«فينك يا أبنودى.. ولا عاد حبيب ينضم.. ولا عبير ينشم ولا ضحكة ملو الفم.. هربت ليه يا عم.. مش كنت تنتظر الليالى الهم». هذه الكلمات رددها أحد جيران الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى أثناء حديثه ل«الشروق»، وهى مأخوذة من الكلمات التى كان يرثى فيها الأبنودى الفنان عبدالحليم حافظ بعد وفاته. وقال جمعة أبورشوان، أحد جيرانه ل«الشروق»: إن الشاعر عبدالرحمن الأبنودى كان شخصا متواضعا وحياته بسيطة جدا، وكان بالنسبة للقرية الولد والسند والحنية لها، فقد كان لها مذاق خاص بوجوده وريحته فى كل مكان فى القرية». وأضاف أن الأبنودى كان «يود جميع أهالى القرية فى أفراحهم وأحزانهم، حتى أثناء مرضه، وكان بابه مفتوحا للجميع». وتابع «إذا كان جسد الخال رحل عن القرية فهو باق بروحه الطيبة داخل جميع بيوتها»، مشيرا إلى أن «مصر فقدت علما من أعلام الوطن العربى». من جانبه، قال حسن محمد أحد أقارب الشاعر الراحل :«إن الخال كان ابن ليل ويسهر مع أهالى النجوع فى قرية أبنود وكان رجلا بسيطا منذ أن كان يعمل كاتبا فى محكمة قنا». وكشف فى تصريحات ل«الشروق» أن إلهام الشاعر الذى كان يحضر للخال دائما أخذه من قريته أبنود، ومن جلوسه على الترعه داخل القرية ومن حكاوى الأهالى. وأوضح أن الأبنودى كان متصالحا مع نفسه، لا يعرف التلوين ولا النفاق، وكان دائما مخلصا لوطنه وأقاربه وأحبابه وضحى من أجل الوطن كثيرا.