنطن، حيث كانت هناك محاولات لترتيب إطلاقه فى الربيع الحالى الا انها تأجلت لأسباب تتعلق بالالتزامات الوزارية حسب الرواية المصرية وبأسباب تتعلق بضغوط من الكونجرس على الادارة الامريكية بحسب الرواية التى تطرحها مصادر واشنطن. انعقاد الحوار الذى كان قد انطلق فى عهد الوزير المصرى الاسبق عمرو موسى ونظيرته الامريكية مادلين أولبرايت يمثل نجاحا لتحركات الدبلوماسية المصرية نحو تطبيع العلاقات مع واشنطن التى أبدت قدرا غير قليل من التحسب إزاء الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسى فى 3 يوليو 2013. ويقول دبلوماسى مصرى انه بعد عامين فإن القاهرة سجلت هدفا دبلوماسيا مهما فى سياق العلاقا ت المصرية الامريكية. بدأ الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى فى واشنطن عام 1998، حيث كان يمثل مصر وزير خارجيتها وقتئذ عمرو موسى، ويمثل الولاياتالمتحدة وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت. واتفق الجانبان على أن يتحول الحوار إلى عمل مؤسسى مستمر، تتابع فيه جلسات للحوار بين مسئولين من البلدين. الرواية الامريكية لتفسير استئناف الحوار حسب مصادر الشروق فى واشنطن تقول إن القاهرة عاصمة لا يمكن لواشنطن الاستغناء عنها فى كل الاحوال لاعتبارات تتعلق بالعلاقات ولاعتبارات تتعلق بمجمل «الوضع الاقليمى المعقد بدءا من تصاعد مد الجماعات الاسلامية المسلحة مثل داعش وايضا الاضطراب الكبير الذى يشهده عدد من الدول العربية خاصة فى منطقة المشرق والتى تؤثر بالطبع على امن المنطقة ومصالح أمريكية استراتيجية هناك»، بحسب مصدر امريكى آخر. ويأتى استئناف الحوار الاستراتيجى المصرى الامريكى فى توقيت تتوافق فيه الجهود المصرية الامريكية لإقناع الرياض بعدم الذهاب بعيدا فى حرب اليمن رغم تباين الأسباب بين القاهرةوواشنطن. فالقاهرة تخشى تورطا لا مفر منه على مستوى عسكرى واسع يتجاوز المشاركة المحدودة الحالية، فى حين تخشى واشنطن من تزايد الصراعات فى الشرق الأوسط بما يهدد المصالح الاستراتيجية ولرغبتها فى انهاء سلس للاتفاق النووى مع إيران الذى توكد المصادر انه قادم فى يوليو انه سيفتح الباب أمام زيارة الرئيس الأمريكى بارك أوباما لطهران قبل بداية اجازته الصيفية فى اغسطس المقبل لمخاطبة الشعب الايرانى مباشرة. وتقول المصادر الامريكية ان استئناف الحوار فى هذا السياق سيسمح لواشنطن أن تؤكد لحلفائها التقليديين فى المنطقة خاصة القاهرة أن العلاقات مع طهران لا تعنى اطلاقا إدارة ظهر البيت الابيض لاصدقائه التقليديين فى المنطقة العربية وبخاصة القاهرةوالرياض. ويقول دبلوماسى أمريكى: «نحاول ان نفعل ذلك لأننا نشعر بقلق كبير»، مشيرا إلى اللقاء المرتقب يوم الأربعاء المقبل للرئيس الأمريكى مع قادة دول الخليج العربى فى منتجع كامب ديفيد. فى المقابل، قال مصدر حكومى مصرى ان الرئيس عبدالفتاح السيسى «قام أخيرا ورغم توصيات أمنية رافضة» بالموافقة على منحة تنموية أمريكية للقاهرة مخصصة «لمشاريع خاصة بالمجتمع المدنى» قيمتها نحو 20 مليون جنيه. وارتكر الرفض الامنى إلى عدم الرغبة فى العودة للحديث عن ملف المجتمع المدنى وخوفا مما تقول التقارير الامنية التى رفعت للرئيس انها «ستكون محاولات لإعادة استخدام المنظمات المصرية لتحقيق أهداف امريكية». الموافقة الرئاسية، حسب قول المصادر المصرية، بما فيها مصدر رئاسى تأتى مرتبطة بقرار وضع التصرف النهائى والاشراف الكامل على التعامل مع هذه المنحة فى يد فايزة ابوالنجا مستشار الامن القومى للرئيس والمعروفة بتحسبها الشديد فى التعامل مع مؤسسات المجتمع المدنى. ويقول المصدر الرئاسى: «فايزة هانم ممكن تعرف كل جنيه اتصرف ازاى وتتأكد ان الفلوس اتخصصت فعلا لأغراض تفيد المجتمع وبكده يكون الاستفادة تحققت والمشكلات السياسية تم تفاديها». الحوار الاستراتيجى جاءت فكرة الحوار الاستراتيجى بين مصر وأمريكا بهدف إيجاد إطار مؤسسى يتجاوز فيه النقاش حدود العلاقة الثنائية، بحيث يتناول تعاونا أشمل، يمتد إلى بقية المنطقة العربية، وإفريقيا، والعالم الإسلامى، فى القضايا التى تمثل مصالح مشتركة للطرفين على السواء، وأن يتم تحديد نقاط الخلاف السياسية، حتى لا تؤثر فى نقاط الاتفاق، باعتبار أن لكل منهما ظروفها، وانتماءاتها، وعلاقاتها، ومصالحها. كان بدايات الحوار الاستراتيجى عام 1988 وعام 1989 بعقد جلستين فى القاهرةوواشنطن للتحاور حول القضايا السياسية الدولية والإقليمية على مستوى الخبراء من الجانبين، غير أن هذا الحوار توقف بعد الغزو العراقى للكويت. وفى يوليو 1998 تم إحياء فكرة الحوار الاستراتيجى بين الدولتين فى أول جولة للحوار فى واشنطن، ثم عقدت الجولة الثانية فى القاهرة فى ديسمبر 1998، تلاها الجولة الثالثة فى فبراير عام 1999 بواشنطن. وانتكست فكرة الحوار الاستراتيجى بين القاهرةوواشنطن مع وصول جورج بوش الابن إلى الحكم فى أمريكا عام 2001 عندما قررت الإدارة الأمريكية اعتبار الشئون الداخلية لأى دولة شأنا أمريكيا طالما أنه يؤثر على الأمن القومى الأمريكى من وجهة نظر إدارة بوش.