تظاهر آلاف اليمنيين في شوارع صنعاء، السبت، في أكبر تجمع ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر 2014. وفي جنوب البلاد سيطر انفصاليون على حواجز للشرطة في عتق كبرى مدن محافظة شبوة تحسبا لهجمات للحوثيين خصوصا. ولا يوجد في اليمن، منذ الخميس رئيس ولا حكومة بعد استقالة رئيسي الجمهورية والحكومة تحت ضغط المليشيات الحوثية التي استولت على القصر الرئاسي وتحاصر العديد من المباني الحكومية. ودخل الحوثيون الشيعة العاصمة اليمنية في 21 سبتمبر ووسعوا منذ ذلك التاريخ سيطرتهم على مناطق في وسط البلاد وغربها. ويشكل الشيعة أغلبية في شمال اليمن الذي يتبع غالبية مواطنيه المذهب السني. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا تلبية لدعوة من حركة "رفض"، التي أعلنت مؤخرا في عدد من المحافظات اليمنية ضد الميليشيا الشيعية، "يسقط يسقط حكم الحوثي" و"لا حوثي بعد اليوم" و"حرية حرية نريد دولة مدنية". وتابع عناصر مليشيات الحوثيين المنتشرين على طول شارع الستين حيث يقيم الرئيس، المتظاهرين دون أن يتدخلوا. في المقابل، حاول عشرات من أنصار الحوثيين وقف التظاهرة، مما أدى إلى مناوشات لفترة وجيزة قبل أن يغادروا المكان بعد تزايد عدد المشاركين في التجمع. وانتهت التظاهرة في هدوء. كما نظمت تظاهرات كبيرة أيضا في مدن تعز (جنوب غرب) واب (وسط) والحديدة (غرب). وفي صنعاء توجه المتظاهرون الى مقر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي للتعبير عن "رفضهم لاستقالته"، التي قدمها الخميس، بعد تقديم رئيس الحكومة خالد بحاح استقالة حكومته. وجاءت استقالة رأسي السلطة التنفيذية، بعد أيام من خطف مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك، بايدي الحوثيين الذين لا يزالون يحتجزونه. ومن المقرر أن ينظر البرلمان الأحد في استقالة الرئيس في جلسة طارئة لكن انعقاده لايزال غير مؤكد بالنظر إلى الأنتشار الكبير لمسلحي الحوثيين في صنعاء. وانتخب هادي في 2012، بعد رحيل علي عبد الله صالح تحت ضغط الشارع وفي خضم ما عرف ب "الربيع العربي". ويشتبه في تقارب صالح مع الحوثيين الذين يحتجون على مشروع دستور جديد ينص على جعل اليمن دولة فدرالية من ستة اقاليم. وفي حال الحصول على تنازلات في مشروع الدستور، وعد الحوثيون بمغادرة القصر الرئاسي والافراج عن مبارك.