يعيش اليمنيون منذ ثلاثة أيام بدون رئيس جمهورية أو حكومة تدير شؤون البلاد، وذلك بعد تقديم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة برئاسة خالد بحاح استقالتهم للبرلمان يوم الخميس. ودخل الحوثيون العاصمة صنعاء، في سبتمبر 2014، دون مقاومة من القوات اليمنية، قبل أن يبدأوا حصارا على دار الرئاسة ومقر إقامة الرئيس اليمني من يوم السبت الفائت، إلى جانب اختطاف الدكتور أحمد بن عوض مبارك مدير مكتب رئيس الجمهورية، اعتراضا على بعض مواد الدستور وما وصفوه إخلالا باتفاق السلم والشراكة. وتشهد العاصمة اليمنية، مظاهرات مناهضة للحوثيين، فيما يواصل الحوثيون انتشارهم وحصار المنشآت الحيوية. أسباب الاستقالة تقدمت الحكومة اليمنية باستقالتها مساء الخميس، مؤكدة في نص استقالتها أنها لا تريد أن تكون طرفا فيما يحدث بالشارع اليمني أو أن تتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرها أمام الله وأمام الشعب – بحسب نص الاستقالة التي نشرتها وزيرة الإعلام نادية السقاف عبر حسابها على تويتر، والتي كانت أكدت أن الحوثيين يسيطرون على الوكالة الرسمية والفضائية اليمينية ويرفضون بث أو نشر البيانات الرسمية. أما الرئيس اليميني عبد ربه منصور هادي، فتقدم باستقالته للبرلمان اليمين هو الآخر عقب استقالة الحكومة بسبب ما قال أنه ''المستجدات التي ظهرت منذ 21 سبتمبر 2014 على سير العملية الانتقالية للسلطة سليما والتي حرصنا جميعا على أن تتم بسلاسة''. وأضاف الرئيس في بيان الاستقالة ''ولهذا فقد وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا الكثير من المعاناة والخذلان وعدم مشاركتنا من قبل فرقاء العمل السياسي في تحمل المسؤولية للخروج باليمن إلى بر الأمان..''. وتابع هادي في البيان الموجه إلى البرلمان ورئيسه ''ولهذا نعتذر لكم شخصيا ولمجلسكم الموقر وللشعب اليمني بعد أن وصلنا إلى طريق مسدود.. ولهذا أتقدم إليكم باستقالتنا..''. اتفاق واختلاف تأتي الاستقالة عقب ساعات من إبرام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء الأربعاء الفائت، اتفاقا مع المسلحين الحوثيين الشيعة لإنهاء الأزمة في اليمن بعد عدة أيام من أعمال العنف في العاصمة صنعاء، والسيطرة على دار الرئاسة. وبموجب الاتفاق الذي نشرته وكالة سبأ اليمنية الرسمية، سيغادر المسلحون الحوثيون دار الرئاسة، وسيطلقون سراح مدير مكتب هادي أحمد عوض بن مبارك الذي اختطف السبت، على أن يتم في المقابل إدخال تعديلات على مشروع الدستور الذي يعارضه الحوثيون، وأن يحظى الحوثيون وكذلك ''الحراك الجنوبي السلمي وكل الفصائل السياسية المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة بحق تعيينهم في هذه المؤسسات''. غير أن محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين قال لرويترز إن سحب المقاتلين وإطلاق سراح أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس والمحتجز لدى الحوثيين قد يحدث خلال يوم أو يومين أو ثلاثة إذا التزمت السلطات بتنفيذ بقية الشروط. وقال البخيتي لرويترز إن الاتفاق الأخير متعلق بسلسلة من الإجراءات المرتبطة بتوقيتات محددة لتنفيذ اتفاق السلام والشراكة ويظهر أن جماعة أنصار الله الحوثية لا تخطط لتقويض العملية السياسية. وأضاف البخيتي أن الاتفاق مرض لأنه يؤكد على البنود الهامة في اتفاق الشراكة. ''رفض للانقلاب'' وحاصر مسلحون تابعون لجماعة الحوثي بوابة مجلس النواب في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد ساعات من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، بحسب ما ذكره موقع ''مأرب برس'' مساء الخميس. وكان قيادي حوثي قد أعلن في وقت سابق ان البرلمان منتهي الشرعية ولن يتسلم زمام قيادة البلاد بعد استقالة هادي. في المقابل خرج عشرات الآلاف من اليمنيين، صباح الجمعة والسبت، في العاصمة صنعاء للتظاهر ضد ما أسموه ''انقلاب'' الحوثيين. وانطلقت المظاهرة من ساحة التغيير بصنعاء، وجابت عدد من الشوارع الأخرى. جاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها ''شباب ثورة 11 فبراير''، و''حركة رفض'' المناهضة للحوثيين أمس الجمعة، رفضا ''لانقلاب'' الحوثيين على المنظومة الشرعية للدولة. وذكر شهود عيان، أن مسلحين من الحوثيين الشيعة أطلقوا النار في الهواء اليوم الاحد لتفريق بداية تظاهرة مناهضة أمام جامعة صنعاء، غداة مسيرة احتجاجية كبيرة ضد وجودهم في العاصمة.